دعا زعيم حزب الله حسن نصرالله اللبنانيين الى "مقاطعة" محكمة الحريري معتبرا اي تعاون مع محققيها "اعتداء على المقاومة"، فيما حذر مبعوث الامم المتحدة تيري رود لارسن من ان الوضع في لبنان حاليا "فائق الخطورة".
وكان نصر الله يتحدث غداة الاشكال الذي وقع الاربعاء في عيادة نسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت والذي هاجمت خلاله مجموعة من النسوة بالشتم والدفع والسباب فريق تحقيق دولي قصد صاحبة العيادة للاطلاع على ملفات وارقام هواتف عدد من مريضاتها.
وقال نصر الله في كلمة مقتضبة وجهها عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه "امام هذا التطور الفضائحي في سلوك المحققين (...) اطالب كل مسؤول وكل مواطن لبناني بمقاطعة هؤلاء المحققين وعدم التعاون معهم". واضاف ان "كل ما يقدم لهؤلاء يصل الى الاسرائيليين. فكفى استباحة!".
وتابع ان "استمرار التعاون مع هؤلاء يساعد على مزيد من استباحة البلد وفي الاعتداء على المقاومة"، مؤكدا ان "كل تعاون مع المحققين الدوليين مساعدة لهم في الاعتداء على المقاومة".
وقال نصر الله " لقد وصلنا الى نقطة حساسة وخطيرة جدا تتصل باعراضنا وكرامتنا وشرفنا وتتطلب منا جميعا موقفا مختلفا".
واعلن محامي الطبيبة ايمان شرارة، صاحبة العيادة النسائية حيث وقع الاشكال، ان فريق التحقيق الدولي تعرض ل"هجوم" من جانب نساء لا احد يعرفهن في العيادة، بينما ذكرت مصادر امنية ان النساء تمكن من انتزاع حقيبة من احد المحققين قبل ان يهرب اعضاء الفريق الثلاثة من العيادة.
ودانت المحكمة الدولية الحادث، مؤكدة ان "العنف لن يردعها من انجاز مهمتها".
"فائق الخطورة"
وفي غضون ذلك، اعتبر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى لبنان تيري رود لارسن الخميس ان الوضع في هذا البلد حاليا "فائق الخطورة" وان الشرق الاوسط "في مفترق حرج للغاية".
وقال لارسن امام الصحافيين "لدينا منطقة تعصف بها الرياح والاعاصير من كل جانب. ووسط هذه الرياح المتعاكسة توجد خيمة وهذه الخيمة مثبتة بوتدين. احدهما الفلسطينيون والاخر لبنان. واذا ما خلع احد هذين الوتدين فان الخيمة كلها ستنهار".
واضاف "بمعنى اخر فانه اذا ما تزعزع الوضع في لبنان اخشى ان يكون لذلك تاثير على المنطقة"، مؤكدا "ستكون له انعكاسات دولية ضخمة".
واوضح "قلت في مجلس الامن انها المشكلة الاكثر خطورة للسلام الدولي والامن حاليا". وقال ان "لبنان يزداد اقترابا من الازمة يوما بعد يوم. نعلم انه توجد في لبنان ميليشيات مسلحة جيدا وهذا يخلق وضعا فائق الخطورة".
واضاف المبعوث الخاص "من البديهي ان هذه الاسلحة لا تاتي من القمر. لكن هناك شيئا ملموسا بين الاتهامات التي نسمعها وما نسمعه من حزب الله نفسه بشان قدراته".
وياتي تصريح المبعوث الاممي الخاص الى لبنان بعد اتهام السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الخميس لايران وسوريا بمواصلة تسليح حزب الله الذي تقول ان له تاثيرا "مدمرا ومزعزعا" لاستقرار المنطقة.
وقالت رايس في لقاء مع الصحافيين على هامش اجتماع لمجلس الامن ان "حزب الله يبقى الميليشيا الاكبر والاكثر تسلحا في لبنان، وما كان لينجح في ذلك من دون مساعدة من سوريا وحصوله على اسلحة سورية وايرانية".
واضافت "ما زلنا نشعر بالقلق الشديد من نفوذ حزب الله المدمر والمزعزع للاستقرار في المنطقة وايضا من محاولات اطراف اجنبية بينها سوريا وايران تقويض استقلال لبنان وتهديد استقراره".