المغرب ترصد 280 مليون درهم لتأهيل كرة القدم الوطنية نحو الاحتراف

تاريخ النشر: 09 يونيو 2005 - 09:20 GMT
الوزير الأول يعد بتعميم برامج تعاقدية مع جامعات رياضية أخرى
280 مليون درهم لتأهيل كرة القدم الوطنية نحو الاحتراف
بقلم : هشام بن ثابت - صحيفة العلم المغربية

رصدت الحكومة مبلغ 280 مليون درهم ستستفيد منه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مدى أربع سنوات بقيمة 55 مليون درهم سنويا من أجل تأهيل كرة القدم الوطنية.

وجاء في البرنامج التعاقدي المبرم بين الحكومة والجماعات المحلية وجامعة كرة القدم والذي وقعه الوزير الأول السيد ادريس جطو أول أمس الثلاثاء بالرباط ، أن الحكومة ستوفر سنويا مبلغ 55 مليون درهم ستنفقها الجامعة على الشكل التالي: 20 مليون درهم ستخصص لبناء وتمويل مراكز التكوين و16 مليون درهم لبناء أربعة ملاعب ذات عشب اصطناعي فيما سيصرف مبلغ 19 مليون درهم لتمويل مصاريف المنتخبات الوطنية.

وفي تصريح»للعلم « عقب اختتام حفل التوقيع، أكد الوزير الأول أنه على غرار باقي البرامج التنموية التي تشمل قطاعات أخرى، سيعطي هذا البرنامج الإضافي الإمكانيات اللازمة لكل الجامعات الرياضية التي لها برامج وتريد الاشتغال بجد والاستثمار في المستقبل. وحول هل هناك آليات لمراقبة الأموال التي ستمنح للجامعات قال السيد جطو: »في عقد البرنامج الذي وقعناه، كل الأمور واضحة، كيف ستصرف الأموال وكيف سيتم متابعة ذلك، فكل ذلك مضبوط، فقد استعنا بخبراء في هذا المجال، وهنا أؤكد على أن هذه الاتفاقية مع جامعة كرة القدم هي في المقام الأول عملية نموذجية، وقد بدأنا بهذه الجامعة لما لها من شعبية واسعة إن على الصعيد الوطني أو الدولي، وأتمنى في الأسابيع القليلة المقبلة أن نوقع عقود برامج مع جامعات رياضية أخرى.

وفي الكلمة التي ألقاها بمناسبة حفل توقيع البرنامج التعاقدي لتأهيل كرة القدم، أكد الوزير الأول ادريس جطو أن الحكومة عازمة على اعتماد سياسة جديدة لتطوير وتنمية الرياضة الوطنية اعتبارا لدورها الحيوي في تأطير الشباب وللمؤهلات العديدة التي يتمتع بها شباب بلادنا في هذا المجال، والذي استطاع التألق عالميا في العديد من الأصناف الرياضية وأعطى صورة مشرفة لبلادنا في المحافل الدولية.

ودعا السيد جطو كل الفاعلين الوطنيين من حكومة وجماعات محلية وجامعات رياضية وفاعلين عموميين وخواص، للعمل سويا من أجل تخليد هذه الانجازات وتحسينها، بالاستثمار الأمثل لهذه الطاقات التي يزخر بها شباب المغرب، عبر توفير الظروف المواتية لتطوير الممارسة الرياضيةوتكوين أبطال من المستوى العالمي.

واعتبر السيد جطو أن تأهيل الممارسة الرياضية رهين من جهة بتحديث وتعزيز البنيات والتجهيزات الرياضية وملاءمة الإطار التشريعي والتنظيمي للمتطلبات الإحترافية الجديدة، ومن جهة أخرى بتطوير نظم وهياكل التأطير والإرتقاء بمستوى التكوين ومواكبته للمستجدات البيداغوجية والتقنية المعمول بها عالميا مع إيلاء عناية خاصة لرياضة الهواة باعتبارها مشتلا لأبطال الغد .

وفي هذا السياق جدد الوزير الأول التزام الحكومة بتعهداتها حيث ستواصل أوراش تعزيز البنيات التحتية الرياضية خاصة من خلال إتمام بناء المركبات الرياضية بكل من طنجة ومراكش وأكادير وفتح مركب فاس قبل الموسم المقبل مؤكدا أن الحكومة تسعى إلى توسيع مثل هذه الشراكة إلى جامعات أخرى مع إعطاء الأسبقية للرياضات الجماعية والرياضات التي برهنت عن مستوى طيب في التظاهرات الجهوية والدولية.

وفي ختام كلمته عبر السيد جطو عن ثقته بأن أسلوب الشراكة الذي نهجته الحكومة بالتوقيع على هذا العقد البرنامج، يشكل إطارا مناسبا لتعبئة كل الفاعلين حول استراتيجية مندمجة ذات أهداف محددة ومضبوطة تتوخى ولوج الرياضة الوطنية عالم الإحترافية على المدى المتوسط وتشمل الجوانب التجهيزية والتأطيرية والتكوينية والتمويلية والتنظيمة للجامعة والأندية الوطنية. وتابع أنه بتظافر جميع الفاعلين سيمكن تجسيد هذه الاستراتيجية.

وبعد الكلمة التي ألقاها الوزير الأول تقدم الكاتب العام للجامعة الملكية لكرة القدم لإبراز الخطوط العريضة لمشروع تأهيل كرة القدم والذي يهدف إلى تطوير الممارسة الكروية في أفق الانتقال إلى نظام الاحتراف بالمغرب. وفي ختام حفل توقيع عقد البرنامج نوه رئيس جامعة كرة القدم الجنرال دوكور دارمي السيد حسني بن سليمان بالمبادرة المحمودة التي تقدمت بها الحكومة، مشيرا إلى أنها أول حكومة تتميز بالشجاعة وتنخرط في مسلسل تطوير كرة القدم المغربية. كما عبر عن الأمال الكبيرة التي تعلقها الجامعات على جهود الحكومة حتى يتسنى للرياضيين الذين يعدون مفخرة للبلاد منافسة أفضل الأبطال العالميين في ظروف ملائمة.

وذكر بأن التوقيع على "عقد برنامج" مع الحكومة سيمكن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم من وضع أداة تسيير فعالة وحديثة مشيرا إلى أن جميع المسؤولين عن كرة القدم الوطنية ملزمون بالإنخراط بعزم وديناميكية في مسلسل إعادة الهيكلة والمساهمة في بلوغ الأهداف المسطرة .

و شرح الكاتب العام لجامعة كرة القدم السيد أحمد عمور هذا البرنامج التعاقدي فقال في تصريح »للعلم«: »سنتوصل من الحكومة ابتداء من هذه السنة وحتى سنة 2010 بمبلغ 55 مليون درهم ستصرف منها 20 مليون درهم مباشرة لبناء وتمويل مراكز التكوين ، و16 مليون درهم ستخصص لبناء أربعة ملاعب معشوشبة اصطناعيا كل سنة، وسيبقى 19 مليون درهم ستصرف على المنتخبات الوطنية، وبالنسبة لهذا المبلغ الأخير فإنه سيخفف العبء الذي كان يثقل كاهل الحامعة التي كانت تصرف 35 مليون درهم، فالفائض الذي سيبقى زيادة على المداخيل التي ستنضاف إليهسيوجه لتمويل برامج أخرى كتكوين الأطر والتحكيم وغيرها من المشاريع الهادفة أساسا إلى تطوير كرة القدم المغربية«.

ولإنجاح هذا العقد البرنامج أضاف عمور: »الشكل الذي وضع به هذا الاتفاق هو أنه كل ستة أشهر سيكون هناك تقييم من طرف لجنة مكونة من جميع الأطراف وعلى رأسها الوزير الأول، الشيء الذي سيلزمنا على الاشتغال بجدية أكثر حتى ننجح في عملنا. فأظن أن هذه الفرصة جد مهمة لكرة القدم المغربية، لهذا سينكب جميع المسيرين والمسؤلين على هذا العمل حتى ينجحوا في هذه التجربة، لأنه إذا لم ننجح فيها فلربما سنضيع سنوات طويلة أخرى«.

الخطوط العريضة لبرنامج تأهيل كرة القدم الوطنية

/ يهدف برنامج تأهيل كرة القدم الوطنية الذي سيتم تنفيذه من طرف الحكومة والجماعات المحلية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والذي ترأس الوزير الأول السيد إدريس جطو بعد ظهر اليوم بالرباط مراسم التوقيع على عقده بالأساس إلى تطوير الممارسة الكروية في أفق الانتقال إلى نظام الاحتراف.

وبمقتضى عقد الشراكة الذي يمتد على مدى أربع سنوات ستقوم الحكومة على وجه الخصوص بالمساهمة بمبلغ 280 مليون درهم في تمويل برنامج التأهيل الذي أعدته الجامعة فيما تتولى الجماعات المحلية من جهتها إصلاح وصيانة الملاعب .

وفي هذا الصدد ستقوم الحكومة سنويا بتوفير مبلغ 55 مليون درهم 20 مليون درهم منها موجهة لبناء وتمويل مراكز التكوين و16 مليون درهم ستوظف لبناء أربع ملاعب معشوشبة اصطناعيا فيما سيوظف مبلغ 19 مليون درهم لتمويل مصاريف المنتخبات الوطنية.

ومن جهتها ستعمل الجامعة على الرفع من قيمة مداخليها بحوالي 25 مليون درهم أي من 47 مليون درهم حاليا إلى 75 مليون درهم في السنة الأولى على أن يرتفع هذا المبلغ إلى 119 مليون درهم في عام 2009.

فعلى مستوى الجامعة ستعمل على تحديث مناهج تسيير وتدبير الأندية بإلزامية دفتر التحملات اعتبارا من موسم 2005- 2006 ( موسم ماقبل الإحتراف) وتطوير كرة القدم هواة والنسوية وداخل القاعة وتكوين الحكام والمؤطرين وتخصيص حوافز للفرق وتقنين نظام الممارسة (عقد اللاعبين وقانون المدربين) وإحداث مديرية تقنية بما في الكلمة من معنى ومديرية للتسويق والإتصال فضلا عن عزمها تنظيم العديد من التظاهرات منها كأس الحسن الثاني الدولية واستضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم لعام 2010 التي سيقدم المغرب ترشيحه لتنظيمها.

أما فيما يخص تدخل الحكومة فستعمل على إصلاح وتطوير البنيات التحتية الرياضية ( ملاعب طنجة ومراكش وأكادير ) وبناء 15 مركزا للتكوين و16 ملعبا ذات عشب اصطناعي بمعدل أربعة ملاعب في السنة وتعزيز الترسانة القانونية من خلال تحويل الأندية إلى شركات رياضية للتسيير ووضع نظام رياضة ودارسة .