كارنيجي ميلون تحصل على ثلاثة منح من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي تحت برنامج خبرة الأبحاث للعلماء الشباب

ليس العمر إلاَّ برقم, و لكن بالنسبة للدَّكاترة بهرانغ مُهيت, بيتر هانسن, و ثييري سانس, كان العمر عاملا مهما في فوزهم بالمنحة من الدورة الأولى لبرنامج خبرة الأبحاث للعلماء الشباب المقدم من طرف الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي.
تسعى مِنَحُ برنامج خبرة الأبحاث للعلماء الشباب الى بناء رأس مال بشري يدعم العلماء الشباب لبدأ و قيادة بحثهم العلمي. واحدة من معايير الحصول على هذه المنحة هي أن يكون عمر العالم 35 سنة أو أقل: شرط تمَّت تلبيته من طرف كل واحد من أعضاء ادارة علم الحاسوب بكارنيجي ميلون في قطر.
"إنّ هذه لنتائج رائعة تعكس الجودة العالية للبحث العلمي الذي يقوم به الأساتذة الشباب و شركاء أبحاث ما بعد الدكتوراه بكارنيجي ميلون في قطر. أعمارهم لا تزيد عن 35 سنة و كلهم يعملون على مشاريع رائعة ذات تأثير حقيقي على العالم," يقول الدكتور مجد صقر, مساعد العميد في البحث العلمي.
التأثير الحقيقي على العالم الذي يتحدث عنه صقر يمتد من اضافة محتويات باللغة العربية لويكيبديا, الى خلق خرائط ثلاثية الأبعاد باستخدام روبوتات, الى تطوير برامج ويب أكثرا أمناً. لكل هذه المشاريع تأثير كبير على قطر و على العالم بأسره كذلك.
ركز اقتراح مُهيت على اضافة المزيد من المحتويات الى ويكيبيديا باللغة العربية باستعمال آلة للترجمة. "إن اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات استعمالا, لكن عدد و طول المقالات العربية ليس واحدا من العشرين لغة الأكثر استعمالا على ويكيبيديا," يقول مُهيت. "نخطط للقيام بتدريب أنظمة قادرة على ترجمة المقالات الموجودة على ويكيبيديا تلقائيا من الانجليزية الى العربية و تحديد الأجزاء المترجمة جيدا من أجل أن يستعملها كُتَّابُ ويكيبيديا باللغة العربية."
يشتمل مشروع هانسن على تقنية تستعمل الروبوتات من أجل تحديد الموقع و رسم الخرائط في نفس الوقت. مادام نظام تحديد المواقع (GPS) غير فعال أحيانا عندما تكون هناك بنايات و منشآت في طريقه, يقوم هانسن بتركيب انسان آلي به عدة آلات للتصوير, يستعمل هذه الأخيرة من أجل التقاط صور و خلق خريطة ثلاثية الأبعاد لما يحيط به.
بفضل آلات التصوير المتعددة التي يمتلكها الانسان الآلي, يمكنه أن يحدد موقعه و يكتشف ما اذا كان قد حدث تغيير معين منذ الرحلة السابقة التي قام بها لمكان ما. من الممكن أن تصبح تقنية كهذه واحدة من أهم ميزات السلامة بمرافق تحويل الغاز الطبيعي السائل, حيث بإمكان الانسان الآلي أن يقوم تلقائيا بالمراقبة, فحص عدم وجود تسرب للغاز و اكتشاف التغيرات البنيوية.
يركز عمل سانس على شيء يؤثر يوميا على الجميع: أمن الانترنت. حاليا, يعمل سانس على لغة برمجة آمنة للويب اسمها (Qwesst) تساعد على تطوير برامج ويب أكثر أمنا.
بما أن برامج الويب أصبحت أكثر تعقيدا, فإنّه من الصعب التحكم في كيفية نشر البيانات على الأنترنت. يستطيع المهاجمون سرقة معلومات مهمة من خلال استغلال ثغرات ببرامج الويب. سيكون للغة البرمجة الجديدة (Qwesst) نموذج أمن مدمج, يمنح المبرمجين القدرة على التحكم في نشر البيانات و يساعدهم على القيام بالبرمجة بطريقة آمنة.
حصل كل واحد من مُهيت, هانسن و سانس على منح بقيمة 100,000$ سنويا, قابلة للتجديد لمدة يمكن أن تصل الى ثلاثة سنوات. قدَّمت كارنيجي ميلون أربعة من أصل 11 اقتراحا التي تم تقييمها من طرف ثلاثة نقاد مشهورين دوليا. قُدِّمَت ستة منح فقط: ثلاثة لكارنيجي ميلون, اثنتان لجامعة قطر و واحدة لكلية ويل كورنيل للطب.
"قدّمنا أربعة اقتراحات و حصلنا على ثلاثة منح. و من أصل الستة منح التي تم تقديمها, حصلت كارنيجي ميلون على 50%. برأيي هذا ممتاز. بهذه المنح, ستظل كارنيجي ميلون جزءا لا يتجزأ من ثقافة البحث العلمي النامية هنا بقطر," يقول صقر.
كانت الدورة الأولى من برنامج خبرة الأبحاث للعلماء الشباب ناجحة جدا, لدرجة أنَّ الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي قرَّرَ أن تكون هناك دورتا تمويل من هذا البرنامج كل سنة.
خلفية عامة
جامعة كارنيجي ميلون
على مدى ما يزيد عن قرن من الزمن، ظلَّت جامعة كارنيجي ميلون تُلهِم إبداعات تُغَيِّر العالم. كما أن جامعة كارنيجي ميلون، التي تصنّف دوماً بين أفضل وأرقى الجامعات في العالم، تقدم مجموعة من البرامج الأكاديمية لما يزيد عن 12,000 طالب، 90,000 خريج و50,000 جامعة وهيئة تدريسية يتوزعون على فروعها الجامعية في مختلف دول العالم.
تقدم جامعة كارنيجي ميلون قطـر برامجها التعليمية الجامعية ذات المستوى المرموق في العلوم البيولوجيّة، إدارة الأعمال، علم الأحياء الحاسوبي، علوم الحاسوب و أنظمة المعلومات. جامعة كارنيجي ميلون جِدُّ ملتزمة بالرّؤية الوطنية لدولة قطر 2030 من خلال تنمية الشعب، المجتمع، الإقتصاد و البيئة.