سيد زيان.. من "ميكانيكي طائرات" إلى النجومية والشهرة.. محطات في ذكرى رحيل الفنان الكوميدي

حلت يوم أمس السبت ذكرى وفاة الفنان المصرى سيد زيان، الذي اشتهر بالأدوار الكوميدية، وشخصيته التي فرضت نفسها على العديد من أدواره، لامتلاكه موهبة الارتجال في سياق النص المحدد له، مما أحدث فارقا معه خلال مشواره الفني.

بدأ الفنان الراحل سيد زيان مسيرته في مجال مختلف تماما عن الفن، حيث كان متخصصًا في صيانة الطائرات بسلاح الطيران، وعمل بتلك المهنة إلى أن أصبح واحدًا من أشهر الكوميديانات في تاريخ السينما المصرية، تاركًا وراءه مجموعة متنوعة من الأعمال الخالدة. 

 

ولد سيد زيان عطية سليمان، في حي الزيتون بالقاهرة في 17 أغسطس 1943، ثم بدأ مشواره الفني من خلال فرقة المسرح العسكري، حيث كان المسرح هو أكبر حلم للفنان الراحل في صغره وبدايته، فبعدما انضم إلى فرقة الهواة مع الفنان عبد الغني ناصر، الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية "إعلان جواز"، أسند إليه المخرج نور الدمرداش دورًا بارزًا في مسرحية "حركة واحدة أضيعك".

وتزوّج الفنان الراحل، من خارج الوسط الفتي، وأنجب 7 أبناء، هم "سامية، إيمان، محمد، حنان، منى، داليا، أيمن".

وتألق "زيان" بعدها في أكبر مشاهده حينها صعوبة، وذلك بعد وقوفه أمام العملاق فؤاد المهندس، والنجمة شويكار في مسرحية "سيدتي الجميلة"، وكان ذلك في الستينيات، وتوالت بعدها نجاحاته المسرحية عندما انتقل من فرقة الفنانين المتحدين إلى فرقة الريحاني التي عمل بها لمدة تسع سنوات متواصلة.

 

من غرائب مشواره الفني أنه كان البطل الأول ونجم الشباك لمسرحياته طوال الثمانينيات والتسعينيات، لكنه لم يكن كذلك سينمائيا وتلفزيونيا فكان يقبل الأدوار المساعدة والبعيدة تماما عن البطولة.

 

 

برع الفنان الراحل في السينما كثيرا، وجسّد أدوارا لم تنسى حتى الآن، ومازال يرددها الكثير من الأشخاص، لأن أدواره أثرت في الناس.

وجسّد "زيان"، ثلاث مرات دور البطولة من إجمالي أفلامه، وهي "دورية نص الليل، وحظ من السماء، وكيف تسرق مليونيرًا"، إلا أن أدواره التي شارك فيها مع أبناء جيله لم تقل في أهميتها عن أدوار البطولة، وذلك بعد براعته في فيلم "المتسول"، و"وكالة البلح"، و"البيه البواب"، و"أريد حلًا"، و"الجراج"، و"أبناء الصمت"، وغيرها من الأدوار التي استطاع من خلالها أن يعيش بفضلها في رؤوس المصريين.

 

ويُعد الراحل سيد زيان من مدرسة "الخروج عن النص"، فقد عرف عنه ارتجاله وخروجه عن النص في المسرحيات التي قدمها خلال مشواره الفني إلى جانب الإفيهات الكوميدية الراقية التي لا يزال جمهوره وعشاق فنه يتداولونها على مواقع السوشيال ميديا.

الدراما 

وشارك الفنان الراحل في العديد من الأعمال الدرامية والمسلسلات التلفزيونية، ومنها "المال والبنون"، و"عمر بن عبد العزيز"، وتميّز "زيان" دوما في أعماله الفنية بأسمائه الغريبة التي تعلق في ذاكرة الجماهير، ومنها "خليل الغبي"، و"حنفي القص"، و"حلومة الجحش"، و"درهم"، وغيرها من الأسماء المميزة الأخرى.

 

واختتم "زيان" مشواره الفني بتجسيد البطولة في بعض المسرحيات، بعدما أخذه الحنين مرة أخرى إلى المسرح، ومنها: "يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت" و"زوبا المصري" و"لعبة زواج" و"القشـاش" و"مين ما يحبش زوبة" و"باي باي كمبورة" و"العسكري الأخضـر" و"الفـهلـوى".

 

في عام 2003 أجبره المرض على الابتعاد عن المسرح والسينما بل عن الفن عموما، حيث تعرض لجلطة في المخ أدت إلى شلل نصفي، استطاع أن يتغلب عليه، إلا أنه تعرض لأزمة صحية مرة أخرى بعدما تحسنت صحته وأصبح يسير متكئا على العصا ودخل على إثرها المستشفى.

 

وفي 13 أبريل عام 2016، رحل عن عالمنا نجم الكوميديا الفنان سيد زيان، وبقيت أعماله شاهدة على مشوار من مشاوير الزمن الجميل.