في موسم جديد يحمل الكثير من الترقب والجدل، عاد برنامج "ذا فويس" في نسخته السادسة ليشعل الساحة الفنية العربية من جديد، جامعًا بين الأصوات الشابة الطموحة ولجنة تحكيم تحمل تنوعًا موسيقيًا لافتًا. يُعرض البرنامج على شاشة MBC منذ التاسع والعشرين من أكتوبر 2025، مساء كل أربعاء، ويُعد من أبرز منصات اكتشاف المواهب الغنائية في العالم العربي، حيث يواصل تقديم تجربة فنية وإنسانية متكاملة تجمع بين الأداء الصوتي والقصص الشخصية المؤثرة.
اللافت في هذا الموسم هو التغيير الجذري في لجنة التحكيم، التي تضم الفنان اللبناني ناصيف زيتون، والفنانة العراقية رحمة رياض، والفنان المصري أحمد سعد. هذا الثلاثي يمثل ألوانًا موسيقية مختلفة، ويمنح المتسابقين فرصة للتعبير عن هوياتهم الفنية ضمن أطر متنوعة تجمع بين الطرب الأصيل والغناء الشعبي والأداء الشبابي المعاصر. وقد أثبتت اللجنة منذ الحلقات الأولى قدرتها على التفاعل مع المواهب وتقديم الدعم الفني والنفسي، مما أضفى على البرنامج طابعًا إنسانيًا عميقًا.
لكن الموسم لم يخلُ من الجدل، إذ أثار تصريح الفنان العراقي الكبير سعدون جابر موجة من النقاشات في الوسط الفني، بعد أن وجّه نصيحة علنية للفنانة رحمة رياض، دعاها فيها إلى ترك البرنامج والعودة لإكمال دراستها، معتبرًا أنها لا تزال صغيرة على تقييم أصوات المشتركين. هذا التصريح، الذي انتشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فتح بابًا واسعًا للتأويلات، بين من رأى فيه حرصًا على مسيرة رحمة الأكاديمية، ومن اعتبره تقليلًا من شأن تجربتها الفنية التي أثبتت حضورها في السنوات الأخيرة.

ورغم هذا الجدل، تواصل رحمة رياض أداءها في البرنامج بثقة وهدوء، مؤكدة من خلال اختياراتها للمواهب وتفاعلها مع المشاركين أنها تمتلك رؤية فنية خاصة، وأنها قادرة على تقديم إضافة حقيقية للبرنامج. ويبدو أن الجمهور يتفاعل معها بإيجابية، حيث تحظى بحضور قوي على الشاشة، وتُظهر حسًا فنيًا راقيًا في تقييم الأداءات.
ومن أبرز المحطات التي أثارت اهتمام الجمهور كانت عودة أشرقت أحمد، نجمة "ذا فويس كيدز"، التي ظهرت في نسخة الكبار بأداء ناضج ومؤثر لأغنية "القريب منك بعيد" لنجاة الصغيرة، لتختار الانضمام إلى فريق أحمد سعد، في خطوة اعتبرها كثيرون بداية جديدة لمسيرتها الفنية. كما برزت مواهب جديدة مثل السعودي مهند الباشا، الذي لفت الأنظار بصوته المختلف وأسلوبه الخاص، ليؤكد أن البرنامج لا يقتصر على إعادة تقديم الأصوات المعروفة، بل يفتح الباب أمام اكتشاف طاقات تحمل هوية فنية واضحة.

