العقارات لا تزال شائعة باستثمارات أصحاب الثروات في دولة الإمارات

أشارت دراسة أصدرتها باركليز ويلث مؤخراً إلى أن 72% من أصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة يستثمرون في قطاع العقارات، وهي فئة الأصول التي تشكل أكبر نسبة من محافظهم الاستثمارية. وكشفت الدراسة ميولاً متفاوتة حيال توسيع الاستثمار في القطاع على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة؛ حيث يرى 42% من المشاركين بالاستطلاع أن فئة الأصول هذه غير مستقرة، في الوقت الذي يرى (40%) منهم أن هذا القطاع يعد خياراً آمناً لمحافظهم الاستثمارية.
وتستند الدراسة، التي جاءت تحت عنوان "المخاطر والقواعد: دور ضبط النفس في اتخاذ القرارات المالية"، على استطلاع عالمي ضم أكثر من 2,000 فرد من أصحاب الثروات؛ وهي توفر رؤية معمقة عن المستثمرين الأثرياء من حيث سلوكياتهم المالية. وإلى جانب مناقشتها التوجهات المالية الشخصية لهؤلاء المستثمرين، تبين الدراسة آراءهم وتطلعاتهم تجاه تسعة فئات أصول رئيسية تضم: العقارات، والنقد، والاستراتيجيات البديلة (الصناديق طويلة/قصيرة الأجل، والتحوط ...إلخ)، والأسهم في الأسواق المتقدمة والناشئة، والسندات الحكومية في البلدان المتقدمة، والأسواق الناشئة/ذات العائد المرتفع، والسلع.
وفي هذا الصدد، قال خورام جافري، رئيس قسم الاستشارات الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في باركليز ويلث: "توفر هذه الدراسة رؤية معمقة حول رغبة المستثمرين بالمخاطرة في مختلف فئات الأصول؛ كما تتيح تقييماً شاملاً للشخصيات المالية لأصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يولي المستثمرون فيها أهمية كبيرة لمعرفة اتجاهات السوق ويميلون إلى تفويض القرارات المالية إلى المستشاريين الماليين لتحقيق العائدات المنشودة. والجدير بالذكر أن المستثمرون الإماراتيون يتميزون عن غيرهم من أصحاب الثروات بتفضيلهم الاستثمارات السائلة على غيرها. وتسهم مثل هذه الأبحاث في إرساء معايير قطاع إدارة الثروات، ودعم المنهجية التي تعتمدها باركليز ويلث في توفير منتجات وحلول المالية مُفصلة لتلبي أهداف واحتياجات كل عميل لديها".
وكشفت الدراسة أيضاً أن 68% من المشاركين في الاستطلاع من دولة الإمارات يعتبرون الاستثمار في السندات الحكومية للأسواق المتقدمة آمناً، فيما اعتبر 34% منهم فقط أن الاستثمار في السندات الاستثمارية والمؤسسية آمن. ورأى 60% من المستثمرين أن سندات الأسواق الناشئة والسندات ذات العائد المرتفع محفوفة بالمخاطر. علاوة على ذلك، أعرب أصحاب الثروات المشاركين عن ميل أكبر للسندات الحكومية وغيرها من أصول الدخل الثابت بما يتماشى مع الاتجاه السائد في جميع الأسواق الـ 17 التي تغطيها الدراسة.
ويرى المستثمرون الإماراتيون نسبة مماثلة من المخاطرة في فئة الأسهم ضمن الأسواق الناشئة والمتقدمة على حد سواء: حيث يعتبر 42% منهم أن أسهم الأسواق الناشئة هي استثمارات محفوفة بالمخاطر، فيما يرى 40% الأمر ذاته حيال أسهم الأسواق المتقدمة. ويبقى النقد واحداً من أسرع الاستراتيجيات الاستثمارية للأفراد ذوي الثروات الطائلة في الإمارات، حيث يعتقد 84% من المستثمرين أنه يشكل توجهاً آمناً خلال الأشهر الـ 12 المقبلة – وهو التوجه الأعلى نسبة في المنطقة والثاني على مستوى العالم. ويحظى النقد بالمرتبة الثانية لأعلى الأصول استثماراً في الإمارات، حيث يستثمر فيه حالياً 70% من الأفراد المشاركين بالاستطلاع.
وفي ما يتعلق بالاستثمار في السلع، يرى 44% من المستثمرين الإماراتيين أنها فئة محفوفة بالمخاطر- وهي النسبة الأعلى بين بقية الأسواق الأخرى في منطقة الشرق الأوسط والثانية بين جميع الأسواق والمناطق الـ 17 التي تغطيها الدراسة. وتظهر النتائج أن 16% فقط من أصحاب الثروات في الدولة اختاروا إدراج السلع في محافظهم الاستثمارية وذلك باعتبارها فئة أصول غير آمنة غالباً.
أما الاستراتيجيات البديلة، فيعتقد 56% من المستثمرين المشاركين أنها فئة أصول محفوفة بالمخاطر خلال الأشهر الـ 12 المقبلة؛ فيما يرى 18% منهم فقط أنها آمنة، وبذلك يستثمر 14% منهم فقط في الاستراتيجيات البديلة.