باحثون في الأميركية يدرسون النظرة في الشرق الأوسط إلى مفاهيم التطور البيولوجي

بيان صحفي
تاريخ النشر: 24 فبراير 2011 - 11:28 GMT

Al Bawaba
Al Bawaba

يقوم باحثون في الجامعة الأميركية في بيروت منذ أكثر من عقد بدراسة النظرة في منطقة الشرق الأوسط إلى مفاهيم التطور البيولوجي، من أجل التأكد من كيفية تحليل الطلاب وأساتذتهم للأدلة العلمية واتخاذ قرارات مستقلة.

وقال الدكتور صوما أبو جودة، مدير المركز التربوي للعلوم والرياضيات في الجامعة الاميركية في بيروت: "بدأنا هذا البحث لمعرفة ما إذا كان الطلاب يفكرون بطريقة مستقلة أم لا، وإذا كان مفهوم الأساتذة للتطور يشكل فرقاً في طريقة تفكير الطلاب". 

وأضاف: "نحن اخترنا التطوّر لأنه مسألة مثيرة للجدل. وهذا الخيار يسمح بمعرفة ما إذا كان الأفراد يفكرون بشكل مستقل أم لا." 

في العام 1997 بدأ الدكتور أبو جودة بالتعاون مع زبيدة داغر، أستاذة تعليم العلوم في جامعة ديلاوير وخريجة الجامعة الأميركية في بيروت ليدرسا كيف ينظر طلاب العلوم الطبيعية من مختلف الأديان إلى التطور البيولوجي. ومنذ ذلك الحين يقوم الدكتور أبو جودة وزميلته بجمع أدلة دامغة على أن المشاركين في البحث، ورغم كونهم درسوا في مجال العلوم، فهم لا يعترفون للأدلة التاريخية بقيمتها ويصرّون على أن التجارب المباشرة هي السبيل الوحيد لجمع الأدلة للتحقّق من الفرضيات العلمية.

وقد وجدت نتائج الدراسة الأولى التي تناولت 62 طالباً جامعياً لبنانياً في العلوم الطبيعية أن 48 بالمئة فقط منهم يؤيدون فكرة التطوّر البيولوجي بينما يعارضها 34 بالمئة منهم. وظهر أيضاً انقسام واضح بين الطلاب من أديان مختلف إذ يوافق 82 بالمئة من المسيحيين على هذه الفكرة مقابل 35 في المئة من الطلاب المسلمين.  

وفي دراسة لاحقة، أخذ الباحثان أبو جودة وداغر مجموعة فرعية من 15 طالباً جامعياً من العلوم الطبيعية، وأجروا معهم مقابلات تهدف للتأكد من الأسباب الكامنة وراء إجابات الطلاب المختلفة. وركّز غالبية الطلاب (9 من أصل  15) على طبيعة الأدلة التي قدّمت للنظرية، وقال معظمهم إن نظرية التطوّر لا تتناسب مع معايير "الإثبات" أو تشكل دليلاً موثوقاً به. 

وقد أُجريت دراسة أوسع بكثير بقيادة الدكتور أبو جودة وأساتذة من جامعة جونز هوبكنز وسيراكيوز وماكغيل واشتملت على 865 طالباً لبنانياً و491 طالباً مصرياً من الصف الثاني عشر ثانوي. وأظهرت هذه الدراسة نتائج مماثلة. وقال الدكتور أبو جودة: "وجدنا أن المهم بالأمر هو ليس الدين بل التديّن أو ممارسة الدين. يمكن أن تكون مسلماً أو مسيحياً وغير متدين وستكون النتيجة نفسها". 

كما أجريت مقابلات مع أساتذة العلوم الطبيعية في المدارس الثانوية وأساتذة الجامعات. وأظهرت النتائج أن 50 بالمئة من معلمي المدارس الثانوية وأغلبية الأساتذة الجامعيين تقبل نظرية التطور. 

من جهة أخرى، يقوم باحثون في الأميركية بالاشتراك مع أربع جامعات عالمية أخرى بمشروع جديد تمولّه المفوضية الأوروبية يرمي إلى ابتكار أساليب لتدريس العلوم من أجل توليد التفكير المستقل مع الحفاظ على التنوع الثقافي والتنوع بين الجنسين. وقد بدأ هذا المشروع الذي من المتوقع أن يدوم ثلاث سنوات ويكلف أكثر من مئة ألف يورو في نيسان الماضي. 

وسوف يقوم الباحثون بتحليل سياسات تعليم العلوم، ويجرون دراسات في عشر مدارس من كل بلد، ويطوّرون أساليب جديدة ويختبرونها على الطلاب. 

وفي النهاية، سوف يتم عرض نتائج البحوث على واضعي السياسات في الدول المشاركة بهدف تغيير السياسات التعليمية. 

ويقول الدكتور أبو جودة: "إن تدريس طبيعة التطوّر بشكل فعال يتطلب أكثر من استخدام أساليب تعليمية جديدة، إنه يتطلب فهماً عميقاً جداً لطبيعة العلم وتقديراً لدور الأدلّة في تطوير الأفكار العلمية."

خلفية عامة

الجامعة الأمريكية في بيروت

الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.

تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن