حذر مفوض العلاقات الدولية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث واشنطن من استخدام حق الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار تقدمت به المجموعة العربية يطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ويتوقع التصويت عليه الاسبوع المقبل.
وقال شعث للصحافيين في الدوحة مساء الاثنين "نحن ذاهبون الى مجلس الامن سواء شاءت الولايات المتحدة ام لم تشأ، ونحذر الولايات المتحدة ونقول لها اذا صوت بالفيتو ضد هذا القرار تخسري ما تبقى لك من مصداقية كراع لعملية السلام الآن وفي المستقبل".
واضاف على هامش الاجتماع الدوري التأسيسي الخامس لمجلس العلاقات العربية والدولية ان مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية يحوز على موافقة 14 دولة في مجلس الامن، من اصل اعضائه ال15، اي ان الدولة الوحيدة التي لم توافق عليه حتى اليوم هي الولايات المتحدة، متوقعا ان يطرح على التصويت الاسبوع المقبل.
وتقدمت المجموعة العربية في الامم المتحدة رسميا الخميس في مجلس الامن بمشروع قرار يطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية واعتباره عملا غير شرعي، مع المطالبة بتطبيق ميثاق جنيف الرابع لعام 49 على الاراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
ولكن واشنطن ترفض توجه الفلسطينيين الى مجلس الامن لطرح ملف الاستيطان.
واضاف شعث "قلنا للراعي الاميركي ما دمت فشلت في وقف الاستيطان فنحن ذاهبون الى مجلس الامن ليضغط على اسرائيل للقيام بذلك، فيقول ساستخدم حق الفيتو، هذا ليس منطقيا ولا نقبل ان تستخدم اميركا حق الفيتو".
واكد المسؤول الفلسطيني ان مشروع القرار يحوز على موافقة 14 دولة في مجلس الامن، وقال "معنا اربعة عشر عضوا وابلغنا منهم جميعا بما فيهم بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين اي اربع من الدول الخمس الدائمة في مجلس الامن، وكلهم سيصوت الى جانب هذا القرار الذي يدين الاستيطان الاسرائيلي ويطلب من اسرائيل التوقف فورا عن كل استيطان جديد ويعتبر ان كل الاستيطان الذي قامت به اسرئيل منذ العام 67 غير شرعي".
واوضح شعث ان "القرار تقدم بالورقة الزرقاء (المسودة الاخيرة) ومجلس الامن سيحدد جلسة لمناقشته وهي مسألة تتفاوض عليها كل الوفود، فالبعض لديه شروط كبريطانيا وفرنسا اللتين تريدان تأجيل المشروع الى ما بعد اجتماع اللجنة الرباعية في الخامس من شباط/فبراير القادم ودول اخرى تقول نحن جاهزون لمناقشة الموضوع".
من جهة اخرى قلل شعث من اهمية "الوثائق السرية" التي بدأت قناة الجزيرة الفضائية بعرضها مساء الاحد والتي تتناول تفاصيل المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعلقة بمستقبل القدس الشرقية والمستوطنات وموضوع تبادل الاراضي.
وقال "كل ما قيل في الجزيرة لا معنى له وجميع القضايا التي تطرقوا لها مجتزأة وخارج السياق ولا قضية من تلك تم الاتفاق عليها او ترتب التزاما على منظمة التحرير او المفاوض الفلسطيني".
وشدد المسؤول الفلسطيني على ان "لا مغزى لما تم ولا لتوقيته، ونحن في حاجة لدعم في مواجهة مفاوضات لا نقبلها وفي مواجهة راع اميركي لا يفرض نتائج ما تم الاتفاق عليه وهذه المفاوضات قائمة على اساس ان لا نتفق على شيء الا اذا اتفقنا على كل شيء ونحن لم نوقع اتفاقا منذ العام 1999 في واي ريفر".
واكد شعث ان السلطة الفلسطينية لم تناقش المسألة مع المسؤولين القطريين، وقال "نعتبر هذه القضية متعلقة بالجزيرة وليست متعلقة بحكومة دولة قطر وبالتالي لم نبحث الموضوع مع القطريين".
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قال شعث ان بعض هذه الوثائق موجودة بالفعل الا انها ليست ملزمة للفلسطينيين.
وقال "هذه الاوراق التي تعبر عن موقف منظمة التحرير الفلسطينية، وهي جميعها موجودة عندكم (الجزيرة) لانكم انتم على علمي اخذتم كل الوثائق الي كانت عندنا وهي موجودة".
واضاف "مع ذلك هي غير ملزمة وعندما نصل الى اتفاق كامل، الاتفاق الكامل غير ملزم الا عندما يعرض على الاستفتاء الشعبي الفلسطيني".
وكان امين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اتهم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باعطاء الضوء الاخضر للجزيرة لنشر تلك الوثائق.
وقال عبد ربه في مؤتمر صحافي الاثنين "اتوجه بالشكر العميق الى سمو امير قطر بسبب اعطائه الضوء الاخضر لهذه الحملة (...) وعلى حرصه الشديد على الشفافية وايصال الشفافية الى الجمهور".