الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي يدعو إلى إصلاح التعليم العالي

دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين احسان أوغلو، الدول الإسلامية إلى إصلاح قطاع التعليم العالي وتركيز الجهود على العلم والتقنية الحديثة، وذلك خلال مراسم افتتاح مؤتمر "الإيمان في حوار: العلم والثقافة والحداثة" الذي يقام في المبنى الرئيسي للجامعة الأميركية في الشارقة للمرة الأولى في الشرق الأوسط، تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومؤسس ورئيس الجامعة الأميركية في الشارقة.
وحث إحسان أوغلو الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة إلى الالتزام بالسعي لأن تصبح مجتمعات تحترم المعرفة واكتساب العلوم والتقنيات المتطورة لتحقيق الرفاه الاجتماعي والاقتصادي في العالم الإسلامي. وأضاف : " مع قدوم القرن الحادي والعشرين تطور موقف الفكر الإسلامي من العلم بشكل أكبر في إتجاه تحقيق المعرفة المتقدمة بطريقة أكثر عملية، وأصبحت أهمية المشروع العلمي أكثر بروزاً وازداد الشعور بالحاجة إلى التفوق في الأبحاث في مزيد من الدول الإسلامية المتقدمة".
وأوضح إحسان أوغلو أن منظمة المؤتمر الإسلامي ترى أن هناك حاجة ملحة إلى إصلاح قطاع التعليم العالي واعطاء الأولوية للعلم والتقنية المتطورة، مع التأكيد على الفهم المعتدل والمتسامح لجوهر الدين الإسلامي، وقال إن المنظمة حثت الدول الأعضاء على بذل قصارى جهدها لرفع جودة التعليم بهدف تعزيز الإبداع والإبتكار وزيادة النفقات المخصصة للأبحاث والتطوير.
وطرح أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي اقتراحاً شخصياً بأن ترفع الدول الرائدة في المنظمة مخصصاتها إلى نسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي للأبحاث والتطوير، مشيراً إلى أن معدل الإنفاق على الأبحاث والتطوير في دول المنطقة قد ارتفع من 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2003 إلى 0.41% في عام 2008.
وافتتحت كلمة الدكتور إحسان أوغلو فعاليات مؤتمر "الإيمان في حوار: العلم والثقافة والحداثة"، الذي ينظم ضمن البرنامج الدولي للمجلس البريطاني "الإيمان في الحوار" ويستكشف سبل العيش بسلام وسط أوجه التنوع المتنامية، وكان أوغلو قد سافر إلى الشارقة قادماً من المملكة المتحدة بعد زيارة رسمية التقى خلالها رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" و وزير الخارجية "وليام هيغ".
من جانبه أكد الدكتور "بيتر هيث"، رئيس الجامعة الأميركية في الشارقة، أنه من الملائم إقامة مؤتمر "الإيمان في حوار: العلم والثقافة والحداثة" بالجامعة الأميركية في الشارقة ليس لأن موضوع المؤتمر يأتي ضمن رؤية ومهمة الجامعة فحسب؛ بل لأنها من بين عدد قليل من جامعات العالم التي تجسد نمطاً فريداً من التنوعات الاجتماعية والوطنية والدينية، لافتاً إلى أن طلاب الجامعة البالغ عددهم 5250 طالباً يمثلون أكثر من 80 جنسية، كما تضم هيئتي الإدارة والتدريس في الجامعة ما يزيد عن 40 جنسية، مشيراً إلى أن الدراسة في الجامعة مختلطة وتتوزع أعداد الدارسين مناصفة بين الجنسين. وقال الدكتور "هيث" إنه من المكونات الجوهرية لمهمة الجامعة الأميركية في الشارقة والجامعات الكبرى كافة، إتاحة الفرص لمجتمعاتها والرأي العام لدراسة ومناقشة والبحث في القضايا الحيوية في عالم اليوم.
وأضاف الدكتور "هيث" : بالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط هناك الكثير من الأحداث الجارية تحتاج منا إلى دراسة ومناقشة، حيث تشهد العديد من دول شمال أفريقيا والمشرق العربي تغيرات تاريخية واجتماعية وسياسية، وهي تغيرات لم تتبلور طبيعتها وتداعياتها بعد، فإن الموضوعات التي يناقشها المؤتمر ذات صلة وثيقة بهذه الأحداث.
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر أكد "باتريك برازير"، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الثقافي البريطاني، متحدثاً خلال افتتاح المؤتمر نيابة عن المجلس، أنه من الهام التأكيد على أن النقاشات الجارية في الشارقة لن تنتهي هنا، لافتاً إلى التزام المجلس الثقافي البريطاني وشبكاته العالمية بضمان تواصل هذه الحوارات. وتعهد "برازير" بتنظيم المزيد من الفعاليات في أماكن مختلفة حول العالم، مشيراً إلى أنه بمساعدة الشركاء في "بي بي سي وورلد" يضمن المجلس استمرار الحوار عبر الأثير والإنترنت. وتستضيف "بي بي سي وورلد" الأربعاء، 22 يونيو، مناظرة تلقي الضوء على المؤتمر وتدعو الجمهور من أنحاء العالم للمشاركة في التبادل النشط للحوار خلال الفعالية.
من ناحية أخرى؛ أشار الدكتور "مارك راش"، عميد كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى أن الإمارات والجامعة توفران موقعاً مثالياً لمناقشة قضايا العلم والثقافة والحداثة، مشيراً إلى أن المنطقة تمثل أيضاً مركزاً للحضارة الممتدة من الأطلسي إلى الهند، وقال : " تعد ثقافة الأندلس إحدى النقاط المضيئة للحضارة، حيث تميزت بامتزاج الثقافات والفلسفات في أجواء من الود والسلام، مما أنتج تقدماً مذهلاً في العلم والتعليم، وتجمعنا اليوم الروح المشتركة التي تميزت بها الأندلس". وأضاف: " تتعاطى الموضوعات والقضايا التي سوف نناقشها على مدى الأيام الثلاثة المقبلة مع التقاء العلم والدين والأخلاقيات والسياسة العامة، وإلى أي مدى يعزز تطوير وتراكم مزيد من المعرفة حول هذه الموضوعات القضايا المشتركة أم يؤجج الخلافات والانقسامات".
ويشهد المؤتمر حضور أكثر من 40 من أبرز مفكري العالم من 10 دول، وتأتي الفعالية ضمن البرنامج الدولي للمجلس البريطاني "الإيمان في الحوار". وتضم قائمة أبرز المتحدثين خلال المؤتمر "باتريشيا فارا" مؤرخة العلوم في جامعة كامبردج، والمفكر والكاتب السويسري المسلم طارق رمضان ويعمل حالياً أستاذاً للدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة أكسفورد، والمؤلفة قانتا أحمد، أستاذ مشارك في الطب بجامعة ولاية نيويورك، والكاتب والناقد الثقافي زياودين ساردار المتخصص في مستقبل الإسلام والعلم والعلاقات الثقافية، والدكتور نضال قسوم، أستاذ الفيزياء والفلك بالجامعة الأميركية بالشارقة.
ويشار إلى أن مؤتمر "الإيمان في حوار: العلم والثقافة والحداثة" تجري فعالياته في الفترة من 21-23 يونيو 2011 بالجامعة الأميركية في الشارقة.
خلفية عامة
منظمة المؤتمر الإسلامي
تعتبر منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها سبعا وخمسين (57) دولة عضوا موزعة على أربع قارات. وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدوليين بين مختلف شعوب العالم. وقد أنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم 12 رجب 1398 هجرية (الموافق 25 سبتمبر 1969) ردا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
عقد في عام 1970 أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة. ويعتبر البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلى تاسع أمين عام، وقد تولى هذا المنصب في يناير 2005 بعد أن انتخبه المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في دورته الحادية والثلاثين.
الجامعة الأميركية في الشارقة
تأسست الجامعة الأميركية في الشارقة عام 1997 من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، حيث تطلع إلى أن تصبح الجامعة مؤسسة تعليمية رائدة في الخليج.
تقع الجامعة الأميركية في الشارقة في مدينة الشارقة، وهي مؤسسة مستقلة غير ربحية للتعليم العالي، تقوم على النموذج التعليمي الأمريكي وتعمل وفق الثقافة العربية، كما تعتبر جزءاً هاماً من إعادة إحياء الحياة الفكرية في الشرق الأوسط. تقدم الجامعة 25 تخصصاً رئيسياً و 48 تخصصاً فرعياً للطلاب في مرحلة البكالوريوس، و 13 درجة للماجستير من خلال كليات الهندسة المعمارية، الفنون والتصميم، كلية الآداب والعلوم، كلية الهندسة، وكلية إدارة الأعمال.