في الوقت الذي استيقظ فيه العالم على كارثة إعصار ساندي الذي ضرب الولايات المتحدة الأميركية، ما زال الشارع الكروي في إيطاليا يستيقظ كل صباح على فضيحة جديدة من سلسلة فضائح إعصار "كالتشيوسكوميسي" الذي يضرب بقوة بين الحين والآخر في البطولة المحلية.
إعصار كالتشوسيكوميسي متعلق بفضائح المراهنات وأخطاء الحكام القاتلة في الدوري الإيطالي، وهو الإعصار الذي عاد ليضرب مجدداً مع انتهاء مباريات الجولة السابقة في الكالتشيو.
وكان اللافت أن فضائح إعصار كالتشيوسكوميسي دفعت عدداً من وسائل الإعلام العالمية والأوروبية لفتح ملفات التحقيق السوداء.
وكانت البداية من جانب صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، والتي وصفت دوري بلادها بأنه المسابقة المحلية الأوروبية الوحيدة التي تستعين بمراقبين إضافيين، وهو ما يسانده بشدة ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي الذي على حد وصف وتأكيد الصحيفة الإيطالية، أخفق في إنهاء القرارات التحكيمية المثيرة للجدل التي جعلت فرقاً مثل كاتانيا ولاتسيو وروما تصب جام غضبها على التحكيم ووضعت يوفنتوس في موقف المدافع عن النفس.
ونقلت لا ستامبا عن أنتونيو بولفيرينتي رئيس كاتانيا تصريحاته النارية بعدما أطهرت الإعادة التليفزيونية أن فريقه حُرم من هدف صحيح في الشوط الأول من مباراته على أرضه أمام يوفنتوس والتي خسرها في النهاية بهدف دون رد أحرزه لاعب الوسط التشيلي آرتورو فيدال لليوفي في الشوط الثاني؛ حيث طالب بولفيرينتي من أندريا آنييلي رئيس يوفنتوس التخلي عن النقاط الثلاث وإعطاء مثل للعب النظيف والشفافية.
وقال بولفيرنتي الذي صرح يوم الأحد أن مقعد بدلاء البيانكونيري تحرش بالحكم أنه إذا أراد آنييلي إصلاح كرة القدم كما يدعي فإنه يمكنه أن يبدأ بأسهل طريقة ممكنة بأن يأمر فريقه بالتخلي عن النقاط الثلاث.
ووافق جيوسيبي ماروتا مدير الكرة في يوفنتوس على أن هدف كاتانيا كان يتعين احتسابه لكنه نفى أن يكون ناديه قد مارس أي ضغط على الحكام.
وقال ماروتا في مقابلة مع الصحيفة: "يوفنتوس فريق بطولات وحتى لو احتسب هذا الهدف لم يكن أحد يستطيع التنبؤ بأن المباراة ستنتهي بهذه
الطريقة".
وتابع: "أنفي أن يكون لاعبونا هم الذين دفعوا الحكم لإعادة التفكير في قراره، رفع المساعد الراية وقت الهدف بداعي التسلل".
وكان يوفنتوس عوقب بالهبوط عام 2006 بسبب وقائع فساد مرتبطة بالتحكيم.
كذلك كان لنادي روما الذي خسر 3-2 على أرضه أمام اودينيزي أيضاً موقف مماثل نقلته مجلة "سيكيكا" المتخصصة في الكرة الإيطالية؛ حيث قالت المجلة أنه من حق روما الغضب إزاء ركلة جزاء سجل منها أنتونيو دي ناتالي هدف الفوز لصالح لاتسيو، ونقلت عن التشيكي زدنيك زيمان مدرب روما أن هذا اليوم كان كان يوماً سيئاً للحكام وليس للاعبين، وتابع: "يقولون أن الحكام لا يستطيعون حسم نتيجة بطولة، لكني اعتقد أنهم يستطيعون".
وتابع: "فيما يتعلق بكاتانيا تغيرت النتيجة من 1-0 إلى 0-1".
وكان لاتسيو قد استشاط غضباً بدوره بعدما ألغي هدف لستيفانو ماوري أمام فيورنتينا الذي كان متقدماً 1-0 وقتها ليظفر بنقاط الفيولا لاحقاً بنقاط المواجهة الثلاث.
وقال المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش: "سيطرنا في الشوط الثاني على المباراة حتى صارت القرارات ضدنا، الهدف لم يكن تسللاً بشكل واضح".
وفاز فيورنتينا بالمباراة في النهاية بهدفين دون رد وطرد لاعبان من لاتسيو في آخر 15 دقيقة.
الأزمات ليست جديدة علي كرة القدم الإيطالية؛ حيث قالت "ذا غارديان" البريطانية تحت عنوان: "الفساد هو المرادف الحقيقي لكرة القدم في إيطاليا".
فضيحة أخرى عن الكرة الإيطالية تحدثت عنها صحيفة "فوتبول وورلد" نقلاً عن مجلة "توتلاكتيال دي فوتبول" الإيطالية، حيث نقلت الصحيفة عن رئيس الشرطة في إيطاليا قوله أن الكرة الإيطالية على موعد مع فضيحة جديدة تضاف إلى تلك التي عصفت بها منتصف العقد الماضي، وأدت لتجريد يوفنتوس من لقب الدوري عامي 2005 و2006، وإنزاله إلى الدرجة الثانية، والأخرى الأكثر حداثة، والتي أدت في الأشهر القليلة الماضية إلى إيقاف ومعاقبة العديد من اللاعبين والمدربين والإداريين والأندية على حد سواء.
وجاء الحديث عن الفضيحة الجديدة التي تضاف إلى فضيحتي "كالتشيوبولي" و"كالتشيوسكوميسي" أو حتى "توتونيرو" عام 1980، والتي أدت إلى إنزال ميلان ولاتسيو إلى الدرجة الثانية، وإيقاف باولو روسي قبل الإعفاء عنه قبيل مونديال 1982، على لسان رئيس الشرطة في البلاد أنتونيو كامانييلي، الذي كشف خلال مؤتمر للإنتربول في روما أن هناك نية لكشف النقاب عن المزيد من الأسرار، وذلك بحسب وكالة "انسا".
ولم يعط كامانييلي المزيد من التفاصيل، واكتفى بالقول: "هناك المزيد من التطورات التي قد يكشف النقاب عنها، وهناك احتمال أن تعطينا هذه التطورات المزيد من الإجابات، إجابات قد يكون وقعها أكثر صدمة".