دول الخليج تحت المطامع الخارجية وتحتاج لتقوية اقتصادها

تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2011 - 11:18 GMT
ان الكونفدرالية هي الطريق الصحيح لمنافسة الاسواق العالمية ومواجهة الضغوطات والتدخلات من الخارج
ان الكونفدرالية هي الطريق الصحيح لمنافسة الاسواق العالمية ومواجهة الضغوطات والتدخلات من الخارج

أكدت الفعاليات السياسية والنيابية أهمية الوحدة الخليجية عبر اعلان (الكونفدرالية) الخليجية، نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة. واعتبر عدد من اعضاء المجلس النيابي ان دول الخليج تقع تحت تهديد الأطماع، وبالتالي فإن اعلان الكونفدرالية يجعلها في مأمن من هذه الاطماع الخارجية المتكررة، فهو حل استراتيجي للمنطقة. وأشاروا الى ان الزمن الراهن هو زمن القوة وليس زمن الدويلات، داعين في ذات الوقت الى العمل الجاد نحو تعزيز الاقتصاد الخليجي.

اكد عضو جمعية المنبر الإسلامية النائب محمد العمادي على ان الكونفدرالية الخليجية اصبحت ضرورة ملحة اكثر من ذي قبل خصوصا بعد الازمات التي مرت بها منطقة الخليج، حيث تعتبر هذه الخطوة من اهم الخطوات التي تتمناها شعوب الخليج ككل لحفظ استقرارها وحمايتها من الاطماع الخارجية.

وقال «ان مستقبل دول الخليج لمواجهة العالم الخارجي ستحدده هذه الكونفدرالية، لأن قوة الدول الان بالتكتلات القوية، حيث تهدف هذه الكونفدرالية على تقوية دول الخليج على جميع الأصعدة سواء السياسية او الاقتصادية، خصوصا بعد ان اصبح الكثير من دول العالم تنظر لدول الخليج على انها مكمن للثروات» واشار العمادي الى ان الوحدة الخليجية هي الحل الاستراتيجي للمشاكل الخليجية والسبيل الأمثل لتطور شعوب المنطقة والتقدم نحو مستقبل أقوى لواجهة الصعاب، مؤكدا انه يتوجب ان تصاحب هذه الكونفدرالية اصلاحات موازية للوحدة من الناحية الاقتصادية والسياسية. واوضح ان البحرين بحكم صغر مساحتها و طبيعة موقعها الجغرافي بحاجة اكثر للوحدة الخليجية وبحكم ما مرت به من ازمات كادت ان تعصف بها، لذلك يجب ان نسعى جاهدين لإعلان هذه الكونفدرالية التي ستحمي دول الخليج بشكل عام ودولة البحرين بشكل خاص من هذه الأطماع الخارجية.

من جانبه، اكد رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس الشورى خالد المسقطي ان قوة دول الخليج في اتحادها ولا يكفل لدول الخليج هذه القوة إلا بإعلان كونفدرالية خليجية تسعى لتقوية هذه الدول على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية. وقال «ان دول الخليج اصبحت مطمعاً من قبل الكثير من الدول فقد آن الأوان كي تؤسس هذه الكونفدرالية التي تحمي دول الخليج من هذه الاطماع الخارجية التي تستهدف امن واستقرار دول مجلس التعاون بشكل عام ومملكة البحرين بشكل خاص». واوضح بان البحرين من اكثر الدول التي تحتاج لهذه الكونفدرالية خصوصا بعد المؤامرات الخارجية التي تعرضت لها في الفترة السابقة.

واشار الى ان التحديات الاقتصادية تحتاج لمثل هذه الكونفدرالية، مؤكدا على اهمية توحيد العملة الخليجية رغم تباين الثروات في الخليج، وان الجذب الاستثماري في دول الخليج سوف يتضاعف عندما تعلن هذه الكونفدرالية مما سيحقق نموا اقتصاديا جيدا لدول الخليج يعود بالنفع على الشعوب من جانب رفع المستوى المعيشي لهم. الى ذلك، قال النائب المستقل حسن الدوسري ان الكونفدرالية في مثل هذه الظروف التي تمر بها الدول العربية هي الحل الأنسب لمواجهة الأطماع الخارجية، مؤكدا ان هذه الكونفدرالية هي التي ستحقق القوة لدول مجلس التعاون، خصوصا وان دول العالم الان لا تعرف إلا لغة القوة، وقوة دول الخليج في هذه الكونفدرالية.

وتابع «ان البحرين اكثر الدول تأثرا بالأطماع الخارجية بشكل عملي، كما وانها اصغر دولة في المنظومة الخليجية ولا يمكنها ان تقاوم بفردها ما يحاك ضدها من مؤامرات لذلك فان الكونفدرالية الخليجية ستضمن لها القوة التي تجعلها تقف في تحدٍ امام القوى الخارجية». واشار الى ان دول الخليج يجب ان تضع امام عينها في هذه الكونفدرالية عدة امور وتبدأ بها مثل الأمور الدفاعية والأمنية والسياسية ومن ثم تتطرق الى امور الطاقة والامور الاقتصادية والاجتماعية والعملة الموحدة التي عجز عنها دول مجلس التعاون.

وأيدت عضو مجلس الشورى الدكتورة ندى حفاظ اقامة كونفدرالية خليجية، وقالت «نحن نريد كل ما يوحد الخليج سواء اتحاد خليجي او كونفدرالية خليجية، خصوصا وان الزمن الحالي زمن اتحاد وليس زمن دويلات صغيرة». وتابعت «ان هذه الكونفدرالية سوف تؤدي الى تقوية الاقتصاد وتقوية الجانب الأمني والسياسي والاجتماعي، مؤكدة انه يجب ان يكون هناك اسراع في الأمور التي يبت فيها فيما يتعلق بتوحيد العملة والجواز الخليجي» كما اكدت انه يتوجب ان يكون هناك استفتاء شعبي لمعرفة مدى تقبل الناس لإقامة مثل هذه الكونفدرالية التي تهدف لحماية دول الخليج من جميع الأطماع الخارجية . واشارت إلى اهمية وجود برلمان خليجي مشترك يهدف لتمثيل جميع شعوب منطقة الخليج ويهتم بكل القضايا المشتركة بين هذه الدول.

وأكد رئيس كتلة البحرين النيابية النائب أحمد الساعاتي ان الكونفدرالية الخليجية هي حلم كل مواطني دول الخليج وان هذا الاتحاد الخليجي كان موجودا قبل الاستقلال، حيث ان الحدود لم تكن موجودة قبل الانسحاب البريطاني وبعد الاستقلال اصبحت هناك دول مستقلة وتربطها علاقات وثيقة سواء بين القيادات او الشعوب وبناء على ذلك تبلورت العديد من المشاريع الخليجية الصناعية والتجارية بشكل ثنائي او جماعي من اهمها شركة طيران الخليج التي كانت تجمع اربع دول و ووكالة انباء الخليج التي جمعت الدول الست وشركة الخليج للبتروكيماويات وبنك البحرين والكويت وبطولة الخليج لكرة القدم، بالإضافة الى العديد من المؤسسات التعاونية الى ان تأسس مجلس دول التعاون لمواجهة التحديات التي فرضتها الحرب العراقية الإيرانية في نهاية 79 والارتفاع في اسعار النفط ودعوات الشعوب الخليجية لتحقيق تعاون وتكامل اكبر في الإطار المؤسسي.

وقال «الآن المنطقة تمر بتحديات سياسية وأمنية واقتصادية تحتم على هذه الدول احداث نقلة نوعية في تعاونها بشكل يتجاوز مجلس التعاون الذي ادى مهمته في تحقيق البنية الخليجية الموحدة من حيث التشريعات والقوانين والتعامل مع المنظمات والتجمعات العالمية والدولية». وتابع «ان الدعوة الشعبية الى الكونفدرالية يجب ان تتماشى مع تطور العصر في ايجاد كيانات كبرى بدلا من دويلات صغيرة ولا سيما ان القاعدة والأساسات التي تقوم عليها دول الخليج متشابهة الى حد كبير، فالنظام السياسي والبنية الاجتماعية والاقتصادية متماثلة بين هذه الدول».

واشار الى ان الكونفدرالية هي الطريق الصحيح لمنافسة الاسواق العالمية ومواجهة الضغوطات والتدخلات من الخارج وستحقق الرخاء والامن والسلام لدول المنطقة، ولكن يجب ان تدرس بشكل علمي وقانوني وقبل ذلك لابد ان تكون هناك ارادة سياسية لتحقيق هذه الكونفدرالية، لأن مشاريع الوحدة المتعجلة وغير المدروسة يكون مصيرها الفشل ونتائج سلبية لا نبتغيها، وكما نعلم ان اي كونفدرالية تتطلب تقديم تنازلات من قبل الدول الأعضاء فيما يتعلق بالسيادة وبعض الامتيازات ولذلك تجنبا لأي انتكاسه لا سمح الله لهذا المشروع ندعو الى التوافق والاتفاق بين قيادات دول مجلس التعاون وشعوبها على ان المصير المشترك يحتم على هذه الدول الانتقال من عصر الدويلات الصغيرة الى الكيانات الكبيرة.

واوضح ان الكونفدرالية الخليجية في حال قيامها يجب ان تتمتع بمميزات كبيرة تؤهلها ان تقف في مصاف الدول والكيانات الكبرى ومن المميزات القوى الاقتصادية التي تتمثل في الاحتياطي النفطي للعالم والذي يشكل حاولي 60% من الاحتياطي العالمي، اضافة للموقع الجغرافي الاستراتيجي المميز حيث ان المنظومة الخليجية تتحكم في مداخل وبحار هامة مثل مضيق هرمز والبحر الأحمر، بالإضافة الى العمق الجغرافي المترامي الأطراف الذي يمتد من تخوم بلاد الشام إلى جنوب بحر العرب.

واكد الساعاتي الى انه يجب الحذر ان لا تكون هذه الكونفدرالية محورا موجها الى جهة ضد جهة حتى لا ينعكس سلبا على شعوب المنطقة وان تكون بنّاءة، وان لا تلغي خصوصية كل دولة، بل نريد لهذا التنوع ان يثري هذه الكونفدرالية والمحافظة على خصوصية كل دولة وتبادل المنافع وليس ان تكون هناك سيطرة لدولة من الدول على بقية اعضاء الكونفدرالية.

وقال «ان مملكة البحرين هي الأصغر من حيث المساحة بين دول الخليج وكذلك الامكانيات المالية وعدد السكان لذلك يجب ان تتساوى جميع الدول الخليجية في الحقوق والواجبات، كما يجب ان تتم الكونفدرالية على مراحل لأننا نريد ان نؤمن لهذا المشروع النجاح والاستمرارية.