قال البيت الابيض يوم الجمعة ان الاسرائيليين والفلسطينيين ضيقوا خلافاتهما في المحادثات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة رافضا ما تردد عن عدم احراز اي تقدم يذكر حتى الان. وبدأت المحادثات التي يتوسط فيها المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل في مايو ايار وتهدف الى اقناع الجانبين بالجلوس الى نفس الطاولة لمناقشة العقبات التي تقف في طريق اقامة دولة للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بجانب اسرائيل.
ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه يريد الانتقال الى المحادثات المباشرة بدون تأخير لكن الفلسطينيين يقولون ان المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة تسير ببطء ولم تحرز تقدما كافيا حتى الان يبرر بدء مفاوضات مباشرة.
وقدم المسؤولون الامريكيون قبل زيارة نتنياهو للبيت الابيض الاسبوع القادم تقييما اكثر تفاؤلا للمحادثات في لقاء مقتضب مع الصحفيين يوم الجمعة.
وقال دانيال شابيرو مستشار الرئيس الامريكي باراك اوباما لشؤون الشرق الاوسط "هذه المحادثات كانت جوهرية تماما في واقع الامر . تحدثنا مع الجانبين في جميع القضايا الجوهرية المتعلقة بهذا الصراع."
وأضاف "الفجوات ضاقت".
وقال بين رودس وهو مستشار اخر لاوباما ان الرئيس راض عن التقدم الذي احرز في المحادثات رغم عدم تقديم أي مسؤول لتفاصيل حول كيفية تضييق الجانبين لخلافاتهما.
وقال شابيرو ان المحادثات تسير "في اتجاه ايجابي" ولكن من السابق لاوانه تماما اعطاء جدول زمني للانتقال الى المحادثات المباشرة.
ويمثل احراز تقدم في عملية السلام بالشرق الاوسط محورا رئيسيا في سياسة ادارة اوباما لاصلاح العلاقات الامريكية مع العالم الاسلامي والتي توترت بسبب الحربين في العراق وأفغانستان والمعركة ضد المتشددين الاسلاميين.
ويعد اقناع اسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على اجراء محادثات غير مباشرة اهم انجاز ملموس لاوباما بالنسبة للشرق الاوسط منذ توليه منصبه العام الماضي لكن التوقعات لا تزال ضئيلة لتحقيق انفراجة من اي نوع.
وقال مسؤولون بالبيت الابيض ان اوباما ونتنياهو سيناقشان خطوات اضافية قد تتخذها اسرائيل لمعالجة الوضع الذي "لا يمكن استمراره" في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ما دامت لا تقوض امن اسرائيل.
وخفف نتنياهو الشهر الماضي حصارا بريا على قطاع غزة بعد انتقادات بانه يمثل عقابا جماعيا لنحو 1.5 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع. وبموجب اللوائح الجديدة سيسمح بدخول جميع السلع الى غزة فيما عدا الاسلحة والمواد التي قد تستخدم في صنع الاسلحة.
وسيكون اجتماع اوباما مع نتنياهو هو الخامس له منذ تقلده السلطة في يناير كانون الثاني 2009. وكان اوباما اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الابيض في التاسع من يونيو حزيران ومع الملك عبد الله عاهل السعودية في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وكان من المقرر ان يجتمع نتنياهو مع اوباما الشهر الماضي لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارجأ زيارته بعد الهجوم الاسرائيلي الدموي على قافلة سفن المساعدات التي كانت في طريقها الى غزة في 31 مايو ايار وهو الهجوم الذي اثار ضجة دولية.