استمرت حالة الركود في سوق المعمار رغم قيام الشركات بخفض أسعار الحديد والأسمنت إلي حدودها الدنيا لتصل إلي مستويات في حدود التكلفة بدون هوامش ربح .. يباع حالياً طن الحديد بسعر 4650 جنيهاً مستهلكاً والاستثماري والمستورد بسعر 4600 أما الأسمنت يباع الطن بسعر بين 380 جنيهاً للطن و390 جنيهاً للطن تحت حاجز ال 400 جنيه لأول مرة منذ عدة سنوات وأن حالة الركود في سوق المعمار ساهمت في ازدياد البطالة بين عمالة المعمار بكل تخصصاتها.
يقول المهندس عثمان حماد رئيس الشركة القومية للأسمنت أن جميع شركات الأسمنت دخلت في حالة ركود شديدة بسبب توقف الاستثمارات في مجال المعمار وخاصة للمشروعات الحكومية التي كانت تستهلك الكثير من المواد الخام. قال إن بعض الشركات غير الحكومية لجأت لأساليب ملتوية لخفض تكلفة الانتاج للهروب من دوامة الخسائر بخلط الأنواع الأقل جودة بالأنواع الجيدة. أضاف أن الشركات الحكومية لا يمكن أن تلجأ إلي هذا الأسلوب بسبب التزامها بالضوابط العامة وأخلاقيات السوق.
قال إن معدلات البيع تراجعت إلي حوالي 8 آلاف طن وتم خفض السعر إلي 356 جنيهاً للطن بخلاف ضريبة المبيعات ومعني هذا أن الأسمنت من الممكن أن يباع للمستهلك تحت حاجز ال 400 جنيه لأول مرة منذ عدة سنوات. أشار إلي أن الشركات بهذه المستويات السعرية أصبحت تحقق خسائر بعد أن كانت تحقق أرباح.
يقول المهندس نبيل الجابري رئيس شركة النهضة وهي شركة حكومية بدأت الانتاج مؤخراً أنه تم انتاج كميات كبيرة من الخامات الأساسية في انتاج الأسمنت وسوف يعمل المصنع بطاقة كاملة خلال شهر .. والبيع سيكون في حدود السعر السائد بالسوق حول ال 400 جنيه. أوضح أن مصانع الأسمنت دخلت في حالة ركود وسوف يعود الطلب علي الأسمنت حول معدلاته مع عودة الاستقرار للأسواق.
يقول المهندس ممدوح عبدالمنعم استشاري أن السوق "مريح" لا يوجد طلب علي حركة المعمار مؤكداً أن خفض السعر لم يؤثر علي السوق. قال إن المستثمرين ليسوا مطمئنين بسبب عدم وجود استقرار ورغم ذلك قامت بعض الشركات المنتجة لاسلاك الكهرباء بزيادة السعر 8% عن السعر الذي كان سائداً بالسوق. أضاف أن الشركات التي تقوم بتصنيع الخرسانة الجاهزة قامت بخفض السعر إلي 288جنيهاً بدلاً من 400 جنيه مما شجع العديد من المستهلكين إلي الاستعانة بهم في بناء الخرسانات .. بدلاً من شراء الرمل والزلط وطقم خلاطة وغيرها .. حيث يصل تكلفة المتر إلي 300 جنيه.
يقول محمد عادل تاجر حديد وأسمنت أن الطلب في حدود 40% من كان عليه العام الماضي ويباع حديد عز بسعر 4700 جنيه للمستهلك و4650 من استثماري الطلب قليل.. وقال إن خفض السعر لم يتسبب في تنشيط الطلب علي شراء الحديد والأسمنت الذي سجل 400جنيه للطن. أوضح أن الطلب علي الأسمنت لزوم أعمال التشطيبات فقط لأن الناس خايفة تستثمر من جديد وتفضل الاحتفاظ بالفلوس حتي يعود الاستقرار.يقول موزع حديد بالقاهرة رفض ذكر اسمه أن الطلب قليل علي شراء الحديد والمصانع مليئة بالمخزون والسيارات تحمل حديد أسرع من طلب طبق كشري. قال إن الأسمنت يباع بسعر 490 جنيهاً جرارات مشيراً إلي أن الوكلاء أصبحوا يحصلون علي 30% من حصص الأسمنت التي كانوا يحصلون عليها أثناء نشاط السوق .. وأن المصانع لا تجبرهم علي سحب باقي الحصص.
يقول طارق عبدالعظيم مستورد إن العام الحالي هو الأسوأ علي المستوردين والتجار بسبب كثرة الخسائر. قال إنه لا يوجد مسحوبات علي الحديد ويباع في حدود 30% من كان عليه العام الماضي .. مشيراً إلي أن نزول سعر الحديد لم ينشط السوق لأن المستهلكين نتظرون خفضاً جديداً في الأسعار. قال إنه لأول مرة تقوم مصانع عز بخفض السعر في منتصف الشهر علي خلاف العادة.. وأوضح أن استيراد الحديد هذا العام لم يتجاوز 250 ألف طن مقابل 900 ألف طن العام الماضي و370و2 مليون طن العام السابق. أضاف أن تكلفة الاستيراد حالياً هي 4700 جنيه وأن غالبية المستوردين خرجوا من استيراد الحديد بسبب الخسائر وعدم توفر السيولة أو تحقيق ارباح تذكر .. وأن الحديد المستورد يباع للمستهلك حالياً بسعر 4600 جنيه للطن.
قال إنه لن يوقف الاستيراد ولكن سوف ينتظر الفرصة الجيدة لاستيراد حديد بتكلفة أقل .. مشيراً إلي أن الاستيراد من دول أوروبا توقف بسبب ارتفاع التكلفة مع اليورو.. وأضاف أنه لم يتعاقد علي استيراد كميات كبيرة أو جديدة بعد خفض السعر في السقوط المحلي وحتي يتم تصريف المخزون.