رئيس مركز البحوث للتنمية الدولية محاضراً في الأميركية: الفساد وغياب الديمقراطية لا يشكلان عقبات تعترض التنمية

زار رئيس مركز البحوث للتنمية الدولية - كندا الدكتور دايفد مالون الجامعة الأميركية في بيروت واجتمع مع رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور بيتر دورمان ووكيل الشؤون الأكاديمية الدكتور أحمد دلال وأعضاء من الهيئة التعليمية. وتناولت المحادثات سبل تعزيز التعاون على المدى الطويل بين المركز والجامعة. كما قام الدكتور مالون، الذي يتمتع بخبرة ديبلوماسية وسياسية دولية واسعة، ولديه منشورات حول قضايا السلام والأمن، بإلقاء محاضرة بعنوان: "تطور مفاهيم التنمية" في مبنى كولدج هول في القاعة ب 1. وهو قال إن الفساد وغياب الديمقراطية ليسا بالضرورة عقبات تحول دون النمو الاقتصادي، موضحاً إنه لا يوجد نموذج واحد ناجح للتنمية. وأضاف: "اولئك الذين يعتقدون أن هناك نموذجاً واحداً من أجل التنمية في حاجة إلى دراسة الصين والهند".
وأشار الدكتور مالون إلى أن الصين نجحت بتحقيق نمو اقتصادي سنوي ثابت بلغ بين 8٪ و11٪ في السنوات القليلة الماضية، ولا يمكن أن تكون أقل ديمقراطية. وفي الوقت نفسه، وصف الهند على أنها "ديمقراطية فوضوية وفاسدة ومثيرة "، ولكن لا يمكن لأحد أن يشكك في أنها سباقة في تنظيم المشاريع، وأنها أيضا حققت نمواً سنوياً يتراوح بين 6٪ و9٪. وأضاف أن العنف والصراع لا يشلان بالضرورة النمو، مثل ما هو حاصل في سري لانكا والعديد من دول أمريكا الجنوبية.
قال مالون أن الأزمة الاقتصادية والمالية الأخيرة، والتي كانت أزمة "صنعت في الغرب " وبشكل أكثر تحديدا "صنعت في الولايات المتحدة" ، أعاقت نمو اقتصادات الديمقراطيات الغربية ولكن بقي معظم العالم النامي سالماً منها. وأردف:" هذه الازمة هي حافز لتفكير جديد، إنها تلهمنا للتفكير في ما يمكن أن نتعلمه من هذه البلدان النامية". وأضاف مالون أن تطبيق سياسة واحدة على العديد من البلدان هو ممارسة "وهمية وخطيرة"، لافتاً إلى أن خصوصيات كل بلد ينبغي أن تملي هذه السياسات.
وقال الدكتور مالون إنه يعتقد أن التغييرات الحالية ستؤدي إلى ظهور موظفين في القطاع العام أصغر سناً وأفضل تعليماً وأكثر دراية أكاديمياً، للإنضمام الى الحكومات الجديدة.
وأثنى على فرق الأبحاث العالية الجودة في الجامعة الأميركية في بيروت ، مشيرا إلى أن مستوى تمويل مركز تطوير الأبحاث الدولي الكندي للجامعة ليس نموذجياً في المنطقة. وأضاف: "لا يوجد كثيرون مثل الجامعة الأميركية في بيروت في العالم العربي". بعد ذلك قدم البروفسور معتصم الفضل، من الجامعة، نظرة عامة حول التوقعات الحالية والمستقبلية للجامعة الأميركية في بيروت فيما يتعلق بالأبحاث.
وكان الدكتور مالون في جولة اقليمية لاستكشاف مفاهيم جديدة في التنمية والبحث مع شركاء المركز الدولي الإقليميين، بما في ذلك الجامعة الأميركية في بيروت، التي تستفيد بأكثر من مليون دولار ونصف المليون من الدعم المادي للأبحاث الجارية في مجالات التنمية المستدامة، والصحة، والأمن الغذائي والسلامة والبيئة و غيرها.
علماً أن الجامعة هي أيضاً في طور الحصول على موافقة على مشروع بقيمة مليون دولار ونصف المليون لدراسة تأثير تغير المناخ على مستوى سطح البحر واسترساب مياه البحر.
ومركز البحوث للتنمية الدولية - كندا هو من المؤسسات الرائدة في العالم في توليد وتطبيق ما بات يسمّى بالمعرفة الجديدة. والمركز هو مؤسسة عامة أسسها البرلمان الكندي في العام 1970 لمساعدة البلدان النامية على استخدام العلم والتكنولوجيا لإيجاد حلول عملية وطويلة الأجل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تواجهها وذلك عبر إقامة مجتمعات بحثية وأكثر عدلاً ورخاءً. وقد بدأ المركز التعاون الوثيق مع مؤسسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 1971 وافتتح مكتباً إقليمياً له في بيروت في العام 1974. وبعد اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 واستفحالها انتقل مقر المكتب إلى القاهرة في العام 1976. ويشرف هذا المكتب على أنشطة للمركز في عشرة دول، من تركيا إلى المغرب. وقد دعم المركز خلال الثلاثين عام الماضية ما يزيد على 550 مشروعاً للأبحاث.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.