القدس المحتلة- الأناضول- بصعوبة بالغة، يستطيع زوار القدس المحتلة، السير في أسواق بلدتها القديمة، بسبب الازدحام الكبير، الذي تشهده المدينة المقدسة، منذ ساعات فجر اليوم الجمعة، متجهين نحو المسجد الأقصى والمساجد المجاورة داخل أسوار القدس، لأداء صلاة الجمعة الأولى من رمضان.
وبدت ملامح السعادة على التجار المقدسيين، بفعل الحركة النشطة والقوة الشرائية للزوار القادمين من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ومدن فلسطين الداخل (48)، بعد أداء الصلاة. وكانت هيئة الشؤون المدنية والارتباط الإسرائيلي، أعلنت نهاية الأسبوع الماضي، عن رزمة «تسهيلات»، تقضي بمنح تصاريح، بدءاً من مطلع رمضان حتى نهاية عيد الفطر، إضافة إلى قبول طلبات لأداء صلاة الجمعة لمواطنين من قطاع غزة.
وقال محافظ القدس، عدنان الحسيني، إن التجارة واحدة من أهم أعمدة صمود المقدسيين حتى اليوم، «ونحن بحاجة إلى حركة كثيفة وقوة شرائية من قبل المواطنين من تجار القدس».
وأضاف خلال اتصال هاتفي مع الأناضول أن «الوضع الاقتصادي والسياحي للمدينة شهد تدهوراً كبيراً منذ العام الماضي، في أعقاب إحراق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، وما تبعه من أحداث أمنية إضافة إلى العدوان على غزة، وهذا أثر بشكل مباشر على التجارة المقدسية، وعلى حركة السياح».
وتابع، أنه «بإمكان المواطنين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة ومدن الداخل، أن يعوضوا جزءاً من الخسائر التي لحقت بالاقتصاد المقدسي بسبب ضعف القوة السياحية»، مشيراً إلى أن الشراء من الأسواق المقدسية يعتبر شكلاً من أشكال المقاومة في المدينة.
وأبدى تجار مقدسيون، خلال لقاءات متفرقة مع مراسل الأناضول، الجمعة، تفاؤلهم بموسم رمضان للعام الحالي، داعين أن تبقى زيارات فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة دائمة إلى القدس.
واستذكر التجار، الجمعة الأولى من رمضان للعام الماضي، مشيرين إلى أن الحواجز العسكرية التي نصبها الجيش الإسرائيلي في محيط المدينة، قلصت من عدد الزائرين، «بينما يعتبر العام الجاري أفضل بكثير على مستوى الأعداد والحركة في أسواق المدينة».
وحول أسعار السلع، أكد محافظ القدس الحسيني، على ضرورة تنفيذ توازن في الأسعار، وضرورة أن يحقق التجار هامش ربح معقولا، في عمليات البيع، «لا نريد أن يكون رمضان موسم استغلال بقدر ما هو موسم لتنفيذ الخصومات الحقيقية على السلع، حتى تجد إقبالاً من المستهلكين».
