الاجتماع المشترك بين ممثلي الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي يسلط الضوء على دور مصدر في تعزيز مصادر الطاقة النظيفة

في إطار الدورة الثانية من اجتماعات شبكة الطاقة النظيفة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، التقت وفود من كلا المنطقتين في العاصمة البلجيكية بروكسل يومي 11 و12 مايو الجاري، للتحاور وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز علاقات التعاون في مجال الطاقة النظيفة بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وقد سبق هذا الاجتماع لقاء محلي عقد في أبوظبي يوم 8 مايو حضره وفد يضم خبراء من مصدر ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا تناول آفاق التعاون بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي وإمكانية إقامة علاقات أوثق بين منظمات الاتحاد الأوروبي ومراكز البحث الأوروبية ونظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي.
قامت الوفود المشاركة في اجتماع بروكسل بتسليط الضوء على النتائج والمنجزات التي حققتها شبكة الطاقة النظيفة حتى الآن. كما تناول أعضاء الوفود المشاركة بالنقاش الخطوات اللازمة لتحقيق نتائج ملموسة في مجال مصادر الطاقة المتجددة وإدارة الطلب على الطاقة وفعالية الطاقة والغاز الطبيعي النظيف والتقنيات ذات الصلة والترابط بين شبكات الطاقة الكهربائية وتكامل الأسواق. وقد تبادلت نخبة من كبار خبراء الطاقة المعلومات والآراء حول سبل الاستفادة إلى أقصى حد من علاقات التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة النظيفة.
يذكر أن الهدف من إنشاء شبكة الطاقة النظيفة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية هو دعم المصالح المشتركة بين الجانبين من خلال التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة النظيفة. ويعمل معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بوصفه الجهة البحثية الممثلة لدول الخليج في الشبكة المذكورة، بالتعاون مع الجهة الممثلة لدول الاتحاد الأوروبي، على إنشاء وتشغيل وترويج ونشر المعلومات والمقترحات والخطط الاستراتيجية المستدامة ذات الصلة بشبكة الطاقة النظيفة. وقد وقع الاختيار على معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا لتمثيل دول المنطقة في شبكة الطاقة النظيفة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية مطلع العام الحالي بناء على العروض التي تقدمت بها مؤسسات الأبحاث الخليجية إلى فريق الطاقة التابع لمجلس التعاون. وتشمل قائمة شركاء معهد مصدر في دول مجلس التعاون كلا من جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان وفريق أبحاث الطاقة المتجددة والمستدامة التابع لجامعة الخليج في مملكة البحرين ومعهد الكويت للبحث العلمي وبرنامج الطاقة المتجددة التابع لمؤسسة قطر ومعهد أبحاث البيئة والطاقة القطري ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية.
هذا وقد أشاد أعضاء وفد معهد مصدر خلال اجتماعهم في أبوظبي بروح التعاون السائدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأثنو على ما أظهره مختلف ممثلي دول المجلس المشاركين في شبكة الطاقة من رغبة في الحوار وحرص على تطوير آليات التنسيق المشترك.
التقى وفد معهد مصدر الذي ضم كلا من السيد حمزة كاظم، نائب رئيس المعهد للعمليات والشؤون المالية، والدكتور سكوت كينيدي، العميد المشارك لشؤون البحث العلمي، والدكتور سغوريس سغوريديس، الأستاذ المساعد في معهد مصدر، ممثلي دول مجلس التعاون وهم الدكتور سليمان الميمن من معهد أبحاث الطاقة قي مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا والدكتور ربيع مختار، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث البيئة والطاقة في قطر والأستاذ عادل غاستلي، مدير مكتب ضمان الجودة في سلطنة عمان.
وخلال اجتماع بروكسل، ترأست الدكتورة ربيعه فروخي، خبيرة تقنيات الطاقة في شبكة الطاقة النظيفة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، جلسة عمل حول مصادر الطاقة المتجددة في اليوم الأول من الاجتماع، في حين شارك الدكتور عثمان زرزور، مدير المشاريع في مصدر والدكتور ياسر الصالح من معهد مصدر، في جلسة حول تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
وقدمت الدكتورة فروخي، بوصفها منسقة مجموعة المناقشات بشأن الطاقة المتجددة، عرضاً حول وضع الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي، استعرضت فيه مدى التقدم المحرز في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة والمشاريع المقرر تنفيذها، إلى جانب آخر التطورات المتعلقة بالمؤسسات ذات الصلة في كل دولة من دول المجلس.
بدوره استعرض الدكتور زرزور، منسق مجموعة المناقشات بشأن احتجاز الكربون وتخزينه، آخر المستجدات المتعلقة بتشكيل الشبكة من حيث استقطاب الخبراء وإنشاء الروابط الخاصة بقطاع الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون. كما قدم للحاضرين لمحة عامة حول العوائق والتسهيلات المتاحة في مجال احتجاز الكربون وتخزينه في دول مجلس التعاون.
كما قدمت الدكتورة نوال الحوسني، المديرة المساعدة لشؤون التنمية المستدامة في مصدر، عرضا حول "فعالية الطاقة/إدارة الطلب على الطاقة"، علماً بأن الدكتورة نوال هي منسقة فريق العمل الخاص بفعالية الطاقة وإدارة الطلب على الطاقة. وقد شارك في الجلسة كلا من الدكتور سغوريس والسيد كاظم الذي ألقى من جانبه كلمة بعنوان "تعزيز مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي في الشبكة".
وقد عقد معهد مصدر بوصفه الشريك الرئيسي الممثل لدول مجلس التعاون، ورشة عمل تناولت أهمية الشبكة والفائدة المرجوة منها من وجهة نظر الأطراف المعنية. وقد برهن تنوع الأفكار والآراء على أهمية الدور الذي ستقوم به الشبكة في شتى المجالات بما في ذلك تطوير أنشطة البحث والتطوير في دول المجلس مع التركيز على ضرورة تنسيق فرص تمويل الأبحاث، إلى جانب تنسيق الأطر التنظيمية الضرورية لدعم مشاريع الطاقة النظيفة وتوفير منبر للتعاون في تنفيذ المشاريع.
وقد أكد السيد كاظم والدكتور كينيدي والدكتور سغوريديس خلال الورشة على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه معهد مصدر في تطوير الطاقة النظيفة. كما تناول السيد كاظم بالنقاش السبل الكفيلة بتعزيز مشاركة دول مجلس التعاون في الشبكة، في حين ترأس الدكتور كينيدي جلسة نقاش حول محاور اهتمام الشبكة.
من جانبه، أشرف الدكتور سغوريس سغوريديس على إدارة إحدى جلسات النقاش في اليوم الأول من الاجتماع المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وتولى في اليوم الثاني تقديم عرض بعنوان "التحكم في الطاقة بواسطة برامج حوافز الاستجابة للطلب: الاستفادة من تجربة شركة مصدر"، في إطار مناقشات الفريق الخاص بموضوع "إدارة الطلب على الطاقة". وفي ختام حديثه، أكد أيضا على أهمية إبراز أوجه التعاون الفعال بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في الفعاليات القادمة.
وقام الدكتور كينيدي خلال ترأسه لجلسة نقاش حول ضرورة تعزيز التواصل بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، باستعراض مختلف السبل المحتملة لتحقيق ذلك بما في ذلك تطوير بيئة البحث والتطوير المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون، وتعزيز القدرات التقنية لإقامة مشاريع الطاقة النظيفة، وبناء قدرات المؤسسات في مجال وضع السياسات وبرامج تمويل عمليات البحث والتطويرالخاصة بمشاريع الطاقة، بالإضافة إلى تعزيز عمليات تبادل المعلومات والمعارف الخاصة بتقنيات وسياسات الطاقة النظيفة، والتغلب على العقبات التي تعترض تمويل مشاريع الطاقة النظيفة.
وعلى هامش مشاركته في الاجتماع أعرب السيد كاظم عن سعادته بالإسهام في دعم الشبكة قائلا: "نحن سعداء للغاية بدعم وتطوير شبكة الطاقة النظيفة في دول مجلس التعاون، والعمل جنباً إلى جنب وتبادل الخبرات والمعارف مع شركائنا من المؤسسات بما فيها مؤسسة قطر ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا ومعهد الكويت للبحث العلمي وجامعة السلطان قابوس. كما يسرنا التعاون مع الهيئات الحكومية ومختلف المؤسسات العاملة في القطاع بما في ذلك فريق الطاقة التابع لمجلس التعاون".
وأضاف: "لا شك أن العلاقات السياسية والثقافية المتينة بين دول مجلس التعاون ستساعد في تسريع نسق تطوير شبكة قوية في مجال أنشطة البحث والتطوير الخاصة بطاقة المستقبل مع شركائنا. تمتلك مؤسسات الأبحاث في دول مجلس التعاون قدرات هائلة في مجال البحث العلمي، وسوف يكون بوسعنا إبراز ذلك عبر إجراء الأبحاث المشتركة والتعاون الوثيق بهدف ترك بصمتنا الخاصة على خارطة العالم في مجال طاقة المستقبل".
يذكر أنه تم إنشاء معهد مصدر بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، كمؤسسة أكاديمية بحثية مستقلة تجمع بين برامج الدراسات العليا والأبحاث العلمية المتخصصة في علوم وهندسة الطاقة البديلة المتطورة وتقنيات البيئة والتنمية المستدامة. يسعى المعهد عبر دمج التعليم والأبحاث والأنشطة العلمية ضمن برامجه الأكاديمية لإعداد الخريجين وتأهيلهم ليكونوا علماء مبدعين ومفكرين وباحثين مختصين في مجالات تطوير التقنيات ودمج النظم والسياسات.
ويقوم المعهد، باعتباره مصدراً حيوياً لأنشطة البحث والتطوير، بدور أساسي في تحقيق أهداف أبوظبي الرامية إلى تطوير اقتصاد المعرفة في الإمارة وإيجاد الحلول اللازمة لأصعب التحديات التي تواجهها البشرية.
خلفية عامة
مصدر
تعد "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير وتسويق وتطبيق تقنيات وحلول الطاقة المتجددة والبديلة، أسستها حكومة إمارة أبو ظبي في أبريل من سنة 2006. وتشكل الشركة صلة وصل بين الاقتصاد الحالي القائم على الوقود الأحفوري، واقتصاد طاقة المستقبل، حيث تعكف على تطوير الأثر الصديق للبيئة للطريقة التي سنعيش ونعمل وفقها في المستقبل.