يختلف الاقتصاديون حول الأرقام التي كشفها برنامج «حافز» حول بطالة المرأة السعودية، ففريق يرى أنها ربما تكون أرقامًا أقرب للحقيقة وأن المرأة السعودية تطمح فعلاً للعمل، وبين من يقول إن هذا الرقم لا يشكل البطالة الحقيقية للنساء. ويؤكد مسؤولون واقتصاديون أن مشكلة البطالة الحقيقية في المملكة تكمن في عملية توظيف النساء، والظروف الاجتماعية، والتقاليد التي تعوق خروج المرأة للعمل.
وكشف المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية إبراهيم المعيقل مؤخرًا عن أعداد المتقدمات بطلبات للحصول على فرصة عمل من خلال حافز 1.5 مليون فتاة وسيدة سعودية في مقابل 500 ألف فقط من الشباب. من جهته يقول الكاتب ورجل الأعمال حسين شبكشي لـ «العربية.نت» إن أرقام البطالة التي أعلنها «حافز» قريبة من الحقيقة، وإنه لابد من توفير بيئة عمل للمرأة حتى تسهم في الحد من بطالتها. وأوضح أن كثيرًا من التخصصات الجامعية تتخرج منها المرأة السعودية ولا يؤمن لها المناخ المناسب للعمل، كالمهندسات والمحاميات، لتزاول العمل بحرية وعفوية وفي بعض الحالات تمتنع المرأة لضيق الأفق الاجتماعي وغيره.
وأكد شبكشي أن هناك هاجس خوف من أن يصيب المرأة ما يصيبها من تعدٍ أو تحرش أو غيره يعرقل في خروج المرأة للعمل، متمنيًا أن تصدر الجهات المسؤولة سواء هيئة الأمر بالمعروف أو وزارة الداخلية أو وزارة الشؤون الاجتماعية بيانًا صريحًا بعدد حالات التحرش أو الاعتداء منذ بداية تأنيث المحلات النسائية.
ويرى صالح الحميدان رئيس لجنة الموارد البشرية في الغرف التجارية أن من يحمل صفة عاطل هو من كان راغبًا في العمل وباحثًا عنه، مضيفًا: «نستطيع أن نخرج بالرقم الحقيقي للبطالة متى ما أتيحت فرص العمل وعرضت على طالب العمل وتم رفضها». وأشار إلى أن وزير العمل عادل بن محمد فقيه قال بطريقة غير مباشرة لما سئل عن البطالة إنه يستطيع أن يعلن عن الرقم الحقيقي للبطالة في السعودية بعد ستة أشهر. وقال الحميدان إن اللجنة لديها أجندات طويلة تساهم في توظيف السعوديين من الجنسين وخلق بيئة عمل وفرص وظيفية وتأهيل طالبي العمل، وستصدر اللجنة قريبًا «دليل الباحث عن العمل» وهو تحت الطباعة حاليًا، ودليلاً آخر تحت الإعداد للشركات باسم «المرشد للسعودة» وكلها تساهم في تثقيف طالب العمل والقطاعات الخاصة لخلق فرص وظيفية.
وأكد الحميدان أن برنامج «نطاقات» سيحدث تغييرًا دراماتيكيًا في توظيف الشركات لمزيد من السعوديين والسعوديات وسيكون حافزًا لهم لزيادة السعودة. وكشفت أرقام برنامج «لقاءات»، الذي أطلقته وزارة العمل مؤخرًا، عن وجود 12786 باحثًا عن عمل من الجنسين الذين سجلوا في برنامج لقاءات منهم 5840 رجلاً و6946 امرأة، وبلغ عدد منشآت القطاع الخاص المشاركة 83 منشأة. ويرى شبكشي أن برنامج حافز يكرس ثقافة التقاعس، قائلاً: «لو أن هذه المبالغ توضع في مشروع كبير ويتم توظيف طالبي العمل فيه لكان أفضل للمجتمع في تعاطيه مع مشكلة البطالة بشكل عملي ومحفز على العمل بدل الجلوس بالبيت». وقد بلغ ما صرفه «حافز» خلال الثلاثة شهور الأخيرة 4 مليارات ريال ويتوقع الصندوق أن يصرف ما بين 20 و30 مليارًا في السنة الأولى للبرنامج.