ودّع الوسط الفني المصري أحد أبرز صنّاع البسمة والدراما، برحيل السيناريست والكاتب أحمد عبد الله، الذي أعلن المنتج أحمد السبكي خبر وفاته عبر حسابه الرسمي على “إنستغرام”، بعد مسيرة امتدت لعقود ترك خلالها بصمة خاصة في عالم الكوميديا الاجتماعية والدراما الواقعية.
السبكي عبّر عن حزنه في منشور مؤثر، مؤكدًا أن رحيل عبد الله خسارة كبيرة للفن المصري، إذ كتب: “تنعى شركة السبكي للإنتاج الفني والتوزيع، والمنتج أحمد السبكي، والعاملين بها، الكاتب الكبير أحمد عبد الله، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته”.
برحيله، عاد الحديث مجددًا عن أعماله التي شكلت وجدان جيل كامل، إذ استطاع من خلال كتاباته أن يجسد نبض الشارع المصري بضحكته ومرّه، مقدّمًا شخصيات عاشت في ذاكرة الجمهور بصدقها وبساطتها.
تُقام صلاة الجنازة على الراحل اليوم الخميس عقب صلاة الظهر في مسجد سراج منير بحي الدقي، فيما يُستقبل العزاء يوم السبت في مسجد الشرطة بالشيخ زايد.
أحمد عبد الله، المولود في حي بين السرايات بالقاهرة عام 1965، تخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وهناك بدأ شغفه بالكتابة حين قدّم نصوصًا مسرحية مقتبسة بتصرفه الخاص على مسرح الجامعة، قبل أن يحترف الكتابة بعد التخرج. كتب للمسرح أعمالًا لاقت رواجًا مثل “عالم قطط”، و“الأبندا”، و“حكيم عيون”، ثم انتقل إلى السينما التي صنعت شهرته الكبرى.
في مطلع الألفية الجديدة، قدّم عبد الله سلسلة من أنجح الأفلام الكوميدية التي ما زالت تحظى بمكانة مميزة لدى الجمهور، منها “عبود على الحدود”، و“غبي منه فيه”، و“يانا يا خالتي”، و“كركر”، التي جمع فيها بين الطرافة والبعد الإنساني، محافظًا على أسلوبه الساخر العفوي الذي ميّزه عن غيره من الكتّاب.
وفي عام 2008 بدأ تعاونًا فنيًا مثمرًا مع المخرج الراحل سامح عبد العزيز والمنتج أحمد السبكي، فشكلوا معًا ثلاثيًا قدّم أعمالًا أصبحت من علامات السينما الواقعية، مثل “كباريه”، و“الفرح”، و“الليلة الكبيرة”، إلى جانب المسلسل الاجتماعي “الحارة”، الذي قدّم رؤية قريبة من نبض الناس وحياتهم اليومية.
بعيدًا عن السيناريو، كان عبد الله شاعرًا رقيق الإحساس، كتب العديد من القصائد التي جمع بعضها في ديوان منشور، كما ألّف أغنيات لمسرحياته ولعدد من الفنانين، من بينهم المطربة الراحلة ذكرى.
