يعقد العرب آمالا كبيرة على تونس بعد الخسارة الثلاثية لمنتخبات السعودية ومصر والمغرب في الجولة الأولى بمجموعاتها.
فقد كانت رحلة تأهل منتخب نسور قرطاج مميزة خلال التصفيات الإفريقية، حيث بدأها ضيفاً على منتخب موريتانيا في المرحلة الأولى، وتغلب عليه بهدفين لهدف، وجدد فوزه بنفس النتيجة إياباً ليبلغ المرحلة النهائية من التصفيات.
وشارك منتخب تونس ضمن المجموعة الأولى النهائية إلى جانب منتخبات الكونغو الديمقراطية وليبيا وغينيا، وتصدر برصيد 14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين دون أيّ هزيمة، وأحرز 10 أهداف وتلقى 4.
ويمتلك نبيل معلول المدير الفني لمنتخب تونس خبرة كبيرة في عالم التدريب، كما يضم الفريق في صفوفه مجموعة من اللاعبين المميزين أبرزهم نعيم السليتي وكريم العريبي وفخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي ووهبي الخزري وغيرهم.
وقال علي معلول، نجم المنتخب العربي الإفريقي أنه استعاد كامل عافيته، قبل مواجهة نظيره الإنجليزي: “أنا الآن بصحة جيدة، وجاهز للمشاركة أمام إنجلترا، لكن الخيار الأخير يبقى للمدرب، وعلى كل حال، سواء لعبت أنا أو غيري، فالمهم أن يحقق منتخب تونس نتيجة إيجابية”.
وتابع لاعب الأهلي المصري: “قمنا بالتحضيرات اللازمة للمواجهة، درسنا منتخب إنجلترا جيداً، وسنحرص على أن تكون بدايتنا في اللقاء موفقة، وأن ننجح في مباغتة منافسنا بهدف مبكر”.
وبخصوص هزيمة نسور قرطاج أمام إنجلترا، في مونديال فرنسا 1998، قال الظهير الأيسر: “منتخب إنجلترا 1998 ليس نفسه في 2018.. الكثير من الأشياء تغيرت، حتى طريقة اللعب.
“عرفنا نقاط قوة إنجلترا، ونقاط ضعفها، وسنحاول استغلالها على الوجه الأكمل، المهم أن نعرف كيف ندخل اللقاء، وبحول الله سنخرج بنتيجة إيجابية نسعد بها كل التونسيين”.
على الجانب الآخر، يدخل منتخب إنجلترا المباراة بأحلام كبيرة، وآمال أكبر بمواصلة المشوار والوصول للقب غاب عنه منذ سنوات طويلة، خاصة وأنه يمتلك جيلاً مميزاً وشاباً، وستكون هذه المشاركة الـ 15 لمنتخب الأسود الثالثة في المونديال.
تمكّن منتخب إنجلترا من التأهل للعرس العالمي بعد إنهاء التصفيات بشكل جيد بتحقيق ثمانية انتصارات وتعادلين دون أي هزيمة، ليتأهل من المركز الأول مبكّراً.
وتصدر منتخب الأسود الثلاثة قائمة المجموعة السادسة لتصفيات قارة أوروبا برصيد 26 نقطة، وأحرز 18 هدفاً وتلقى 3 أهداف فقط.
ويمتلك غاريث ساوثغيت المدير الفني مجموعة من اللاعبين المميزين، أبرزهم هاري كاين وإيريك داير وفيل جونز وغاري كاهيل وجيمي فاردي وديلي آلي وغيرهم من النجوم.
وستكون مواجهة اليوم الثانية بين المنتخبين في المونديال، حيث سبق لهما أن التقيا في نسخة عام 1998، وفاز الإنجليز وقتها بهدفين دون رد سجلهما آلان شيرار وبول سكولز.
ويؤكد جيسي لينغارد أن منتخب بلاده لن يهاب أي منافس في كأس العالم في الوقت الذي يقول فيه كاين أن على فريقه أن يتحلّى بالشجاعة.
بصرف النظر عن الكلمات الرنانة، فإن مثل هذه العبارات تسجل بداية عصر جديد لمنتخب الأسود الثلاثة.
ويعد المدافع كاهيل الوحيد في المنتخب الإنجليزي الذي يمتلك أكثر من 40 مشاركة دولية، حيث يبلغ متوسط أعمار اللاعبين أقل من 26 عاماً.
وقال كاين قائد المنتخب الإنجليزي: “هدفنا أن نتحلى بروح المغامرة وبالشجاعة، هذا ما نحاول غرسه في الفريق.
“نأمل أن نخوض هذه البطولة بروح عالية، ستكون هناك لحظات صعبة، لكننا نسعى للفوز بأول مباراة ثم نستهدف التي تليها، وأن نقدّم مستوانا المعهود في كأس العالم”.
ولم يتعرض المنتخب الإنجليزي لأي هزيمة منذ خسارته أمام منتخب آيسلندا، فيما خسر منتخب تونس أمام نظيره الإسباني 0-1 ودياً قبل المونديال، لتنتهي المسيرة الخالية من الهزائم لنسور قرطاج والتي استمرت تسع مباريات.
ولم يكشف ساوثغيت عن قائمته للمباراة، لكن فابيان ديلف أكد أن زملاءه لديهم فكرة واضحة عما سيحدث.
بدوره، يدخل منتخب بلجيكا مباراته الأولى في مونديال روسيا أمام نظيره البانامي ضمن الجولة الأولى من مباريات المجموعة السابعة بتشكيلة تغلب عليها الموهبة.
ويعوّل منتخب بلجيكا روبرتو مارتينيز على قوة ضاربة متمثلة في روميلو لوكاكو نجم مانشستر يونايتد، وكيفين دي بروينه نجم مانشستر سيتي، وإيدين هازارد نجم تشيلسي.
وإن جازت المقارنة، فإن المنتخب البلجيكي أفضل على الصعيد الفردي من منتخب البرتغال بطل أوروبا والذي فرض تعادلاً مثيراً على نظيره الإسبانيي 3-3 في المجموعة الثانية.
حتى الآن، فإن منتخب بلجيكا مرشح لكي يكون الحصان الأسود للمونديال ولم يتم ترشيحه أبداً للقب، لماذا؟ الأمر كله يرجع إلى التاريخ.
على عكس المنتخبات المرشحة البرازيل وألمانيا والأرجنتين وفرنسا وإسبانيا، لم يفز منتخب بلجيكا بأي بطولة كبرى وكانت أفضل إنجازاته وصافة كأس أوروبا عام 1980.
وضم منتخب بلجيكا تشكيلاً مذهلاً أيضاً في يورو 2016، لكنه خرج من ربع النهائي على يد غريمه الويلزي بعد سلسلة من العروض الباهتة وشائعات حول حدوث انقسام داخل الفريق.
كما أثيرت حالة من الجدل بعد تدخل قوي من دي بروينه على عدنان يانوزاي خلال تدريبات الفريق، لكن مارتينيز أكد أن هذا يظهر حجم العزيمة لدى فريقه على الفوز باللقب.
ويأمل منتخب بلجيكا في تحقيق الاستفادة القصوى أمام منتخب باناما اليوم رغم غياب قائد الدفاع فينسان كومباني بسبب الإصابة.
وكان صاحب الـ 32 عاماً الغائب الوحيد عن تدريبات بلجيكا الخميس الماضي بعدما تعرض لإصابة في الفخذ قبل أسبوعين.
وعانى توماس فيرمايلين قلب دفاع برشلونة من إصابة في أوتار الساق الشهر الماضي.
وهناك مهلة أمام مارتينيز حتى اليوم لاستبعاد كومباني من قائمته في المونديال واستبداله بلوران سيمان.
ويخوض منتخب باناما أول مباراة له على الإطلاق في كأس العالم اليوم.
وتزامنت الحملة الناجحة للتأهل إلى كأس العالم مع مقتل لاعب الوسط آميلكار هنريكيز في أبريل 2017.
ولا يضم منتخب باناما تحت قيادة هيرنان داريو غوميز، عدداً كبيراً من النجوم، لكن فيديل إسكوبار مدافع نيويورك ريد بولز يعد أبرزهم.
وخسر منتخب باناما 0-6 أمام منتخب سويسرا، و0-1 أمام منتخب النرويج ودياً، مما يرجح بأنه لن يكون خصما صعباً أمام بلجيكا، لكن التجربة التي حدثت قبل عامين أمام ويلز بمثابة درس ينبغي التعلم منه.
