تحولت مدينة مراكش إلى قبلة للأجانب القادمين من مختلف البلدان وأضحت مدينة سياحية بامتياز، وزادت طبيعة سكانها المرحة والبسيطة من وتيرة استقطاب الأجانب، لتتحول إلى وجهة لاستقرار السياح، حيث شهدت المدينة في السنوات الأخيرة توافد أعداد كبيرة من الأجانب الذين قرروا الاستقرار بالمغرب، ما أسهم في حدوث طفرة عقارية كبيرة في المدينة الحمراء، ولكنها خلفت معها صعوبات كبيرة أمام المغاربة للحصول على مساكن.ورغم تعدد جنسيات السياح الوافدين على مراكش من أوروبا والدول العربية، فإنهم لم يختلفوا على كونها مدينة النخيل، التي يتشوقون إلى تكرار زيارتها، مع تعدد العوامل التي تجذبهم إليها، حتى ينتهي بهم الأمر إلى قرار الاستقرار الدائم في المدينة الحمراء. التكاليف المنخفضة وحول مقومات مراكش التي تجذب السائح إلى الإقامة والاستقرار فيها، يقول محمد جبرون، مندوب السياحة بمدينة مراكش،: «من أبرز المقومات التي تدفع هؤلاء الأجانب إلى اتخاذ القرار بالاستقرار في مراكش، مناخها الجميل، حيث إن إشراقة شمسها تمتد لـ300 يوم في السنة». وذلك بفعل موقعها المتميز في جبال الأطلس الكبير، كما أنها تعرف أيضا تنوعًا بيولوجيًا فريدًا، وتنوعًا ثقافيًا متميزًا ومنفتحًا على بقية الثقافات. كما أن تدني كلفة المعيشة، وانتشار تداول اللغة الفرنسية، والقرب من أوروبا، والطابع الاجتماعي للمدينة كلها محفزات لجذب السياح إلى الاستقرار بها.
وقال جبرون،: «إن المعيشة بمدينة مراكش تتمتع بطابع خاص، تغلب عليها البساطة والروح الطيبة لأهالي المدينة ودعابتهم، ومستوى العيش بمراكش منخفض مقارنة مع المستوى المعيشي في أوروبا، يضاف إلى ذلك البنية التحتية للمدينة، خصوصًا مجال الترفيه والرياضة». وأضاف: «إن قرب المسافة بين مراكش والدول الأوروبية لعب دورًا مهمًا، حيث تربط خطوط جوية عديدة المدينة بالدول الأوروبية في رحلات مدتها 3 ساعات». وتشير بعض الإحصاءات إلى وجود ما يزيد على 12 ألف مقيم أجنبي بمدينة مراكش، يقطنون بشكل دائم بعدما تمكنوا من اقتناء إقامة ومساكن، فأصبحت المدينة لا تقتصر على السياحة وإنما أصحبت وجهة للاستقرار الدائم للعديد من الأجانب. وتحولت المدينة إلى أرض خصبة للاستثمار والتملك، وفقًا لجبرون، الذي أضاف: «مجال الاستثمار مفتوح بوجه الأجانب سواء استثمارًا أو تملكًا ولا يواجه الأجانب أي صعوبة في ذلك، كما أن المغاربة بحكم انفتاحهم على كل الحضارات والثقافات يوجد لديهم تواصل وتعاون ومن ثم هناك عوامل عديدة تشجع على الاستثمار أو التملك بالمغرب». وقال جبرون: «مع التوجه الملحوظ من قبل الأجانب للعيش وتملك العقارات خلال العشر السنوات الأخيرة، ارتفعت أسعار العقارات والأراضي، وساهم ذلك في ما يمكن أن نسميه بالطفرة العقارية في مدينة مراكش، فالقوانين التي تمنح للأجانب الحق في تملك عقار خاص، مع تنوع المناخ والأنشطة الترفيهية، كلها مغريات يصعب إيجادها في مدينة أخرى بشمال إفريقيا، إلا في مراكش».
كما أن الدولة المغربية تخصم منهم 10 بالمائة فقط من الدخل بدلاً من 40 بالمائة بفرنسا مثلاً. سبليات طالت المغاربة ولكن رغم الإيجابيات التي أحدثها ذلك الإقبال على التملك من الأجانب، فإنه أوجد أيضًا سلبيات طالت المغاربة، لعل أهمها صعوبة تملك عقار بمراكش نظرًا للأسعار المرتفعة. وأشار جبرون، إلى أن التهافت من قبل الأجانب على تملك إقامات ثانوية ودور ضيافة ساهم في رفع مستوى الأسعار وأدى إلى زيادة زخم الطفرة العقارية في مراكش. وقامت إحدى القنوات الفرنسية منذ نحو عشر سنوات بتخصيص برنامج يبرز المقومات العقارية بمراكش، والذي يشير إلى وجود فرص للاستثمار بمراكش، وأسهم هذا البرنامج في توجه المئات من الفرنسيين إلى الاستثمار في مدينة مراكش. وساهم إقبال الأجانب على دور الضيافة وغيرها من العقارات من جهة أخرى إلى الترويج للسياحة بالمدينة، مما جعلها تصبح وجهة رياضية وفنية وسياسية، ذات سمعة عالمية، وبدأنا نلاحظ توافد وجوه فنية وسياسية ورياضية إليها.