حرب الفتاوى تحتدم في السعودية

تاريخ النشر: 01 يوليو 2010 - 04:32 GMT
الشيخ عبدالمحسن العبيكان
الشيخ عبدالمحسن العبيكان

 

رجل دين يفتي بارضاع الكبير وآخر يقول ان الغناء حلال على عكس ما تقوله التيارات الدينية الاكثر تشددا: هكذا تبدو السعودية في خضم حرب فتاوى محتدمة.
رجل دين يفتي بارضاع الكبير وآخر يقول ان الغناء حلال على عكس ما تقوله التيارات الدينية الاكثر تشددا: هكذا تبدو السعودية في خضم حرب فتاوى محتدمة تطرح تساؤلات حول من هي الجهات التي يمكن ان تطلق هذه الاحكام الدينية المحورية، في بلد تحكم فيه الشريعة الاسلامية الشاردة والواردة.
واطراف المواجهة هم رجال الدين المتشددون والتقدميون والقضاة والعلماء، وهم يطلقون الفتاوى او الردود عليها عبر وسائل الاعلام والانترنت في مشهد بات يعرف بـ«فوضى الفتاوى».
ودارت معظم المناوشات حول فتوى رجل الدين المعروف بادائه المتميز للقرآن الشيخ عادل الكلباني الذي كان ايضا اول امام اسود للحرم المكي، معتبرا انه ليس في الاسلام ما يحرم الغناء، مع موسيقى او من دون موسيقى.
واصر على فتواه، لكنه اضطر الى التوضيح بانه لا يقصد الغناء الذي فيه «المجون والاسفاف»، مشيرا الى ان فتواه لا تشمل اغاني الفيديو كليب واغاني كالتي تقدمها الفنانتان اللبنانيتان هيفاء وهبي ونانسي عجرم.
لكنه قال ان نانسي يمكن ان تشملها الفتوى اذا قدمت اغنية «ذات كلمات هادفة».
وكان الشيخ عبدالمحسن العبيكان اثار جدلا واسعا ايضا عبر رأيين كانا بمنزلة فتاوى. في الاول، ايد فكرة ارضاع المرأة للرجل البالغ اذا ما ارادت ان تختلط به في الحلال.
وصدرت ردود فعل غاضبة وهازئة في المملكة والعالم، حتى ان ناشطات نسائيات «هددن» بارضاع السائقين الاسيويين الذين يجدن انفسهن مضطرات للاختلاط بهم من اجل التنقل في السيارات، اذ ان القيادة ما زالت حكرا على الرجال فقط.
والعبيكان الذي يشغل منصب مستشار في ديوان العاهل السعودي وغالبا ما ينظر اليه على انه من الوسطيين في تطبيق الشريعة الاسلامية، اثار غضب المتشددين ايضا عندما افتى بـ«جواز تأخير صلاة الظهر الى آخر وقت لها في المناطق الحارة، وذلك اتباعا للسنة النبوية بالتخفيف عن المسلمين أثناء اشتداد الحر»، وبالتالي الجمع بين صلاتي الظهر والعصر.
واثارت فتاوى الكلباني والعبيكان ردودا من اعلى المستويات.
ورد المفتي الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ على قول الكلباني بان «اذا كان الطبيب الجاهل يمنع من العلاج فكيف بالمفتي الجاهل؟».
وعن فتوى ارضاع الكبير، قال المفتي «لا نتهم المفتي بسوء القصد، لكنها كانت سببا في السخرية بالشرع .. كيف يمكن لشخص ابن اربعين سنة أن يرضع من ثدي امرأة».
ويأمل بعض السعوديين ان تأخذ الفتاوى بحقيقة العصر. وقال المؤرخ والكاتب محمد آل زلفى «نحن جزء من هذا العالم وعلينا ان نبني نظاما قضائيا يلاقي احتياجات العصر».