بحسب الاحصائيات، فان معظم الأردنيين لا يملكون منازل خاصة بهم، وتبعا للأقاويل فان أسعار العقارات تقتل حلم المواطنين بتملك بيت او شقة العمر.
مشكلة تقظ مضاجع كثيرين، لاسيما من ارباب الاسر الذين ارهقهم السكن بالايجار، وانتظار مفاجآت قوانين المالكين والمستأجرين، بل واهواء المالك برغبته برفع الايجار او استرداد عقاره المؤجر، ناهيك عن قصص التصليحات والاعطال وما الى هناك من أمور، تجعل المواطن بكل جوارحه يتمنى منزلا يؤمن له ولآل بيته الراحة والطمأنينة التي يتوقع حدوثها فور شراء المنزل.
ولكن معوقات كثيرة تقف بالمرصاد لمن يجرؤ ويحلم ببيت العمر بحسب الموظفة سهى عودة الله ، فسهى المتزوجة منذ عشر سنوات، بينت انها لازالت تعيش في بيت مستأجر، والسبب هو ضعف الامكانيات المادية لها ولزوجها الموظف هو الآخر. سهى، تعقد املها على قرض سكني تقدمت به مؤخرا لتحظى بمنزل عن طريق مشروع التطوير الحضري، ولكن حتى هذا الاخير، لا يعطي سهى وعائلتها تفاؤلا، بحسب قولها، والسبب هو عدم وجود رصيد مادي يعزز القرض، ويجعل من بناء المسكن امرا سهلا ميسرا، بل وزادت سهى انها ستضطر وزوجها الى الاقتراض لتأمين أساسات المنزل وجدرانه... أتمنى ولكني أخشى الدين.
وعن حلم شقة العمر قال المتزوج حديثا مراد فخرالدين، انه يبدو صعب المنال ورغم ان عروسة مراد تعمل هي الاخرى لتسانده في ظروف الحياة الصعبة، الا ان الزواج تم في بيت مستأجر لاستحالة شراء شقة في ظل الوضع الراهن. مراد بين انه لم يكن لديه خيار سوى الدخول في بيت مستأجر لاستحالة شراء بيت، بسبب ارتفاع اسعار الشقق العقارية من صوب، ومن ناحية اخرى فان مراد وعروسه لازال عظمهما هشا ويخشيان القروض وفوائدها التي تشكل عبئا على ميزانيتهم المالية الضعيفة. وعن سؤال هل ضاع الحلم قال مراد «لا، فالحلم هو بمثابة هدف سوف يسعى لتحقيقه مستقبلا مع زوجته، وأشار ان الأمل معقود على تحسن الامكانيات، خاصة ان مراد وعروسه قد بحثا عن شقق وبمساحات محدودة للغاية الا ان اثمان هذه الشقق كانت هي الدافع وراء زواجهما في بيت مستأجر وتأجيل فكرة تملك منزل حتى اشعار اخر» بحسب الزوجين.
اسير البحث عن راحة البال الموظف الاربعيني منجد عبابنة، بين انه بقي عرضة لهموم الإيجار سنوات وسنوات، الى ان قرر ان يشتري منزلا بالأقساط المنتهي بالتملك، وزاد عبابنة ان مشكلة السكن هي اكبر هموم المواطن الاردني، سيما اولئك الذين لا يحالفهم الحظ في ورثة عقارات او اراض سكنية عن ذويهم. وعن تجربته مع شراء بيت العمر قال ان الامر استغرق منه شد الاحزمة على كافة المستويات وانه لا زال يسدد اقساط منزله، ولكن عبابنة اوضح ان الامر يستحق العناء، «فأنت»، وبحسب عبابنة «تعمل من اجل بيتك الخاص الذي سيؤول في نهاية الامر لك ولابنائك من بعدك».
ولعل شراء منزل للسكن من وجهة نظر الشاب الاردني يعد مشكلة قديمة أصبح في زمننا الحالي حلها صعب جداً، لاسيما من قبل الشباب من ذوي الدخل المحدود أو الوسط، الا ان الامر تفاقم بحسب الثلاثيني ماجد محمد، الذي قال تناول في معرض تعليقه على مشروع بيت العمر ان «ازدياد ارتفاع أسعار بيوت السكن أو الشقق، ومع استمرار غلاء المعيشة، ربما تجعل او بالاحرى جعلت الكثير من المواطنين يفكرون بالعودة الى عادة كانت موجودة قديما، وهي سكن الشباب المتزوجين حديثا عند الأهل أي في بيت الأسرة، بغض النظر اذا كان ذلك المنزل كبيرا أو صغيرا، ولو لفترة من الوقت قد تطول حسب الإمكانيات المادية المتوفرة حتى لا يتأخر زواجهم إلى سن كبيرة». وهذا ما حدث معه شخصيا بحسب ما اشار في سياق حديثه، حيث قضى ماجد وزوجته اول خمس سنين من عمر زواجهما في منزل العائلة الا ان تمكنا من «تحويش» دفعة اولى رصدت لصالح شراء شقة، انتقلا اليها مع طفليهما فيما بعد، ولازال ابو زيد وزوجته يسددان باقي دفعات المنزل الذي «لم يكتب باسمهما بعد بسبب الرهن المقام عليه لحين انتهاء ثمنه بالكامل» حسب ما افاد وزوجه.
السكن.. حجر الاساس
من جانبه يرى الخمسيني ابراهيم نوفل ان السكن يمثل حجر الأساس لأي مجتمع بالإضافة إلى تأثيره الكبير على السلوك المدني للاشخاص، وقال نوفل انه يشجع ابناءه على الاهتمام بتأمين السكن على امتلاك السيارة وامور الرفاهية الاخرى مبينا انه ومن خلال سنين عمره عرف ان تملك المسكن يسهم في توفير بيئة صحية وسليمة لنمو العائلة ونشأتها. وزاد نوفل الاهل يدركون تماما ان امتلاك المنزل يمنح الشعور بالأمان لضمانك وجود مكان تعيش فيه عائلتك وربما أيضاً أقاربك إن دعت الحاجة إلى ذلك. بخلاف الإيجار فعند استئجارك لمكان معيشتك لا يمكنك ضمان ما إذا كانت إمكانياتك ستسمح لك بتجديد عقد الإيجار في حال قرر المالك زيادة الإيجار في أي وقت. وبين ان ملكية المنزل تعتبر مفتاحاً للثروة بالنسبة لمعظمنا وذلك لأن شراءك لمنزل عبر شريك في التمويل من شأنه أن يزيد من قيمة استثمارك مع كل دفعة تقوم بسدادها.
لماذا ارتفاع أسعار الشقق؟
عاملون في قطاع الشقق العقاري وبيعها، أكدوا ان القفزة التي تشهدها اسعار الشقق العقارية، مردها الى ارتفاع أسعار الأراضي السكنية بالاساس، فقد بين صاحب مشروع شقق عقارية ان أصحاب الإسكانات يشترون هم ايضا الأراضي بأسعار مرتفعة الامر الذي ينعكس على زيادة الكلف على أسعار الشقق التي ينوي المواطن شراؤها.
وعن التوقعات الخاصة بأسعار الشقق التي تعتبر رهنا لتحقيق احلام كثير من ابناء الشعب الاردني في تأمين منزل العمر قال «ان أداء القطاع العقاري في المملكة يتسم عموما بالغموض، وعدم وضوح الرؤية، وحول مستويات أسعار الشقق في العام الحالي، اشار الى ان ثبات الاسعار هو الغالب على الامر، كونها رهنا باسعار الاراضي السكنية».
