يظهر أحدث تقارير بنك رسملة الاستثماري عن أداء أسواق الأسهم، أن الأسواق العالمية سجلت تداولات قوية في شهر أكتوبر، حيث تراجعت أهمية نتائج إيرادات الربع الثالث عالمياً بشكل كبير أمام البيانات الاقتصادية العامة المتعلقة بالنمو الاقتصادي، والنقاش العالمي حول العملات، والحديث حول فائض السيولة المتوقع توافره في السوق الأميركية بفضل التدابير المنتظرة من البنك الاحتياطي الفيدرالي. وتقلصت المخاوف بشأن النمو البطيء للاقتصاد الأميركي مع توقعات اتخاذ الاحتياطي الفيدرالي خطوات أخرى لتحفيز الاقتصاد من خلال زيادة المعروض من النقود أوائل نوفمبر.
وعلى الصعيد الإقليمي، فقد ازداد التركيز على نتائج إيرادات الربع الثالث، فيما واصل المستثمرون مراقبتهم الحثيثة للأنباء المتباينة حول الاقتصاد العالمي. وكان سوقا دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية في الإمارات العربية المتحدة الأقوى أداءً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك للشهر الثاني على التوالي.
وكان أداء أسواق الأسهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أضعف من أداء أسواق الأسهم العالمية، إلا أن كلا المؤشرين حققا مكاسب طيبة خلال الشهر. وقد ارتفع مؤشر بلومبيرغ الخليج 200 (Bloomberg GCC 200 Index) بنسبة 2.2% على خلفية الأداء الإيجابي لمعظم الأسواق الإقليمية. وحققت المؤشرات العالمية مكاسب شهرية قدرها 3.7% بحسب مؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال MSCI العالمي. وبالنظر إلى النتائج الإجمالية من بداية السنة حتى الآن، فأداء أسواق المنطقة ما يزال أفضل من الأسواق العالمية حيث حققت ارتفاعاً بنسبة 8.4% مقارنة مع مكاسب سنوية للأسواق العالمية بلغت 4.6% فقط.
الإمارات العربية المتحدة
حقق مؤشر سوق دبي المالي وسوق أبوظبي للأوراق المالية مكاسب بنسبة 4.8% و 5.4% على التوالي خلال شهر أكتوبر، ليتغلبا على الخسائر المتكبدة أوائل العام. ومنذ بداية السنة حتى الآن، ما تزال سوق دبي المالي في الجانب السلبي منخفضة بنسبة 2.2%، بينما انتقلت سوق أبوظبي للأوراق المالية إلى منطقة الربحية بارتفاع قدره 2.6%.
وفي قطاع العقارات أعلنت إعمار، الشركة المؤثرة في السوق، عن انخفاض قدره 7.0% في صافي أرباح الربع الثالث، مخيّبة تقديرات المحللين بسبب ارتفاع التكاليف وعمليات شطب الديون الميتة. وأعلنت الشركة أن فرعها في الهند، إعمار إم إف جي، سيتخذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية مصالحها وسط ادعاءات بوجود مخالفات في أعمال بناء قرية ألعاب الكومنولث. وأنهى سهم الشركة شهر أكتوبر على ارتفاع 3.2%. أما الدار العقارية فقد حققت مكاسب بواقع 5.2% خلال أكتوبر. وأنهت أسهم الاتحاد العقارية الشهر على ارتفاع 2.2%، بينما أعلنت ديار للتطوير كذلك عن مكاسب بقيمة 3.1% خلال الشهر. أما في سوق أبوظبي للأوراق المالية فقد ارتفعت مكاسب صروح العقارية بنسبة 1.7%.
أما في قطاع الاتصالات فقد توقع عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة دو، أن تواصل الإيرادات نموها في الوقت الذي تزداد فيه المنافسة في الإمارات. وقد حصلت دو على تمويل بقيمة 255 مليون دولار أميركي من بنك التصدير والاستيراد في الصين سيستخدم لسداد ديونها وتحديث شبكتها. كما اختارت دو شركة نوكيا سيمنز نتووركس لتحديث عمليات شبكتها للهواتف النقالة في الإمارات العربية المتحدة. ومن جانبها أعلنت مؤسسة "اتصالات" أن صافي أرباح الربع الثالث بلغ 1.74 مليار درهم إماراتي، بانخفاض 22.8% عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وعبرت اتصالات عن ثقتها بالحصول على تمويل لشراء حصة 46% في أكبر شركات الاتصالات في الكويت، وهي شركة زين.
المملكة العربية السعودية
انخفض مؤشر "تداول" خلال أكتوبر بنسبة 0.6% بعد تحقيق مكاسب قدرها 4.7% في الشهر السابق. أما من بداية السنة حتى الآن، فإن أكبر بورصات المنطقة حققت ارتفاعاً قدره 3.8%.
وأعلنت إحدى أكبر قوى السوق، الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، عن قفزة ضخمة في صافي أرباح الربع الثالث بواقع 46% بفضل ارتفاع الأسعار وارتفاع الطلب على منتجاتها إلى جانب ازدياد الدخل من وحداتها المختلفة، فتفوقت بذلك على تقديرات المحللين. وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سابك بيع سندات بقيمة مليار دولار أميركي. وقد ارتفع سهم الشركة في أكتوبر بنسبة 8.6%. أما الشركة الشقيقة لسابك، كيان السعودية للبتروكيماويات، فقد أعلنت عن زيادة صافي خسائرها للربع الثالث لتصل إلى 5.1 مليون ريال سعودي، انحداراً من خسارة قدرها 3.7 مليون ريال في العام الماضي، وذلك بسبب تغيرات أسعار العملات. وأنهى سهم الشركة الشهر دون تغير. أما سيبكيم فقد أنهت شهر أكتوبر بارتفاع قدره 4.3%.
دولة الكويت
أنهى مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية الشهر على ارتفاع 1.1%، ما رفع أداء المؤشر من بداية السنة حتى الآن إلى 0.8%. وأعلن بنك الخليج الكويتي عن أرباح صافية لفترة الأشهر التسعة الأولى من العام بقيمة 10.4 مليون دينار كويتي، في أعقاب خسارة قدرها 7 مليون دينار كويتي في الفترة ذاتها من العام الماضي. وأنهى سهم البنك الشهر على ارتفاع قدره 3.9%. أما بنك الكويت الوطني فقد أعلن عن أرباح صافية قدرها 790 مليون دولار أميركي في الأشهر التسعة الأولى من العام. وقد رفع بنك الكويت الوطني رأسماله بنسبة 10% ليصبح 1.3 مليار دولار أميركي، وشهد اكتتاب زيادة رأس المال فائضاً بأكثر من خمسة أضعاف. وخلال الشهر انخفض سهم البنك بنسبة 3.4%، بينما انخفض سهم البنك التجاري الكويتي بنسبة 4.3%.
دولة قطر
واصل مؤشر سوق الدوحة للأوراق المالية DSM 20 ارتفاعه السنوي، ليحقق مكاسب قدرها 1.3% ويرفع المكاسب من بداية العام حتى الآن إلى 12%، متصدراً المؤشرات الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي.
ففي قطاع المصارف أعلن بنك قطر الوطني عن أرباح صافية للأشهر التسعة الأولى من العام بقيمة 4.2 مليار ريال قطري، بينما ارتفعت أسهم البنك بنسبة 8.2% خلال أكتوبر. وأعلن البنك الأهلي القطري عن ارتفاع أرباحه للأشهر التسعة الأولى من العام بنسبة 44.4% وحقق سهم البنك ارتفاعاً قدره 10.5% خلال الشهر. كما أعلن البنك التجاري القطري عن ارتفاع صافي أرباح الربع الثالث بواقع 29%، متفوقاً على تقديرات المحللين بفضل تخفيض المخصصات الاحتياطية وارتفاع دخل الفائدة، وقد أنهى سهم البنك الشهر بانخفاض قدره 2.5%.
وفي الوقت ذاته أعلن بنك قطر الإسلامي ارتفاعاً بنسبة 62% في صافي أرباح الربع الثالث، مخيباً توقعات المحللين في ظل تسارع النمو الاقتصادي، بينما أنهى السهم الشهر على انخفاض قدره 5.6%.
سلطنة عُمان
حقق مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية MSM ارتفاعاً بنسبة 1.2% في أكتوبر، لترتفع مكاسبه من بداية العام حتى الآن إلى 2.9%.
وفي قطاع المصارف أعلن بنك مسقط عن انخفاض صافي أرباحه للأشهر التسعة الأولى من العام بواقع 11.1% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إلا أن سهم البنك ارتفع بنسبة 2.8% خلال الشهر. وأعلن بنك ظفار عن زيادة قدرها 18.1% في صافي أرباح الأشهر التسعة الأولى مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، كما ارتفعت أسهمه في أكتوبر بنسبة 2.7%. وقاد بنك عُمان الوطني المكاسب بارتفاع شهري بلغ 5.6%، بينما أعلن ارتفاعاً قدره 10.7% في صافي أرباح الأشهر التسعة الأولى من العام مقارنة مع العام الماضي. وأنهى سهم بنك صحار الشهر دون تغيير.
أما في قطاع الاتصالات فقد أدرجت أسهم شركة نورس في سوق الأسهم اعتباراً من الأول من نوفمبر بسعر 0.702 ريال عماني. ولم يتمكن الاكتتاب الأولي العام للشركة من استقطاب القدر المأمول من اهتمام الأفراد، حيث كانت نسبة المشترين الأفراد 38.5% فقط من الاكتتاب الأولي العام، رغم تخصيص ما نسبته 70% من إجمالي الأسهم المطروحة، للمستثمرين الأفراد. وفي الوقت ذاته أعلنت عمانتل أنها تتوقع نمو أعداد المشتركين لديها بنسبة 12-15% خلال العام المقبل، لكن انخفض سهمها بواقع 0.2% في أكتوبر.
جمهورية مصر العربية
حقق مؤشر البورصة المصرية EGX مكاسب للشهر الرابع على التوالي، حيث ارتفع بنسبة 0.5% في أكتوبر. أما من بداية العام حتى الآن فقد ارتفع المؤشر بنسبة 7.4%.
ووافقت شركة فيمبلكوم، المشغل الروسي للاتصالات اللاسلكية، على شراء أصول الاتصالات العائدة للملياردير المصري نجيب ساويرس، في صفقة مختلطة من الأسهم والنقد بقيمة 6.5 مليار دولار أميركي. وما تزال جيزي، وحدة أوراسكوم تليكوم في الجزائر، تشكل حجر عثرة في طريق الصفقة. فقد قالت الجزائر أنها ستشتري 100% من جيزي بعد أن تسوي الشركة المصرية كافة ديونها والتزاماتها. وسيكون على أوراسكوم تليكوم دفع 230 مليون دولار أميركي سداداً للديون، إلى جانب 190 مليون دولار أميركي غرامات على تحويلات النقود. وقد تراجعت أسهم الشركة بنسبة 12.5% في أكتوبر. أما الشركة المحتكرة للاتصالات الأرضية، وهي مصر للاتصالات، فقد حققت مكاسب بقيمة 0.4% في أكتوبر، بينما أعلنت موبينيل عن انخفاض قدره 41% في صافي أرباح الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، وانخفض سهمها بواقع 2.4%.
وفي قطاع العقارات ارتفعت مكاسب أسهم مجموعة طلعت مصطفى وشركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار SODIC بنسبة 7.4% و 1.6% خلال الشهر على التوالي. بينما أنهت شركة بالم هيلز للتطوير الشهر بخسارة قدرها 1.7%.