استقل زعيم حزب النهضة الاسلامي التونسي راشد الغنوشي الذي يقيم منذ عشرين عاما في منفاه في لندن، الطائرة الاحد في طريقه الى تونس حسبما ذكرت ابنته التي ترافقه لوكالة فرانس برس.
وقالت سمية الغنوشي بعيد الساعة الثامنة بتوقيت غرينتش في اتصال هاتفي مع فرانس برس من بوابة الصعود الى الطائرة في مطار غاتويك في لندن "انه يستقل الطائرة".
ويفترض ان تقلع رحلة الطائرة التابعة لشركة بريتش ايرويز التي تقل الغنوشي في الساعة 8,30 تغ وتصل الى تونس في الساعة 12,25 (11,25 تغ).
وقال ناطق باسم الغنوشي (69 عاما) ان عودته التي تخشى قطاعات عديدة من المجتمع التونسي وخصوصا دعاة تحرر المرأة والاوساط العلمانية لن تجري وسط "احتفالات"، موضحا ان الغنوشي يريد ان ينقل قيادة الحركة الاسلامية الى الشباب.
واضاف ان الغنوشي يريد العودة "كرجل حر" فقط.
وشاركت مئات التونسيات في تظاهرة للتأكيد على عزمهن على الدفاع عن المكاسب التي حققتها المرأة في هذا البلد منذ اكثر من نصف قرن.
وكرست مجلة الاحوال الشخصية منذ صدورها العام 1956 لاول مرة في بلد اسلامي مساواة المرأة بالرجل والزواج المدني، ومنع تعدد الزوجات وحق المراة في طلب الطلاق.
ورفعت متظاهرات شابات لافتات كتب عليها "لا للظلامية نعم للحداثة" و"من اجل جمهورية ديموقراطية علمانية".
وكان الغنوشي اسس في 1981 حزب النهضة مع مثقفين استوحوا مبادئه من جماعة الاخوان المسلمين المصرية. وهو يقول انه يمثل اليوم تيارا اسلاميا معتدلا قريبا من حزب العدالة والتنمية التركي.
وقد غض بن علي النظر عنه عند وصوله الى السلطة في 1987. لكن الحزب قمع بعد انتخابات 1989 بعدما حصلت اللائحة التي يدعمها على اصوات 17 بالمئة من الناخبين.
وغادر الغنوشي تونس حينذاك، متوجها الى الجزائر ومنها الى لندن.
وفي 1992 حكم عليه غيابيا بالسجن مدى الحياة مع مسؤولين دينيين آخرين بتهمة التآمر ضد النظام.
واقرت الحكومة التونسية الانتقالية التي شكلت بعد سقوط بن علي مشروع قانون ينص على عفو عام، يفترض ان يصادق عليه البرلمان.
ولم يصادق البرلمان على النص بعد لكن يفترض الا يشكل ذلك عقبة في طريق عودته.
ويؤكد الغنوشي الذي لم يعد رئيس الحركة الاسلامية انه لن يترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة ويريد تحويل حركته الى حزب سياسي قانوني لليشارك في الاقتراع التشريعي الذي يفترض ان ينظمه الفريق الانتقالي.
وما زال قانون يحظر تشكيل حزب سياسي على اسس محض دينية، مطبقا.