تحول جيرارد بيكيه خلال فترة إلى هدف أمام جماهير ريال مدريد في كل زيارة لبرشلونة إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو، لكن الأمور لم تعد كما كانت عليه، فالقدر الأكبر من العداء بات موجهاً منذ عدة أشهر صوب ليونيل ميسي.
وقال خوان أنتونيو غيريرو (53 عاماً) لوكالة الأنباء الألمانية: "ذلك السيد يأكل لأننا ندفع له ماله"، والحديث لأحد مشجعي ريال مدريد الذين كانوا في 16 نيسان عام 2011 في طريق الكرة الصاروخية التي سددها ميسي في وجه جماهير البيرنابيو.
كان الوقت يشير إلى الدقيقة الأولى من أربع احتسبت كوقت بدل ضائع من مباراة انتهت بالتعادل 1-1، كانت الأولى من أربع مباريات جمعت الفريقين الملكي والكتالوني خلال شهري نيسان وأيار من العام الماضي، في الدوري الإسباني والدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، ونهائي كأس ملك إسبانيا.
ركض ميسي خلف كرة في جانب الملعب لم يتمكن من السيطرة عليها ليسددها بغضب باتجاه الجماهير.
من يدافعون عنه يقولون أنه سدد في لوحة الإعلانات التي تحيط بالملعب، لكنه أخطأ هدفه، أما منتقدوه فرأوا الأمر من وجهة نظر مختلفة.
وكتب موقع "ريال مدريد ويب" غير الرسمي بعد ساعات من الواقعة: "ليو ميسي اللاعب الذي تناول هرمونات نمو، يعاني لحظة من الهذيان العقلي ويعتدي ويستهين بجماهير سانتياغو بيرنابيو، نعتقد أن الحادثة خطيرة بحق، ولابد من معاقبته، قلب دفاعنا بيبي عاتبه على تصرفه المقزز".
وكان غيريرو جالساً في الصف الثالث المقعد رقم 25، في ليلة السبت الربيعية بمعقل النادي الملكي، وعندما سدد ميسي كرته، كان هو في خط النار الأول.
ويتذكر: "كنت أجلس تحديداً خلف الرجل الذي ارتطمت به الكرة، أنا من يظهر مختفياً في الصورة التي نشرتها صحيفة ماركا، لقد أنقذني من أن ترتطم بي تلك الكرة".
ومن موقع غيريرو الذي يحرص منذ سنوات على الحصول على تذكرة موسمية، يبدو المنظر رائعاً، فالبيرنابيو يبدو بناء يرتفع إلى ما لا نهاية، "وعشب الملعب لا يرى فحسب، بل يمكن شم رائحته أيضاً، الحركات، اللفتات، بل وصيحات اللاعبين يمكن مراقبتها بشكلٍ لا يبدو ممكناً في أماكن أخرى من الملعب".
ويعتقد غيريرو أن ميسي كان يقصد ليلتها تسديد الكرة صوب المشجعين، ويحكي: "الكرة كانت قد خرجت من الملعب بنحو متر ونصف، لكن ميسي سدد إلى المدرجات، عندما رأيت ذلك صرخت: أيها القصير، ناقص العقل، ألا تخجل من نفسك؟ هل فقدت عقلك؟".
وأضاف في حديثه: "الجماهير كانت تلقي عصي الأعلام التي كانوا قد أعطونا إياها، وبعض الأعلام كذلك، لكنها لم تكن حتى تصل إليه"، في تلك الليلة الغريبة التي كان أول من لام فيها ميسي على ما فعل هو البرتغالي بيبي، رغم أنه معروف بعنفه الطائش في الملعب. تلك الحركة من ميسي تسببت بغضب مفهوم بين الجماهير، رغم أن الغضب يبقى نابضاً في الداخل، لسبب أكثر أهمية: الارجنتيني هو ملخص كل إحباطات ريال مدريد، الرجل الذي يجسد وسيجسد دائماً، إلى جوار مدربه خوسيب غوارديولا، الأعوام التي سحق فيها برشلونة ريال مدريد. قبل كثير من تلك الكرة.
كانت هناك صيحة في تلك الليلة تتكرر في الصفوف العليا للبيرنابيو، كانت موجهة بشكل مباشر إلى أفضل لاعبي العالم "أيها القزم ذو الهرمونات"، وأخرى أقصر لغوارديولا "مدمن المخدرات".
وفي الأسفل على عشب الملعب، كان هناك إيكر كاسياس حارس ريال مدريد، وأحد أكثر من يعانون من موهبة ميسي.
وبقميص برشلونة، أحرز اللاعب الأرجنتيني 13 هدفاً في مرمى قائد ريال مدريد خلال 16 مباراة، بل إن ميسي أحرز في مرمى كاسياس أهدافاً في البيرنابيو أكثر مما فعل في كامب نو، رغم أنه لم يفعل ذلك في أخر زيارة لبرشلونة إلى العاصمة الإسبانية، عندما فاز الضيوف أيضاً 3-1 في الدوري يوم 11 كانون الأول الماضي.
وبذكرى ذلك الصاروخ الموجه إلى الجماهير، تأتي مباراة الكلاسيكو اليوم، لتكون المواجهة الثامنة في غضون عام، والخامسة تحديداً على ملعب سانتياغو بيرنابيو خلال هذه الفترة.
ويدرك ميسي جيداً بأنه سيعود إلى أرضٍ معادية، رغم أن غيريرو مشجع الصف السادس يقر بما يرفض آخرون في الصفوف العليا الاعتراف به: "ميسي لاعب جيد للغاية، إنه الأفضل في العالم، لا شك في ذلك".
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.