تحت عنوان "زيارة الرئيس الروسي تعزز معنويات الفلسطينيين" كتبت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية اليوم الاربعاء مقالاً عن اهمية الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى الاراضي الفلسطينية الثلاثاء قائلةً ان ما اضفى على الزيارة اهمية اضافية هو وصوله الى مدينة اريحا مباشرة الى الاردن من دون المرور عبر اسرائيل قبل ذلك، كا يفعل زوار المنطقة الاجانب عادةً. وفي ما يأتي نص المقال:
"تلقى الفلسطينيون الثلاثاء تعزيزاً لمعنوياتهم كانوا في امس الحاجة اليه من قائد قوة عظمى هو الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. وفي وقت كانت معنويات الفلسطينيين فيه منخفضة جداً بسبب توقف عملية السلام وشعور بتخلي ادارة (الرئيس الاميركي باراك) اوباما عنهم، جاء ميدفيديف لانقاذ الموقف. اولاً، قام ميدفيديف بزيارة خاصة الى الاراضي الفلسطينية، آتياً هذه المرة من الاردن، وليس من اسرائيل. وفي السابق كان الزوار الآتون الى اسرائيل يقضون هناك يومين او ثلاثة ايام يلتقون خلالها كل انواع المسؤولين وكل انواع الاماكن. ويقوم المسؤولون الزائرون عادةً، خلال وجودهم في اسرائيل، بزيارة مجاملة قصيرة جداً للمناطق الفلسطينية يقصرونها على الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكتبه لساعتين او ثلاث ساعات. كان ميدفيديف سيفعل الشيء نفسه، لكن اضراباً لموظفي وزارة الخارجية الاسرائيلية الذين رفضوا تسهيل زيارته ارغمت الرئيس الروسي على الغاء زيارته لاسرائيل. غير انه اصر في الوقت ذاته على الابقاء على جزء زيارته للمناطق الفلسطينية وقرر القيام بزيارته آتياً من الاردن متجاوزراً بذلك بروتوكولات وزارة الخارجية الاسرائيلية. ادرك ميدفيديف اهمية هذه الخطوة بالنسبة الى معنويات الفلسطينيين. وقال مخاطباً ممثلي وسائل الاعلام في مؤتمر صحافي مع نظيره الفلسطيني عباس في مدينة اريحا القديمة في الضفة الغربية حيث قضى ميدفيديف يوماً: "هذه الزيارة هي الاولى لرئيس روسي الى المنطقة والاراضي الفلسطينية غير مرتبطة بزيارة بلد مجاور". وبينما لم يسم الرئيس الروسي البلد المجاور، فقد كان من المفهوم بوضوح انه يعني اسرائيل، وكان التصفيق المطول من جانب الحضور في القاعة دليلاً على ذلك. ثانياً، كان الفلسطينيون بحاجة لكل عون يستطيعون الحصول عليه من بلد دائم العضوية في مجلس الامن الدولي واللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الاوسط بينما هم يعدون لمطالبتهم المجلس بالتصويت بالموافقة على مشروع قرار يندد بسياسة الاستيطان الاسرائيلية في الاراضي المحتلة. وابلغت الولايات المتحدة الفلسطينيين بأنها لن تدعم مشروع القرار ذاك، وبناءً على ذلك فان الفلسطينيين يأملون بدعم من روسيا والدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي لموازنة تصويت محتمل بالنقض (فيتو) من جانب الولايات المتحدة. لم يقل ميدفيديف ما اذا كانت بلاده ستصوت لصالح مشروع القرار الفلسطيني ام لا لكنه القى باللوم في حالة الاستعصاء السياسي على البناء الاستيطاني الاسرائيلي.
وقال: "من دون قرار لوقف المستوطنات، لن يحصل تحرك الى الامام".
واضاف ميدفيديف: "نحن لسنا راضين عن حالة عملية السلام. اليوم يوجد استعصاء، اي ازمة. لا يوجد تحرك، وهذه السلبية تؤثر في الوضع في الشرق الاوسط".
وقد صرح عباس بانه ناقش مع ميدفيديف "امكانات اخراج عملية السلام من جمودها والدور الذي يمكن ان تقوم به روسيا في هذا المجال".
وكان العنصر الثالث المقوي للمعنويات الفلسطينية تأكيد ميدفيديف ان اعتراف روسيا بدولة فلسطينية في ثمانينات القرن الماضي ضمن حدود 1967 لم يتغير.
وقال: "ان موقف روسيا من القضية الفلسطينية لم يتغير ويبقى كما هو. لقد بينت روسيا خيارها في ثمانينات القرن الماضي، وهي تدعم حق الشعب الفلسطيني في ان تكون له دولته القابلة للحياة والمتصلة جغرافياً وعاصمتها القدس
الشرقية. ان دولة فلسطينية هي مكسب للجميع: للفلسطينيين واسرائيل والشرق الاوسط. ويجب ان يكون هذا هدفنا".