من "نسر الصعيد" لـ"زي الشمس".. كيف تؤثر خلافات المُخرجين مع صُناع العمل على الحبكة الفنية؟

تعتمد الأعمال الفنية سواء كانت فيلم سينمائي أو مسلسل درامي، على عامل أساسي وهو "المُخرج"، حيث يُعد المسؤول الأول عن مستوى العمل الفني، وأية أخطاء تلاحظ فيه، بجانب أن المخرج لديه صلاحيات الأمر والنهي والحديث والصمت والتوجيه لأي فنان مهما كان حجمه الفني أو عمره، إلا أن هناك اشتباكات عديدة نشبت بين المخرجين والنجوم أو مع الشركات المُنتجة، وأثرت على العمل الفني، وأفقدته جزءً كبيرًا من بريقه، نظرًا لدخول مُخرج جديد على عمل مُخرج سابق.

 

ويرصد "البوابة"، أبرز الأعمال الفنية التي تعرضت لحدوث اشتباكات بين مخرجيها وأبطال العمل أو الشركة المُنتجة، أو تعرضت إلى وقوع مخرج العمل في أزمة كارثية حالت دون استكماله إخراج العمل الفني، وذلك خلال السنوات الماضية.

 

اعتذرت المُخرجة المصرية كاملة أبو زكري، عن الاستمرار في إخراج مسلسل "زي الشمس"، الذي من المقرر أن يخوض السباق الرمضاني المقبل، والتي تؤدي بطولته الفنانة الشابة دينا الشربيني، بعد نشوب أزمة بينها وبين أبطال العمل، لرغبتهم في دخول المطرب الكبير عمرو دياب في تفاصيل العمل، خاصة في ظل إصرار "الشربيني" على تقديم "دياب" للموسيقى التصويرية، ما أدى إلى غضب المخرجة "أبو زكري"، وشعورها بفقدان الاحترام لتوجيهاتها، ما جعلها تبادر بالانسحاب والاعتذار عن العمل. 

 

اعتذر المخرج الشاب أحمد حمودة، عن الاستمرار في مسلسل "يا أنا يا إنتي"، التي أدت بطولته النجمتين فيفي عبده وسُمية الخشاب، وذلك بعدما نشبت خلافات حادة بينه وبين أبطال العمل، جرّاء تعامل مخرج شاب مع فنانتين كبار، ما أدى لحدوث سلسلة من الخلافات وعدم الاتفاق، وعقب اعتذاره عن العمل سارعت الشركة المُنتجة إلى التعاون مع المخرج ياسر زايد، لاستكمال إخراج العمل. 

 

قدّم المُخرج المصري هاني خليفة، اعتذاره عن عدم الاستمرار في استكمال تصوير مسلسل "نسر الصعيد"، الذي جسّد بطولته الفنان محمد رمضان، وعُرض رمضان الماضي، وذلك بسبب الاختلاف على الأجر، بعدما كان قد رحّب بالعمل عند استلامه في أول مرة، واستلم بعض الحلقات المُقرر تصويرها، إلا أن الاختلاف مع الشركة المُنتجة على الأجر جعله يعتذر، وذهب إلى إخراج عمل آخر، وسلّمت الشركة المُنتجة مهمة إخراج المسلسل إلى المُخرج محمد سامي.

 

انسحبت المخرجة المصرية سارة وفيق، من تصوير مشاهد مسلسل "البارون" بطولة الفنان عمرو عبدالجليل، بعدما نشبت خلافات بينها وبين الشركة المُنتجة، في اللحظات الأخيرة، بسبب عدم اكتمال السيناريو.

وتسلمت "وفيق"، 20 حلقة ما قبل التعديل، من أصل 60 حلقة، وهو عدد ضئيل للغاية للبدء في تصوير العمل، ما جعلها تعتذر بشكل رسمي وأبلغت الشركة المنتجة بهذا الشأن، خصوصا أن الجهة المنتجة تستعجل البدء في التصوير، إذ وضعت خطة زمنية مدتها 3 أشهر للانتهاء من الـ60 حلقة، وهو أمر صعب للغاية في الدراما التلفزيونية، ما دعا الشركة المُنتجة لمنح المخرج الشاب أحمد صبحي لاستكمال تصوير المسلسل.

 

تعرّض المخرج سامح عبدالعزيز، مُخرج مسلسل "أرض النفاق"، بطولة الفنان محمد هنيدي، إلى أزمة كبرى عقب ضبطه بحيازة مخدرات في العام الماضي، ما أدى إلى إلقاء القبض عليه وحبسه.

ما جعل الشركة المُنتجة تُكلف المخرج ماندو العدل لتصوير مشاهد المسلسل، حيث كان هناك التزامات وارتباطات مع القنوات لا تستدعي تأخير عرض العمل تحت أي ظرف.

 

ومن ناحيتها، أكدت الناقدة الفنية المصرية، ماجدة موريس، خطورة خوض مشاحنات بين أطراف العمل أثناء التحضير لتصوير عمل فني، وبالأخص إذا كان أحد الأطراف هو مخرج العمل، حيث يعد أحد الأعمدة الرئيسية في أي عمل درامي أو سينمائي.

وأضافت موريس، في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أنه لابد من الحفاظ على هيبة ومكانة المخرج الفني، حتى يخرج العمل الفني بشكل مرضي وممتع ومشوق، حيث إن المخرج هو المتحكم الأول في توزيع الأدوار وحجمها لكل فنان مشارك، وذلك حسب رؤية منه غالبًا تكون صائبة.

 

وأشارت، إلى أن أغلب الخلافات التي تحدث بين المخرجين وأبطال العمل الفني، تُحدث تأثيرًا سلبيًا على شكل العمل في صورته النهائية، وقد تؤدي إلى سقوطه وعدم الالتفات إليه، ما يترتب عليه خسائر إنتاجية عالية.

 

وأيدت انسحاب المخرجة الكبيرة كاملة أبو زكري، من مسلسل "زي الشمس"، بعد محاولات فرض أبطال العمل رأيهم على أحداث العمل، مؤكدة أن رأي ووجهة نظر المخرج لابد من احترامها من قبل الجميع، مهما كانت مكانة النجوم المشاركين في العمل الفني.

ونوّهت، إلى أن انسحاب المخرج واعتذاره بعد تصوير عدد من المشاهد، يضعف من أداء المخرج الذي يلتحق بالعمل مكانه، لافتة إلى أنه في حالة حدوث ظروف طارئة للمخرج تحول دون استكماله العمل الفني، مثلما حدث في مسلسل "أرض النفاق"، فإن هذا أمر مقبول، بعكس الحال عندما يستبعد المخرج جرّاء مشكلة أو اختلاف مع صناع العمل.