النظرة الاسترتيجية لبنك ساراسين: بداية النهاية

تاريخ النشر: 01 سبتمبر 2010 - 11:50 GMT
Sarasin
Sarasin

ذكرت أحدث نظرة استراتيجية صدرت مؤخراً عن مجموعة ساراسين أن المرحلة الأولى من التدخل الحكومي طويل الأجل للخروج من أزمة ما بعد ليمان، قد شارفت على نهايتها. ويتمثل التحدي المستقبلي في معرفة ما إذا كانت حزم التحفيز التي طبقت على الاقتصاديات العالمية قوية بما فيه الكفاية أو ما إذا كان واضعي السياسات سيبدأون بأقرب وقت ممكن بعكس هذا البرنامج أو أن الاقتصاد سينزلق  إلى الوراء على الطريقة اليابانية في النمو الإنكماشي القريب من الصفر. تدفع هذه المخازف بالمستثمرين إلى أسواق السندات الحكومية والابتعاد عن الأسهم بسبب نتائج التداول المخيبة للآمال بغض النظر عن نوعية الأرباح التي تنتجها. على أية حال ترى توقعات مجموعة ساراسين في أحدث نظرة إستراتيجية لها بأن ذلك لن يدوم طويلاً، فإما الاستقرار الاقتصادي في مرحلة ما وتسوية عوائد السندات وتحسن نشاط أسواق الأسهم أو أن البنوك ستقوم بضخ المزيد من السيولة وخفض جديد للأرباح  وفي النهاية سيقوم المستثمرون بشراء الأسهم الممتازة لتقوية ميزانياتهم العمومية وزيادة الأرباح. ويرى بنك ساراسين ضرورة توخي الحذر بشأن مخاطر الاستثمارات على المدى الطويل والتحلي بالصبر، لكن أيضاً يمكن الاسترخاء والتمتع بالتدفقات النقدية القوية والنمو الغير عادي في أرباح أسهم الشركات الخمسين التي لا تزال  قلب المحفظة الاستثمارية لبنك ساراسين. 

في إطار تعليقه على هذا التقرير، قال السيد غاي مونسون، رئيس لجنة السياسة الاستثمارية:
"إلى الآن حيث تقوم الحكومات "باختبارات المياه" وقطع التحفيزات، كانت النتائج متبانية. ويقود عدم اليقين هذا في أوساط رجال الأعمال والاقتصاديين والسياسيين، المستثمرين إلى أحضان أسواق السندات الحكومية، وتجنب الاستثمار بالأسهم حتى أسهم الشركات الخمسين الممتازة لاسيما على ضوء تداولات الأسهم المحبطة وبغض النظر عن نوعية الايرادات أو الأرباح التي تنتجها. لدينا في ساراسين حدس أن هذا لن يستمر طويلاً جداً، لكن يحتاج المستثمرون إلى التحلي بالصبر إما لغاية استقرار النمو الاقتصادي في مرحلة ما وتسوية عوائد السندات وانتعاش الأسهم أو تقوم البنوك المركزية بضخ المزيد من السيولة وخفض العوائد وبالتالي يقدم المستثمرون في نهاية المطاف على شراء الأسهم الممتازة لتحصين ميزانيتهم وعوائدهم. حيث يمكنهم الجلوس والاستمتاع بالتدفقات النقدية غير الاعتيادية والنمو القوي في عائدات أسهم الشركات الخمسين".

من جانبه قال السيد بوركهاد فارنهلوت، رئيس الأستثمار في بنك ساراسين:
"مع استنفاذ السياسات المالية إلى حد كبير والصعوبات السياسية، فقد جرب واضعوا السياسات المالية استبعاد ركائز التدفقات المالية القليلة عبر الاقتصاد العالمي في ظل وجود نتائج متباينة. على سبيل المثال نهاية التدخلات النقدية الأجنبية السويسرية المكلفة والطموحة للمحافظة على الفرنك السويسري الذي شهد مرة أخرى أعلى مستوى له مقابل اليورو. أوربياً وفي ذروة الأزمة اليونانية التي حدثت في مايو 2010 أجبر البنك المركزي الاوربي على إبداء المرونة واعتماد ديون سيادية أقل جودة ضمن الميزانية العمومية بالإضافة إلى كسر إلتزامه بعدم التدخل بشكل مباشر في أسواق السندات. وعلى النقيض من ذلك فإن مشتريات الدرجة الأولى للبنك المركزي في بريطانيا لم تتسبب بانهيار أسعار السندات كما توقع العديدون بما فيها بنك ساراسين، وقد تكفلت البنوك المركزية الأجنبية بسد هذه الفجوة".

مع استمرار انخفاض معدلات التضخم الأساسية في الولايات المتحدة لتصل إلى أدنى معدلاتها منذ ما يقرب 50 عاماً، نشر جيمس بولارد رئيس بنك سانت لويس الاحتياطي الفيدرالي، مؤخراً، مذكرة أكاديمية تشيد بفضائل المزيد من السياسات المالية غير التقليدية. وقد تطرق إلى مناقشة سبل مكافحة انخفاض التضخم من خلال قيام الفيدرالي الأمريكي بشراء المزيد من سندات الخزينة بدل من الإلتزام بإبقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة ممتدة من الزمن. وفي كل الأحول يمكن للمستثمرين أن يكونوا متأكدين من أن النقاش سيدور حول الطريقة الأفضل لنشر ترسانتهم المحدودة وخلق معطيات جديدة توفر للاقتصاد دفعة كافية للهروب من فكي الانكماش. 

بالإضافة إلى ذلك فقد اشار التقرير إلى أنه مع تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة والصين والتقشف المالي، فإن من الغير المرجح ظهور الضغوط التضخمية في منطقة اليورو، مما سيدفع بالبنك المركز الأوربي إلى البحث عن استراتيجية الخروج من سياسته النقدية الفضفاضة قبل منتصف العام 2011. وبالرغم من نجاح اختبارات التحمل للاتحاد الأوروبي في استعادة الثقة في البنوك الأوروبية، سوف يضطر البنك المركزي لمواصلة تقديم السيولة الوفيرة لهذه البنوك  (حيث تحصل البنوك الأوروبية على تمويلات قصير الأجل) في ظل استمرار اغلاق سوق الجملة. .

ومن جهة أخرى صرح وزير الاقتصاد الياباني ساتوشي أراي  أن على الحكومة العمل مع بنك اليابان المركزي للرد على الارتفاع الحاد في سعر صرف الين الياباني مقابل الدولار الامريكى.  وأضاف أن الحكومة قد أجرت مناقشات مع البنك المركزي بشأن ارتفاع سعر صرف الين وأنه سيراقب إمكانية منع هذا الارتفاع من التأثير على الانتعاش الاقتصادي الذاتي مع وجود مرشح عالمي آخر لبرنامج التسهيلات الكمية الوشيك.

أسهم أكبر 50 شركة (Nifty Fifty)
هي أكثر أسهم مفضلة بالنسبة للمستثمرين المؤسساتيين، وتتميز الشركات في هذه المجموعة بنسب نمو أرباح عالية ومن الأمثلة على هذه الشركات روش ، وسيسكو وإنتل.


المفارقة أن الشكوك الاقتصادية تجاه أرباح الشركات لا زالت قوية للغاية بزيادة بلغت 37% خلال هذا الربع من العام في الولايات المتحدة. مع تقديرات بزيادة قياسية قد تصل إلى 75% ويمكن ملاحظة اتجاهات مماثلة في جميع الأسواق الرئيسية. من جهة أخرى وعلى الرغم من جبل المشاعر السلبية فإن النمو العالمي يبدو وكأنه متماسك. في الشهر الماضي رفع صندوق النقد الدولي توقعاته تجاه النشاط الاقتصادي لهذا العام من 4.2 إلى 4.6% وهذه نسبة قد تبدو مرتفعة من وجهة نظر الشركات الرئيسية العالمية الغنية. ولايزال محللو ساراسين يرون العديد من الفرص المادية في الشركات العالمية بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية.

آثار الاستراتيجية العالمية للاستثمار:
بلغت العائدات الحكومية مستويات منخفضة جديدة بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي أنه سيتم إصلاح الميزانية العمومية عن طريق استبدال السندات المستحقة من 2 إلى 10 سنوات. وفي حين لا تزال مترددة في شراء السندات الحكومية المتوسطة والطويلة الأمد بسبب غياب قيمة مقنعة طويلة الأمد للعملاء. وقد ركزت مجموعة ساراسين بشكل خاص على احتمال رفع قيمة العملة في الأسواق الآسيوية المحلية. ويفضل بنك ساراسين أيضاً اصدارات الأسواق المتطورة من الشركات الرائدة في العالم الناشئ والاحتفاظ بالنهج القائم على أساس قيمة المؤشر للإصدارات العالمية.

وعلى الرغم من العجز المستمر للبنوك الأوروبية المحيطية من إيجاد سبل التمويل بعيداً عن البنك الأوروبي المركزي فإن نتائج تقرير اللجنة الأوروبية للمشرفين المصرفيين جاءت إيجابية على نطاق واسع لتوسيع مجال استثمار سوق شركات الديون. وهناك قمية استثمارية كبيرة وعلى الرغم من انخفاض العوائد بشكل عام وإئتمان ساراسين والأسواق الناشئة والمؤشر المرتبط بفرق الفائدة الثابتة إلى أن هناك الكثير من الفرص القيمة رغم نظرة الحذر تجاه الحركة غير الاعتيادية للاصدرات الحكومية طويلة الأمد. 

يبقى المستثمرون في حيرة من مفهوم المخاطر الصغيرة التي تردهم من محافظي البنوك المركزية والصحافة المالية، في مقابل الربحية الواردة في تقارير أسهم الشركات العالمية الكبرى وثقة الرؤساء التنفيذيين بهذه الشركات. توصي ساراسين بتوخي الحذر بشأن مخاطر الاستثمارات طويلة الأجل والتحلي بالصبر ولكن أيضاً الاسترخاء والاستمتاع بالتدفقات النقدية غير الاعتيادية والنمو القوي في عائدات أسهم الشركات الخمسين" التي لا تزال تشكل قلب المحفظة الاستثمارية لساراسين.