وصف مستشار لوزير الدفاع اللبناني الجمعة ب"المجتزأة والمشبوهة" المعلومات التي وردت في وثيقة نشرتها صحيفة محلية نقلا عن موقع ويكيليكس، تفيد ان الياس المر قدم لسفيرة اميركية سابقة رؤيته لما يتوجب على اسرائيل ان تقوم به اذا وقعت في حرب مع حزب الله.
وقال جورج صولاج مستشار وزير الدفاع الياس المر ان المعلومات الواردة في الوثيقة "مجتزأة وغير دقيقة ومشبوهة ولا قيمة لها".
واعتبر ان الهدف من هذه المعلومات هو "اثارة الفتنة (...) اذ انها لا تعكس حقيقة ما حدث في الاجتماع بين المر والسفيرة الاميركية السابقة" ميشال سيسون في آذار/مارس 2008.
وكانت صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله نشرت الخميس "وثيقة اميركية سرية" هي واحدة من بين 250 الف وثيقة من المراسلات الدبلوماسية الاميركية حول العالم التي بدا موقع ويكيليكس المتخصص في كشف الوثائق السرية تسريبها منذ الاحد.
وقالت الوثيقة ان المر "كان قلقا خلال الاجتماع الذي دام حوالى الساعتين ونصف الساعة" من احتمال اندلاع حرب جديدة بين حزب الله واسرائيل اللذين خاضا نزاعا مدمرا عام 2006.
واضافت "مع انه اوضح انه غير مسؤول عن تمرير رسائل الى اسرائيل، قال لنا المر ان على اسرائيل ان تتجنب القيام بامرين حين يتعلق الامر بحزب الله" الذي وصفه الوزير اللبناني بانه "خائف ومرتعب" من مواجهة جديدة مع الدولة العبرية.
واعتبر المر بحسب الوثيقة، انه على اسرائيل "ان تتجنب الاعتداء على الخط الازرق (الذي رسمته الامم المتحدة عقب الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000)"، و"الا تقصف البنية التحتية في المناطق المسيحية. المسيحيون ايدوا اسرائيل خلال نزاع العام 2006 الى حين ان بدات تقصف جسورهم".
وورد في الوثيقة ايضا ان المر "اعطى تعليمات" لقائد الجيش حينها ميشال سليمان، الذي اصبح رئيسا للبنان في ايار/مايو 2008، مفادها ان على الجيش "الا يتدخل حين تاتي اسرائيل".
وياتي الكشف عن هذه الوثيقة ووثائق "سرية" اخرى تتعلق بلبنان في وقت تشهد البلاد مواجهة سياسية على خلفية المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.
ويتوقع حزب الله ان توجه المحكمة في قرارها الظني المرتقب اصابع الاتهام الى مجموعة من عناصره.
وفي وثيقة اخرى نشرتها ايضا "الاخبار" نقلا عن موقع ويكيليكس، قال وزير الاتصالات اللبناني السابق مروان حمادة لسيسون خلال اجتماع بينهما في نيسان/ابريل 2008 انه "جرى اكتشاف نظام الياف بصرية كامل وضعه حزب الله ممتد على كل الاراضي اللبنانية".
ورأى حمادة بحسب الوثيقة ان نظام الاتصالات الخاص بحزب الله المدعوم من طهران "انتصار استراتيجي لايران، لكونه خلق محطة خارجية إيرانية في لبنان مرورا بسوريا".
وذكرت الوثيقة في ختامها ان "الحكومة اللبنانية قد تأمل ان يقوم طرف آخر بمواجهة هذا التحدي".
ويذكر ان شبكة الاتصالات هذه كانت احد ابرز اسباب اعمال العنف التي اندلعت بين مناصري حزب الله ومناصري رئيس الحكومة سعد الحريري في ايار/مايو 2008 وقتل فيها حوالى 100 شخص.
وقد نفى حمادة في بيان "مجمل ما نقل عنه".
ونشرت "الاخبار" وثائق "سرية" اخرى بينها تقييم لاراء سياسيين لبنانيين حول اغتيال عماد مغنية، احد ابرز المسؤولين العسكريين في حزب الله، في دمشق في شباط/فبراير 2008.
ووجه بعض هؤلاء اصابع الاتهام الى اسرائيل، بينهم اشار آخرون الى "تورط سوري" بحسب الوثائق. وتحدثت "شائعات عن تورط السعودية" بحسب البرقيات.
وبينت وثيقة اخرى ان سعد الحريري رفض منح الزخم لاحمد الاسعد، نجل رئيس مجلس النواب الراحل كامل الاسعد والشخصية الشيعية المعارضة لحزب الله، بحسب ما قال رئيس الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية لسيسون في وثيقة يعود تاريخها الى آذار/مارس 2008.