استفاق الوسط الإعلامي والفني صباح اليوم على خبر مفجع برحيل الإعلامية اللبنانية يمنى شري، التي غيّبها الموت في وقت مبكر من يوم الخميس، تاركة خلفها فراغاً كبيراً في قلوب زملائها ومحبيها.
الخبر شكّل صدمة حقيقية في الأوساط الإعلامية، حيث عبّر عدد من الإعلاميين والفنانين عن حزنهم العميق لرحيلها المفاجئ. الإعلامية ريما كركي كانت من أوائل من نعوها بكلمات مؤثرة عبر حسابها على "إنستغرام"، إذ كتبت: "ما عم صدق يا يمنى! كيف بتعملي هيك بقلوبنا وانتي يلي ما كنتي الا فرح قلوبنا". وأكدت كركي أنّ شري كانت إنسانة مميزة حيثما وُجدت، تحمل طاقة حب وفرح وتُشعّ نجاحاً، واصفةً إياها بأنها "جوهرة قلوب أصحابها" التي سيبقى صدى ضحكتها ونصائحها وحنانها حاضراً رغم الغياب.
من جهته، عبّر الإعلامي ريكاردو كرم عن حزنه العميق، مستعيداً بداياته معها في أوائل التسعينيات حين أطلت على شاشة "تلفزيون المستقبل" بابتسامتها وحضورها اللافت. وقال إن علاقته بها استمرت عبر تواصل دائم في السنوات الأخيرة من كندا حيث كانت تقيم، مشدداً على أنّ رحيلها يترك أثراً مؤلماً، لكنها ستظل في الذاكرة كإعلامية حيوية أحبّت عملها وأعطت بإخلاص.
نقابة الفنانين المحترفين في لبنان بدورها أصدرت بياناً نعت فيه شري، فيما امتلأت منصات التواصل برسائل وداع صادقة من زملاء المهنة وجمهورها في لبنان والعالم العربي.
يمنى شري عُرفت بمسيرة متنوّعة جمعت بين الإعلام والتمثيل. فهي حاصلة على شهادة في الأدب الفرنسي من جامعة القديس يوسف في بيروت، وأخرى في الإعلام – اختصاص إذاعة وتلفزيون – من الجامعة اللبنانية. خاضت تجربة التمثيل منذ بداياتها إلى جانب زميلها جوزيف حويك، وشاركت لاحقاً في أعمال درامية منها "حياة سكول"، "الباشا"، و"هند خانم".
أما في المجال الإعلامي فقدّمت برامج منوّعة تركت أثراً واسعاً مثل "طل القمر"، "الليل المفتوح"، "بعد سهار"، و"عالم الصباح"، كما شاركت في تغطية مهرجانات كبرى أبرزها "هلا فبراير" و"دبي للتسوق".
يُذكر أنّ شري تعرضت في أيار/مايو 2021 لحادث سقوط أدى إلى فقدانها الوعي ونُقلت على إثره إلى العناية المركزة قبل أن تتعافى وتستعيد نشاطها. لكن القدر خطفها اليوم بشكل مفاجئ، تاركاً محبيها في حالة من الحزن العميق على شخصية جمعت بين الموهبة، الذكاء، وحب الحياة.