غوارديولا يتمسك بالهجوم... ومورينيو حائر بين الشجاعة والحذر!!

تاريخ النشر: 18 يناير 2012 - 09:42 GMT
البوابة
البوابة

قبل خمسة أسابيع أحاط الغموض الشديد بما يدور في ذهن كل من مدربي ريال مدريد وبرشلونة قبل مباراتهما في الدوري الإسباني في العاشر من كانون الأول الماضي والطريقة التي سيخوض بها قطبا الكرة الإسبانية هذه المواجهة.

ولم يشر أي من المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال والإسباني المتألق خوسيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة إلى الطريقة أو الملامح التي سيكون عليها أسلوب تعاملهما مع المباراة، وكان السؤال الذي دار بأذهان كثيرين وقتها هو النزعة التي سيميل إليها كل منهما، وهل ستكون نزعة "شجاعة أم حذر؟".

والآن، وبعد مرور الأسابيع الخمسة وانتهاء مواجهة الشهر الماضي بفوز جديد ومثير للفريق الكتالوني بنتيجة 3-1، زال الغموض تماماً فيما يتعلق ببرشلونة، وزاد الوضع غموضاً في الريال وذلك قبل لقاء "الكلاسيكو" الجديد بين الفريقين والمقرر اليوم الأربعاء على ملعب سانتياغو بيرنابيو في ذهاب دور الثمانية لكأس إسبانيا.

ويتبع برشلونة وغوارديولا سياسة محددة المعالم وهي اللعب الهجومي سواء اعتمد المدرب على ثلاثة مدافعين أو أربعة، وسواء اعتمد على المهاجمين المتأخرين أو لم يعتمد عليهم.

في المقابل، يواجه مورينيو مأزقاً حقيقياً في ريال مدريد ويحتاج للمفاضلة بين أمرين كلاهما صعب، الأول هو أن يراهن على الشجاعة والمجازفة الهجومية والآخر هو أن يراهن على الحذر في هذه المواجهة الصعبة الليلة، وفي لقاء الإياب الأكثر صعوبة على ملعب كامب نو في برشلونة الأربعاء المقبل.

وأصبح الاستفسار الذي يشغل الجميع حالياً هو هوية الفخ الذي سينصبه مورينيو للإيقاع بمنافسه العنيد غوارديولا هذه المرة بعدما فشل في ذلك مراراً.

وعلى مدار الموسمين الماضي والحالي، نجح مورينيو في تحقيق فوز وحيد على غوارديولا حين قاد الريال للفوز على البارسا في نهائي كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي بهدفٍ سجله البرتغالي كريستيانو رونالدو في الوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي.

والحقيقة أن مورينيو لجأ حتى الآن لتجربة جميع السيناريوهات الممكنة للتغلب على برشلونة ولكنه حقق فشلاً ذريعاً حيث كانت النتائج دائماً معاكسة لما يريده المدرب البرتغالي القدير.

وخاض مورينيو أول كلاسيكو له في 29 تشرين الثاني 2010 ومني خلال هذه المباراة بأسوأ هزيمة له على مدار مسيرته التدريبية حين خسر بخماسية نظيفة على كامب نو.

ثم استعان البرتغالي بتشكيل مفعم بالمهاجمين واللاعبين أصحاب النزعة الهجومية ولكن ذلك لم يسفر إلا عن مزيد من الترنح في مواجهة الفريق الكتالوني العنيد.

وفي نيسان الماضي، دفع مورينيو بمواطنه المدافع بيبي في وسط الملعب كنوع من الحذر والتأمين الدفاعي في نهائي كأس ملك إسبانيا وتسبب ذلك بانتقادات عديدة للمدرب البرتغالي رغم الفوز والتتويج بلقب الكأس.

ولجأ "ذا سبيشل ون" لطريقة أخرى تتسم بالشجاعة في مباراته مع برشلونة بكأس السوبر الإسباني خلال آب الماضي. ونال مورينيو هذه المرة إشادة كبيرة من المحللين رغم خسارة فريقه حيث حرم برشلونة من نسبة كبيرة من خطورته بعدما ضغط عليه في فترات عديدة من المباراة.

ويسعى معظم المحللين الرياضيين حالياً لفك شيفرة الخطة التي سيتبعها مدرب الريال في مباراة اليوم والطريقة التي سيتعامل بها مع هذه المباراة ومباراة الإياب الأسبوع المقبل ليطيح ببرشلونة ويتأهل للمربع الذهبي في رحلة الدفاع عن اللقب الوحيد الذي أحرزه مورينيو مع الفريق حتى الآن.

ولكن فك هذه الشيفرة ليس أمراً سهلاً في ظل غياب الجناح الأيمن ألفارو أربيلوا عن صفوف الفريق الملكي للإيقاف.

ويعاني الريال من أزمة حقيقة في هذا المركز لعدم وجود بديل جاهز لأربيلوا الذي غاب أيضاً عن لقاء الفريقين بالدوري الشهر الماضي عندما خسر الريال على ملعبه 1-3 رغم تقدمه بهدفٍ مبكر بعد 22 ثانية فقط من بداية اللقاء الذي شهد أداءً سيئاً للغاية من البرتغالي فابيو كوينتراو في هذا المركز.

وليس متوقعا أن يعيد مورينيو هذه التجربة، وقد يكون البديل الآخر المتاح أمامه هو الدفع باللاعب الفرنسي لاسانا ديارا.

ولكن ذلك سيحرم مورينيو من الاعتماد على ديارا في تكوين ثلاثي الارتكاز بخط الوسط والمكون من ديارا وتشابي ألونسو والألماني سامي خضيرة، والأخير سيغيب ايضاً عن هذه المواجهة للاصابة.

ويستطيع مدرب تشيلسي وإنتر ميلان السابق الإبقاء على ديارا في ثلاثي خط الوسط مع الدفع باللاعب راؤول ألبيول في الناحية اليمنى.

كما ظهر سيناريو آخر جديد أمام مورينيو في الأسبوع الماضي وهو الدفع بثلاثة مدافعين صرحاء والاعتماد على خطة اللعب 3-5-2، ولكن هذا السيناريو سيثير بالتأكيد العديد من الانتقادات من جماهير الفريق ضد مورينيو.

وقد يقدم مورينيو على أسلوب الشجاعة والمجازفة من خلال الدفع بالثنائي الهجومي المكون من الفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني غونزالو هيغواين سوياً خاصة بعدما أكد هذا الثنائي خطورته في كل مباراة يلعب فيها.

وفي المقابل، تبدو الشكوك والتخمينات أقل كثيراً فيما يتعلق بالأداء وطريقة اللعب المتبعين من برشلونة في المباراة حيث قال غوارديولا: "نحاول دائماً تجربة الأداء المبهر والممتع في الناحية الهجومية وأن نصنع الأهداف، ولذلك، يتسم أسلوبنا بالشجاعة مثلما اعتدنا على ذلك في مبارياتنا باستاد سانتياغو بيرنابيو في المواسم الماضية".

وأضاف أن فريقه يسعى للأداء الهجومي والبحث الدائم عن الأهداف بغض النظر عن النتيجة التي تنتهي إليها المباراة.

ولذلك، لا ينتظر من برشلونة سوى السعي للسيطرة على مجريات اللعب والاستحواذ على الكرة والوصول لمنطقة جزاء المنافس بعدد كبير من اللاعبين دون الاعتماد على مهاجم بعينه والتعامل مع مباريات الكلاسيكو بهدوء، وهو ما نجح فيه غوارديولا حتى الآن بعكس مورينيو.

لمتابعة أحدث أخبارنا عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.