السياحة الدينية في سوريا

تاريخ النشر: 27 مارس 2012 - 09:25 GMT
نأمل أن تولي السياحة هذا الجانب ما يستحق وصولاً إلى صناعة سياحة دينية تعكس تاريخ وعراقة سورية
نأمل أن تولي السياحة هذا الجانب ما يستحق وصولاً إلى صناعة سياحة دينية تعكس تاريخ وعراقة سورية

تمتلك سورية مقومات نجاح السياحة الدينية بامتياز، من خلال تنوع مواقعها الدينية وغناها بأعرق وأقدم الجوامع والكنائس والمزارات، كيف لا وهي مهد الحضارات وتنفرد على مستوى العالم بالتآخي الموجود بين أبنائها، والعيش المشترك بين كافة الأطياف التي تشكل لوحة فسيفساء نادرة تبرز فيها عراقة تاريخها وتنوعها الثقافي.‏ لكن وللأسف لا تزال صناعة السياحة الدينية خارج دائرة اهتمام الجهات المعنية بالشكل المطلوب، رغم أهميتها ليس فقط في الجانب الديني والثقافي، وكمرآة تعكس عراقة وتاريخ البلد، بل في دورها الاقتصادي الهام، خاصة وأن هناك مئات الآلاف سنوياً من السياح القاصدين زيارة المواقع الدينية.‏

وإذا كنا لا ننكر لوزارة السياحة بعض الوقفات والتصريحات بين حين وآخر عن أهمية هذه السياحة وعدد السياح بلغة الأرقام والتفاخر إعلامياً بوجود مثل هذه السياحة الهامة، فالأمر بحاجة أيضاً لاهتمام حقيقي على أرض الواقع يترجم بوضع خطط استراتيجية بين الوزارات المعنية من سياحة وأوقاف وإدارة محلية، للاهتمام بالمواقع الدينية خدمياً وترويجياً وتوفير مستلزمات صناعة السياحة الدينية من خلال حصر المواقع الدينية وإحياء المهمل منها عبر عمليات جراحية تجميلية وترميمية ثم الانطلاق بحملات إعلامية ترويجية للتعريف بها، فعلى سبيل المثال من كان يعلم سابقاً بوجود دير مار مارون بريف حلب؟ هذه المنطقة التي كانت مهملة وما ان تم تسليط الضوء عليها حتى باتت هناك رحلات حج سنوياً إليها من دول عربية وأجنبية، وهناك الكثير من المواقع الغائبة عن الاهتمام خدمياً وإعلامياً.‏

وإن إحداث مديرية للسياحة الدينية بوزارة السياحة مؤخراً يعتبر خطوة في الطريق الصحيح لتنشيط هذا القطاع السياحي والتي يجب أن يعول عليها القيام برفد كافة المواقع الدينية وتأمين الخدمات اللازمة لها ووضع خطط ترويجية للتعريف بها، فنأمل أن تولي السياحة هذا الجانب ما يستحق وصولاً إلى صناعة سياحة دينية تعكس تاريخ وعراقة سورية إضافة لدورها الاقتصادي الهام.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن