تشهد شركات تجزئة السلع الفاخرة في دبي نمواً مستمراً في أعمالها خلال العام الجاري، مستفيدة من التدفق السياحي الكبير الذي تشهده دبي، والقدرة الشرائية القوية لدى العملاء والثقة الكبيرة التي يتمتع بها هذا القطاع.
وتوقعت شركة «بين آند كومبني» في دراسة سابقة نمو المبيعات العالمية للمنتجات الفاخرة لتصل قيمتها إلى 185 مليار يورو (860 مليار درهم) خلال 2011 مقارنةً بـ172 مليار يورو في 2010، بارتفاع 8 بالمئة، بينما أشار «التقرير العالمي لقطاع صناعة الألماس» الصادر عن شركة «باين آند كومباني» إلى أن الطلب العالمي على الألماس، من حيث القيراط، سيشهد ارتفاعاً بأكثر من 6 بالمئة سنوياً حتى العام 2020، متخطياً بذلك نمو حجم العرض السنوي المقدر بنسبة 2.8 بالمئة.
وقالت بينيديكت بويسون، من مجموعة «شوبارد» «قسم التجزئة» لـ«الرؤية الاقتصادية» على هامش إعادة افتتاح «شوبارد» لمتجرها السادس في «مول الإمارات» أمس، «يعتبر التدفق السياحي الكبير الذي تشهده دبي أحد العوامل المهمة لانتعاش سوق السلع الفاخرة خلال العام الماضي والعام الجاري، كما أن القدرة الشرائية لدى العملاء في الإمارات ما زالت قوية وهناك ثقة كبيرة بقطاع المنتجات الفاخرة». وأضافت «إن (شوبارد) لديها خطط لافتتاح متجر جديد أيضاً في العاصمة أبوظبي خلال العام الجاري، حيث تعول العلامة على سوق أبوظبي للسلع الفاخرة، ومتجر آخر في دبي ليبلغ العدد الإجمالي لمتاجرها في الدولة 8 متاجر».
وأوضحت أن قطاع المنتجات الفاخرة في الدولة قطاع نشط جداً ويستقطب أهم العلامات التجارية العالمية بشكل دائم، وذلك بسبب تنوع العملاء في الدولة من المواطنين والسياح الذين يتزايدون عاماً تلو الاخر، الأمر الذي يخلق تنوعاً كبيراً في متطلبات وتوجهات العملاء. وأكدت بويسون أن المنافسة كبيرة في القطاع، لذا هناك سعي مستمر من الشركات لتقديم أفضل المنتجات ذات القيمة المضافة، نافية أن يكون هناك انخفاض في مبيعات السلع الفاخرة في الدولة بسبب الأزمة الاقتصادية وتبعاتها والدليل على ذلك النمو السنوي الذي تحققه «شوبارد» في المبيعات والتوسعات. وأشارت إلى أن الاستثمار في مجال التجزئة في دبي له عدة مميزات أهمها سمعة دبي المترسخة كوجهة عالمية للتسوق، إضافة إلى توفر مراكز تسوق ضخمة وعالمية المستوى، كما أن القدرة الشرائية مرتفعة في الإمارات، ومنوهة بأن هناك شركات تجزئة محلية تمتلك خبرة طويلة في القطاع وتشكل شريكاً مثالياً للعلامات التجارية لدخول سوق الدولة للسلع الفاخرة.
من ناحيه أخرى، أكد وائل تخين، المدير العام لمجوهرات «بن هندي»، أن نشاط ونمو قطاع السلع الفاخرة في الدولة ما زال يحقق مستويات أداء مرتفعة تفوق التوقعات على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالمية، عازياً الأسباب إلى القدرة الشرائية المرتفعة في الدولة وانتشار ثقافة اقتناء السلع الفاخرة، إضافة إلى دخول فئات جديدة من السياح إلى دبي، الأمر الذي أضاف قيمة لأعمال القطاع. وأوضح أن «بن هندي» تتوسع في مجال السلع الفاخرة لتواكب النمو في القطاع، حيث تنوي خلال الربع الأول من 2012 افتتاح متجرين لعلامتين تجاريتين من سويسرا وألمانيا في مجال السلع الفاخرة في فندق «سراي زعبيل» دبي، إلى جانب متجرين في أبوظبي في أبراج الاتحاد لعلامة «بورش ديزاين» المتخصصة بالإكسسوارات والموضة الفخمة. وأفاد بأن المجموعة حققت خلال 2011 نمواً في مبيعات السلع الفاخرة فاق 60 بالمئة مقارنه بـ2010.