خبر عاجل

اسرائيل تامل بحليف افريقي جديد في جنوب السودان

تاريخ النشر: 09 فبراير 2011 - 09:47 GMT
الرئيس السوداني عمر البشير والى يمينه رئيس جنوب الصومال سالفا كير
الرئيس السوداني عمر البشير والى يمينه رئيس جنوب الصومال سالفا كير

قالت صحيفة جروزاليم بوست الاربعاء، ان مسؤولين ومحللين في اسرائيل بدأوا في تقييم تداعيات انفصال جنوب السودان بعد ان اظهرت النتائج النهائية للاستفتاء ان 98 بالمئة هناك فضلوا الانفصال عن الشمال الذي يتهمونه بانه مارس تمييزا ممنهجا ضدهم على مدى عقود.

ونقلت صحيفة جروزاليم بوست عن اريت باك، الخبيرة في شؤون شرق افريقيا في جامعة تل ابيب المفتوحة قولها ان احتمالات اقامة الدولة الوليدة علاقات مع اسرائيل "جيدة جدا".

وقالت ان جنوب السودان يمكن ان يصبح حليفا غير عربي على مشارف الشرق الاوسط، في ما يشبه العودة الى "مذهب المحيط" الذي انتهجه رئيس وزراء اسرائيل الاسبق ديفيد بن غوريون، والقاضي باقامة علاقات مع دول غير عربية مثل تركيا وايران في عهد الشاه.

وفي تشرين اول/اكتوبر الماضي، قال وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين ان جنوب السودان المستقل سوف "يقيم علاقات مع كافة الدول في العالم ولن يكون عدوا لاحد".

واضاف "هناك علاقات دبلوماسية بين اسرائيل ودول عربية، اذا لماذا نحن لا؟".

وفي ذات الشهر، قال رئيس جنوب السودان سالفا كير ان اسرائيل "هي عدوة الفلسطينيين فقط، وليست عدوة للجنوب".

لكن صحيفة الشرق الاوسط قالت ان كير تراجع لاحقا عن هذا التصريح.

وقالت صحيفة جروزاليم بوست انه خلال لقاء خلف ابواب مغلقة مع امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، نفى كير وجود اي علاقات قائمة مع اسرائيل، وقال ان حكومته "تتفهم الحساسية تجاه هذه المسالة" في اوساط الدول العربية.

 وكان كير يرد بذلك على اتهامات اطلقها مبعوث الجامعة العربية الى الخرطوم عام 2009، ومفادها ان اسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يتدخلان في الشؤون السودانية من اجل مساعدة الجنوب على الانفصال.

وبحسب الصحيفة، فقد ارتبطت اسرائيل بعلاقات تعاون مع المتمردين الجنوبيين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وخلال حرب عام 1967، عرض المتمردون اشغال الجيش السوداني بهدف منعه من المشاركة في حرب الايام الستة بين اسرائيل والعرب.

وقد كافات اسرائيل الجنوبيين على ذلك عبر تزويدهم باسلحة غنمتها من القوات العربية خلال الحرب وذلك من اجل استخدامها في صراعهم مع الخرطوم.

وقالت الولايات المتحدة الاثنين انها ستعترف بجنوب السودان كدولة جديدة في العالم كما انها ستكافىء الشمال على تعاونه بشطبه عن لائحة الدول المتهمة بالارهاب.

وبعد ساعات على اعلان نتائج الاستفتاء التي اكدت ان 98,83 بالمئة في جنوب السودان يؤيدون الاستقلال عن الشمال، اعلن الرئيس باراك اوباما ان واشنطن ستعترف بالجنوب "كدولة مستقلة وذات سيادة" في تموز/يوليو، التاريخ المقرر لاستقلاله.

واضاف "باسم الاميركيين، اهنىء سكان جنوب السودان باستفتاء تكلل بالنجاح، اختارت فيه الغالبية الساحقة من الناخبين الاستقلال".

وتابع في بيان انه "بعد عقود من النزاع، تحولت صور الملايين من الناخبين في جنوب السودان وهم يقررون مصيرهم الى مصدر الهام للعالم وخطوة اخرى على طريق مسيرة افريقيا الطويلة باتجاه الحرية والديموقراطية".

صوت سكان جنوب السودان بغالبية 98,83% لصالح الانفصال بحسب النتائج النهائية الرسمية التي اعلنتها مفوضية الاستفتاء مساء الاثنين.

واجري الاستفتاء بين 9 و15 كانون الثاني/يناير الماضي وكان بندا اساسيا في اتفاق السلام الذي ابرم العام 2005 ووضع حدا لعقدين من الحرب الاهلية الدامية بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي.

ونبه الرئيس الاميركي الى "مسؤولية كل الاطراف في تحويل هذه اللحظة التاريخية الحافلة بالوعود الى لحظة تقدم دائم"، داعيا الى تطبيق اتفاق السلام الشامل بين الخرطوم والجنوب.

وتعهد اوباما ان "تعمل (الولايات المتحدة) مع حكومتي السودان وجنوب السودان من اجل عملية انتقال سلمية نحو الاستقلال".

وتحدثت ادارة اوباما عن امكان شطب السودان من القائمة الاميركية للدول المتهمة بدعم الارهاب والتي تفرض عليها عقوبات وقيود على المساعدات وصادرات التقنيات العالية.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في بيان منفصل ان الولايات المتحدة "بصدد البدء بعملية" شطب السودان عن اللائحة.

واضافت ان "شطب السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب سيتم عندما يحقق السودان كل المعايير التي ينص عليها القانون الاميركي".

وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي سعى خلال لقاء مع كلينتون الشهر الماصي الى شطب السودان عن اللائحة بعد تعاونه في مسألة الجنوب.

وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي للصحافيين ان "السودان قال بوضوح انه يريد علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة".

واكد السناتور جون كيري الذي زار السودان ثلاث مرات في الاشهر الاخيرة للمساعدة على التمهيد للاستفتاء التاريخي انه وعد السودان بشطبه عن لائحة الدول المتهمة بدعم الارهاب اذا اعترف بنتائج الاقتراع.

وقال السناتور الديموقراطي الذي يرئس لجنة العلاقات الخارجية والقريب من البيت الابيض "بما ان السودان قام بهذه الخطوة المهمة فسنبدأ هذه المراجعة".