يتمنى ما لا يقل عن 54 ٪ من الموظفين تجربة العمل من المنزل. هذا ما كشفت عنه إحدى الدراسات بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للعمل عن بعد. فما هي الدوافع الرئيسية لهؤلاء المعنيين؟ فالعمال يريدون الهروب في يوم من الأيام من عملية التنقل من البيت إلى العمل، ومن العمل إلى البيت لتوفير الوقت. وهم يتطلعون بالفعل إلى تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والخاصة. وفي الوقت نفسه، يأمل المرشحون التركيز بشكل أفضل على عملهم.
قد يتصور المرء أن الأسرة هي مصدر من وسائل الترفيه، ولكن العاملين غالبا ما يعملون في مكاتب مكتظة ومزدحمة ومفتوحة على بعضها؛ حيث يكون التركيز أمرا ليس بالسهل دائما. إن البيت هو أكثر هدوءا بشرط الاتفاق على فترات العمل. لأنه «من المستحيل العمل ومراقبة الأطفال في نفس الوقت كما يقول البروفيسور ميشيل والراف المؤلف المشارك في التحقيق والذي بدأ بالفعل في مشروع العمل بشكل مختلف». هل العمل عن بعد يحسن التوازن بين الحياة الخاصة والمهنية؟ هنا يحذرنا الجامعي بقوله: «في البداية العامل عن بعد يجتهد لإثبات أنه فعال كما هو الحال في مكتبه. ولا بد من شيء من الوقت لمعرفة ما إذا كان العمل عن بعد يناسبك ويناسب عائلتك. قبل أن تبدأ تحدث مع عائلتك ومع أقربائك: ما هي الاحتمالات؟ وما هي التوقعات؟ فعلى الكل أن يعرف أن الأب أو الأم ليس على الذمة دائما بالرغم من وجوده في المنزل. وأمام هذا يمكن لأفراد العائلة أيضا أن يغتنموا الفرصة لتنظيم أنشطة أخرى؟ الكلمة المفتاح: الاتفاق على قواعد واضحة. يجب على العامل أن يسأل نفسه أولا وأن يعرف ما يريد.
«حدد أهدافك: ماذا تريد أن تنجز عندما تعمل يومين في الأسبوع على سبيل المثال؟، فكر جيدا: هل هذا واقعي؟هل ستكون أكثر إبداعا؟، هل سيكون العمل أسهل بالتنسيق مع أنشطة أخرى؟ ولا بد أن تحدد وبكل دقة مع الرئيس والزملاء الفترات الزمنية التي سوف تكون فيها على ذمتهم، وكيف وكيف ستشارك في الاجتماعات أو التدريب وهلم جرا. إذا كان القسم لديه عدد من أتباع العمل عن بعد سيكون التنظيم معقدا أكثر. من سيكون في المكتب يوم الأربعاء ليقوم بالتواصل مع العالم الخارجي؟ ولكن أيضا: ماذا نفعل في المنزل عندما يفشل الملقن ويمنعنا من الوصول إلى الملفات والبرمجيات؟، النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل تقدم المشورة لمن يهمهم الأمر قصد تجهيز جيد لمكتب «البيت» في ضوء بيئة العمل والسلامة. وتعريف العمل عن بعد واضح من الناحية القانونية. وفقا للمتخصص في قانون العمل، هناك ثلاثة خيارات: «العمل الظرفي من المنزل والعمل من المنزل والعمل عن بعد. أول هذه الخيارات لا ينظمه قانون العمل.
لا يستعين العمل في المنزل بتكنولوجيا الكمبيوتر وذلك بنص لعام 1978. وأخيرا فقط أصبح العمل عن بعد باستعمال الكمبيوتر شيء عادي. العمل عن بعد هو موضوع اتفاق جماعي مستقل، وفيه قانون يعدد الإجراءات التي على صاحب العمل والموظف أن يتوافقا عليها. يلزم صاحب العمل العامل على توقيع اتفاق يحدد الإجراءات المعتمدة. وفي الممارسة العملية غالبا ما يتم التغاضي عن هذه الاحتياطات القانونية، لأنه ليس هناك تفتيش للمكاتب المنزلية تسديد نفقات معفاة من الضرائب التشريع لا ينطبق إلا على أيام العمل عن بعد في المنزل. خلال هذه الأيام أنت مغطى بتأمين حوادث العمل. وفي حالة مرض أو كسر في الساق تثبت الشهادة الطبية العجز كما في العمل العادي. غير أن الاختلاف في ساعات العمل هو المشكل. فساعات العمل الإضافي والعمل يوم الأحد ليس فيها ساعات إضافية.
