حان وقت العمل بالنسبة للبنوك الإسلامية

لقد وضعت الأزمة المالية العالمية حداً لأيام ذروة النمو التي وصل إليها القطاع المصرفي، حيث تشير النظرة الحالية إلى السوق إلى أن تلك الأيام لن تعود بسرعة. فقد تأثرت البنوك الإسلامية أيضاً، والتي كانت تنمو عادة بمعدلات أسرع من نظرائها التقليديين، بالأزمة المالية العالمية كغيرها من المؤسسات المالية. ومع وجود متسع قليل للنمو الأساسي، يجب الأخذ بعين الاعتبار لعمليات الاندماج والاستحواذ، على أنها مجال للنمو المستدام، وذلك وفقاً لشركة أيه تي كيرني، وهي واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الاستشارات الإدارية ضمن القطاع المالي.
لقد سلطت الأزمة المالية العالمية الضوء على الحاجة لتضامن قطاع البنوك الإسلامية في المنطقة. ويعتبر خروجها من نطاقها الضيق بحيث تصبح رافداً رئيسياً من روافد الأعمال التجارية من التحديات الرئيسية لهذه البنوك وإذا لم تستطع البنوك الإسلامية أن تنجح في ذلك، سيكون المجال المتاح لنموها الأساسي محدوداً، كون السوق في بعض دول مجلس التعاون الخليجي مزدحم بهذه الفئة من المؤسسات المالية وفقاً لأيه تي كيرني.
يقول الدكتور ألكسندر فون بوك، مدير قسم استشارات مجموعة المؤسسات المالية في أيه تي كيرني الشرق الأوسط: "تقوم بعض البنوك الإسلامية حالياً بتحديد الخطط المستقبلية طويلة الأمد، وتضع نصب أعينها فرص النمو بحيث تصبح لاعباً أقوى في المستقبل. وتوفر عمليات الاندماج والاستحواذ سبيلاً لبناء مؤسسات مالية أكثر قوة مع فرص أفضل للمنافسة."
ومن الواضح أن البنوك الإسلامية في حالة تنافس مع البنوك التقليدية وقد استحوذت خلال الأعوام الأخيرة على حصة من السوق من نظرائها التقليدين. وعلى الرغم من أن البنوك التقليدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبقى صغيرة بالمقارنة مع البنوك الدولية الكبيرة، فإن البنوك الإسلامية في المنطقة تعتبر صغيرة بالمقارنة مع نظرائها التقليديين، مما يتركها بدون ميزة الحجم الكبير.
ووفقاً لآخر الأنباء فإن بعض المصارف المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي – وبشكل رئيسي الكويت والإمارات العربية المتحدة – تطلب من البنوك أن تأخذ بعين الاعتبار عمليات الاندماج من أجل تقوية القطاع المصرفي. ومن الواضح أن عدداً من مسؤولي المصارف في المنطقة من ذوي المناصب العالية يشاركونها في هذا الرأي، حيث عبروا عن اهتمامهم بعمليات الاندماج والاستحواذ لتصبح بنوكهم قادرة على مقاومة المنافسة ولها كلمة مسموعة عندما يتعلق الأمر بالشروط المفضلة للاستحواذ. ومن المهم التنويه أنه تم مؤخراً الانتهاء من أول عملية استحواذ محلية لبنك إسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال سنوات، حيث استحوذ بنك إسلامي في البحرين على بنك تقليدي وفي نيته تحويله إلى مؤسسة مالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، كما قام بنك دبي الإسلامي بزيادة حصته في بنك تمويل.
واختتم الدكتور الكسندر فون بوك حديثه قائلاً: "نتوقع أن نرى المزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ تحدث في قطاع البنوك الإسلامية في المنطقة في المستقبل. تحتاج البنوك الإسلامية أن تقوم بذلك بحرص، كون العديد من عمليات الاندماج تفشل في تحقيق أهدافها، بسبب التخطيط أو التنفيذ السيئ وتدمر أكثر مما تخلقه من قيمة. على سبيل المثال، يعتبر وجود سبب منطقي واضح للاندماج مع التلاؤم الجيد والقيادة والتوجيه الجيدان، من العوامل الأساسية لنجاح صفقة الاندماج والاستحواذ. إن إتباع عدد من عوامل النجاح الرئيسية، له دور حاسم بالنسبة للبنوك الإسلامية التي ترغب أن تدير بفعالية الحقائق الاقتصادية الجديدة".