رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة يحاضر في الأميركية: الحوار والتعليم هما مفتاح السلام الدائم في المنطقة

بدعوة من معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الاميركية في بيروت، ألقى الجنرال روبرت مود، رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة محاضرة بعنوان: "الإشراف على وقف مؤقت لإطلاق النار والعمل من أجل سلام دائم: هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة". وقد ضم الحضور عدداً من الطلاب ومن أساتذة الكلية ودبلوماسيين.
بداية، تكلّم المدير المساعد لمعهد فارس والأستاذ المساعد في دائرة العلوم السياسية في الجامعة البروفسور كريم المقدسي، فعرّف بالمحاضر، وهو رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، للإشراف على وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.
وقد بدأ الجنرال مود محاضرته بمراجعة تاريخ هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، والتي أنشئت في منتصف العام 1948 بسبب الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. ووصلت أول مجموعة مراقبين منها إلى المنطقة في حزيران من ذلك العام. وقال إنه حالياً يقوم 153 مراقباً من 22 دولة مختلفة تابعين للأمم المتحدة بمراقبة وقف إطلاق النار كما يقومون بمساعدة مختلف الأطراف على تطبيق معاهدة السلام في كل من فلسطين ومصر والأردن وسوريا ولبنان.
وأوضح الجنرال مود أن النجاح العسكري التقليدي يعتمد على عدد الأعداء الذين يطيح بهم الجندي أو عدد القرى التي يحررها، لكن الحال مع الأمم المتحدة مغاير لذلك، مضيفاً: "مع الأمم المتحدة، لا تفرض شيئاً بل تحافظ على استمرار العملية الدبلوماسية. أنت تقوم بالمساهمة في عملية الاستقرار سواء تطلّب ذلك أسبوعاً أو شهراً أو 62 عاماً". وإذ أقرَّ الجنرال مود بأن الوسائل العسكرية هي خيارات محدودة جداً ونادراً ما تنتج الإطار السياسي المرتجى، أردف أنها "إحدى الوسائل، لكنها ليست الوسيلة الوحيدة في الصندوق السياسي" مشدداً بذلك على دور "الوسائل البشرية" و "الحوار" كوسائل أكثر نجاحاً في حل النزاعات. وخلص إلى أن الحوار والتعليم هما أقوى من القوى العسكرية في عمليات حفظ السلام وهما مفتاح السلام الدائم في المنطقة. وفي سياق التشديد على أهمية دور التعليم في عملية السلام قال الجنرال مود: "الطريق نحو السلام الدائم والتنمية تمرّ عبر عقول وقلوب وإطعام الأطفال" في إشارة إلى دور التعليم في عملية السلام. وأضاف الجنرال مود: "السلام المستدام يتم تحقيقه من خلال مؤسسات تعليمية كالجامعة الأميركية في بيروت".
وبعد المحاضرة، وخلال ساعة من الزمن، أجاب الجنرال مود على أسئلة تتعلّق بقوات الأمم المتحدة ودورها في مساعي حفظ السلام في المنطقة. وعلى سبيل المثال، سأل مدير معهد فارس رامي خوري الجنرال مود عمّا أسماه بالأوجه المتعددة" للأمم المتحدة في المنطقة وكيف تتعامل مع أطراف النزاع بوسائل مختلفة. وأضاف: "يُمكن أن تُنتقد الأمم المتحدة بسبب دورها، لكننا نتحسن. أنا أقابل موظفين يافعين وآخرين قدماء متفانين في الأمم المتحدة وهم يحدثون فرقاً كل يوم".
الجدير ذكره أن الجنرال مود الذي ولد في العام 1955، يحمل خبرة تزيد عن 33 عاماً في الشؤون العسكرية، وكان قد شغل منصب رئيس أركان الجيش النروجي قبل تسلمه قيادة أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في مطلع العام 2009. وهو يحمل شهادات عليا من معاهد عسكرية عالمية.
يُذكر أيضاً أن معهد فارس دأب على تقديم محاضرات حول فضّ النزاعات، وجاءت معظم هذه المحاضرات ضمن سلسلة "محاضرات بيل وسالي همبرخت لصنّاع السلام المميزين" وقد ألقاها متميّزون أمثال ألفارو دي سوتو، منسق الأمم المتحدة السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، والدبلوماسي الجزائري السابق الأخضر الابراهيمي، وأمين عام جامعة الدول العربية السيد عمر موسى.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.