الفرصة الذهبية لمصر والشركات المصرية في الحصول على نصيب في إعادة اعمار ليبيا سوف تضيع كما حدث من قبل في اعمار العراق ولم تحصل علي شئ إلا الفتات ولم نستفد من أخطائنا السابقة في أهمية وسرعة التحرك للحصول علي نصيب في عمليات الاعمار ونحن أحق بذلك.. وشركاتنا في أشد الاحتياج للتشغيل خاصة في ظل الصراع الخفي الذي يجري حالياً بين دول حلف الناتو بقيادة إنجلترا وفرنسا وعدد كبير من الدول العربية علي الحصول علي أكبر نصيب من الإعمار في ليبيا دون السماح لأي دولة أخري بالدخول إلي ليبيا. لأنهم هم أصحاب الفضل الأول في التخلص من النظام الليبي بغاراتها الجوية السريعة والمتلاحقة لمساندة الثوار.
ويأتي هذا الصراع علي إعادة أعمار ليبيا في توقيت مهم وعصيب جدا قبل نهاية الحسم في سيطرة الثوار علي الحكم في ليبيا وأيضاً قبل تولي رئيس جديد لليبيا حتي يتمكنا من الاستحواذ والسيطرة علي كافة عمليات الاعمار منفردين.
فالواضح أن الاتفاق علي تقسيم إعادة اعمار ليبيا انحصر بين كل من فرنسا وإنجلترا في المقام الأول ومن الباطن باقي الدول الأوروبية وأكبر دليل علي ذلك التربيطات التي تمت منذ فترة ويتم حالياً خاصة بعد الزيارة الأخيرة والسريعة التي قام بها الرئيس الفرنسي ساركوزي ومعه كاميرون رئيس وزراء بريطانيا إلي ليبيا حيث تم بعدها الاتفاق علي بدء تنفيذ عمليات إعادة الاعمار بالمناصفة بين كبري الشركات الفرنسية والإنجليزية خاصة بعد أن تم إعلان تكلفة إعادة أعمار ليبيا بأنها ستصل إلي 200 مليار دولار.
وبالتالي أصبح من الصعب حاليا حصول مصر علي نصيب في عمليات إعادة ليبيا مما سيتسبب في احداث صدمة وخسائر كبيرة للشركات المصرية لعدم حصولها علي أي شئ في إعادة الاعمار وهو سيناريو يتكرر من قبل كما حدث في إعادة أعمار العراق وخرجت الشركات المصرية "من المولد بلا حمص" وهذا المشهد يتكرر بنفس المأساة في إعادة اعمار ليبيا حاليا.. في ظل غياب الحكومة والمسئولين المصريين الذين لم يتحركوا ويقوموا بالاتصال والتنسيق مع المجلس الانتقالي والثوار الليبين خاصة وأن مصر قدمت الدعم والمساندة للثوار.
وأتذكر في مثل هذا الموقف ما قاله المرحوم موسي خلف نجم وكيل اتحاد الصناعات "آن ذاك" عندما ذهب إلي العراق ضمن وفد من المسئولين ورؤساء الشركات المصرية في زيارة للبحث عن فرصة للحصول علي نصيب في عمليات إعمار العراق. ولكن كان بعد فوات الأوان.. وقال وقتها كلمة مشهورة كتبتها يومها منذ أكثر من 15 عاما وهي "روحنا في الطراوه".. وضاعت علينا الفرصة كما هو حادث الآن في ليبيا ونحن في أمس الحاجة إليها لتشغيل شركاتنا والعمالة خاصة بعد ثورة 25 يناير العظيمة حيث نحتاج إلي المساندة والدعم من كل الدول المجاورة.