يختبر برشلونة الإسباني في الآونة الحالية شعور الرضى الناجم عن استعادته لمستواه المعهود من خلال سحقه فالنسيا (5-1) السبت الماضي في الدوري المحلي، لكن لاعبي النادي الكتالوني يمرون أيضاً بفترة من التشكيك الناجم عن عدم حسم مصير مدربهم خوسيب غوارديولا الذي ينتهي عقده الحالي نهاية الموسم.
ورغم ثقة إدارة النادي بقدرتها على إقناع "بيب" بمواصلة المشوار، فإن لاعب الوسط الدولي السابق ترك تلميحات أثارت قلق مشجعي الفريق وإدارته، مما دفع الصحيفة الكتالونية "سبورت" لعنونة إصدار الأحد: "نحن أمام مشكلة".
وتأتي هذه الشكوك والمخاوف من التصريح الذي أدلى به غوارديولا قبيل مباراة السبت أمام فالنسيا حين قال أنه يحتاج إلى المزيد من الوقت لكي يحسم مسألة استمراره مع برشلونة من عدمه: "في الوقت الحالي، لا أدري، احتاج للمزيد من الوقت. لا يمكنني العمل في فريق متطلب من هذا النوع إذا لم يكن في متناولي جميع عناصر القوة".
وفي ظل الضبابية التي تحيط بمسألة بقاء غوارديولا مع الفريق الذي قاده لـ 13 لقباً منذ أن استلم تدريبه عام 2008، ارتفعت في الآونة الأخيرة الأصوات داخل أروقة النادي مطالبة الأخير بتقديم الحوافز اللازمة من أجل إقناعه بمواصلة المشوار.
وجاءت أبرز هذه الأصوات من اللاعبين أنفسهم وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي قال بعد تسجيله رباعية في مباراة السبت: "نريد أن يواصل غوارديولا مهامه باسم كل ما يمثله بالنسبة لنا".
أما جيرارد بيكيه فقال بدوره: "إنه الركن الأساسي في هذا الفريق، نريد منه أن يواصل مهامه"، فيما قال أندريس إنييستا: "مع غوارديولا، ما زال أمامنا الكثير من الإنجازات الكبيرة لكي نعيشها".
أما تشافي هرنانديز، الرجل القوي في غرفة ملابس النادي الكتالوني والذي لعب إلى جانب غوارديولا في خط الوسط، فتكهن بأن ينتهي الأمر برحيل الأخير عن النادي الذي يحاول "مغازلة" مدربه.
لكن من المرجح أن يكون للاعبين وحسب تأثيرهم على القرار الذي سيتخذه بيب في نهاية المطاف لأن العلاقة التي تجمعه بهم أكبر بكثير من علاقة لاعب بمدرب لأنها أشبه بعلاقة الزملاء نظراً لفارق العمر الضئيل الذي يفصله عنهم.
ومما لا شك فيه أن العلاقة التي تربط غوارديولا بلاعبيه هي ما يميزه عن معظم المدربين الآخرين لأن بإمكانه التواصل معهم على المستوى ذاته كونه علق حذاءه الكروي قبل ستة أعوام فقط، كما أنه يعرف اللاعبين والنادي تماماً لأن مشواره مع البارسا كان طويلاً جداً وبدأ عام 1983.
ونجح غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة في أن يصبح "كرويف الألفية الجديدة" بالنسبة لبرشلونة وأثبت من يوم لآخر أنه أفضل من خلف "معلمه" يوهان كرويف في تطبيق الكرة الشاملة التي اشتهر بها النادي خلال حقبة الهولندي الطائر الذي كان أول من طبق أسلوب اللعب الشامل والتبادل السلس والمتواصل الذي أطلق عليه مع المدرب الهولندي لقب "فريق الأحلام" بين 1988 و1996.
وكان غوارديولا المهندس الرئيسي لإنجازات برشلونة الرائعة منذ أن استلم الإشراف عليه، وقد ترك هذا الرجل وبشكلٍ لا ريب فيه لمسته على الفريق والأرقام تتحدث عن نفسها: ثلاثة ألقاب في الدوري المحلي خلال ثلاثة مواسم، إضافة إلى لقبين في مسابقة دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبية ولقب في الكأس المحلية وثلاثة في كأس السوبر المحلية.
ونجح المدرب الشاب في السير على خطى مكتشفه كرويف، المدرب الوحيد الذي قاد البلاوغرانا للفوز بلقب الدوري في ثلاث مناسبات على التوالي حين أحرزه أربع مرات متتالية من 1991 حتى 1994 عندما كان غوارديولا لاعباً في الفريق.
ومن المؤكد أن الخيار الذي قام به رئيس النادي السابق خوان لابورتا بمنح غوارديولا منصب مدرب الفريق الأول خلفاً للهولندي فرانك رايكارد كان في محله لأن بيب نجح ورغم افتقاده للخبرة التدريبية المطلوبة في خلق تجانس مميز في صفوف الفريق، مستنداً على فلسفة هجومية سلسة تتناسب مع مواهب اللاعبين الذين قرر الاعتماد عليهم بعدما تخلص من الكاميروني صامويل إيتو والبرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو والإيطالي جيانلوكا زامبروتا.
ولا يمكن للإدارة الحالية برئاسة ساندرو روسيل، تجاهل ما فعله غوارديولا مع الفريق الكتالوني خصوصاً عام 2009 عندما توج بسداسية تاريخية بأسلوب لعب جعله مضرب المثل من حيث الأداء الهجومي السلس والنتائج على حد سواء، وبالتالي ستحاول جاهدةً أن تقنعه بالبقاء.
ويبقى على مشجعي الفريق ولاعبيه الانتظار بعض الوقت من أجل معرفة القرار الذي سيتخذه غوارديولا، والذي قد يعلن عنه خلال أسبوع المباريات الدولية الودية التي تقام في 27 الحالي، لأنه اعتاد، وبحسب صحيفة "إل موندو ديبورتيفو" على اتخاذ قرارات مماثلة خلال الفترة التي يغيب فيها فريقه عن المنافسات، كما فعل عامي 2010 و2011 حين وقع عقد التمديد.
لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.