رحل النجم المصري القدير أحمد زكي صباح اليوم في مستشفى دار الفؤاد بعد صراع طويل مع مرض السرطان استمر قرابة العام، ومن المنتظر أن تشيع جنازته بعد ظهر غد من مسجد عمر مكرم.
هذا وكانت حالة النجم قد تعرضت لانتكاسة جديدة وخطيرة بعد ظهر أول من أمس الجمعة حيث تعرض لهبوط حاد في الدورة الدموية مع عدم استقرار في الضغط وقام الفريق الطبي المعالج له على الفور بزيادة ضخ جرعات الأوكسجين التي يتناولها، وهو الذي كان يرقد في غيبوبة منذ يوم الثلاثاء اثر تعرضه لجلطة في النصف الأيمن من الدماغ، كانت الأسوأ منذ دخوله المستشفي قبل أسبوعين حيث انتشر السرطان في صدره وانتشر إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن.
ولد أحمد زكي عبد الرحمن في محافظة الزقازيق بمصر، في 18 نوفمبر/ كانون الأول عام1949 وقد أصبح يتيما عندما توفى والده بعد فترة قصيرة من ولادته..وبعد أن أنهى دراسته الاعدادية، أبدى إهتماما كبيرا بالمسرح والتمثيل ولأن مدير مدرسته كان محباً كبيراً للمسرح، فقد قام بتشجيعه على التمثيل في المسرحيات التي تقام في المدرسة.
التحق زكي بمعهد الفنون المسرحية و قد كان محظوظاً بما فيه الكفاية ليحصل على بداية حقيقية وهو ما زال طالباً، حيث قام بدور صغير في مسرحيّة (هاللو شلبي)، وكان هذا هو دوره الأول في مهنته كممثل.
وكان زكي أول دفعته عندما تخرج في عام1973، فقد فاق زملائه ونظرائه حيث كان هذا حاله طوال فترة حياته.ومن هذا المنطلق، ظل يعمل أحمد زكي بالمسرح، ويتدرج من دور إلى دور أكبر، حيث لعب أدواراً في بعض المسرحيّات التي لاقت نجاحاً كبيراً في مصر، مثل المسرحية الأسطورة (مدرسة المشاغبين) ، الى جانب نجوم الكوميديا في مصر و الوطن العربي : عادل إمام ، سعيد صالح ، يونس شلبي و حسن مصطفى.. ثم تلاها بمسرحية (العيال كبرت).
ثم انتقل أحمد زكي إلى التليفزيون حيث قام بالتمثيل في العديد من المسلسلات التليفزيونية والأفلام الشهيرة مثل مسلسل(لأيام)، في دور الكاتب والمفكّر الشهير طه حسين، ومسلسل(هو وهي ) مع سعاد حسني، و( أنا لا أكذب ولكني أتجمل) ،
وقد ساهم زكي بأكثر من 60 فيلماً في عالم السينما المصرية في أقل من 20 سنة، لعب خلالها عدداً كبيراً من الشخصيات .
ولا يوجد أدنى شك في أن زكي يعتبر حالة فنية خاصة وهو واحد من افضل الممثلين في مصر والشرق الأوسط ونذكر من أفلامه (شفيقة ومتولي) ،( العوامة 70) ،(الامبراطور) ، (الحب فوق هضبة الهرم)،( زوجة رجل مهم)، "( ناصر 56) ,( هستيريا)،( أرض الخوف)،( أيام السادات) والعديد من الأفلام الأخرى.
أما آخر أفلام النجم فقد كان حلمه وهو تجسيد حياة حياة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بعد 28 عاما على رحيله في فيلم (حليم) ذو الإنتاجية الضخمة، وقد نجح زكي في تصوير أكثر من 90% من الفيلم، و لكن الآلام عاودته بشدة ، و دخل المستشفى في حالة صحية حرجة ولم يمهله القدر أكثر ليتم الحلم.
يذكر أن النمر الاسمر كما يلقب، تزوّج مرة واحدة فقط، من زميلته الممثلة هالة فؤاد التي توفيت السرطان أيضا ، وأنجبا إبنه الوحيد هيثم.
