إعلان رحيل أغويرو عن سيتي يؤكد خلافه مع غوارديولا

تاريخ النشر: 31 مارس 2021 - 11:05 GMT
سيرجيو أغويرو
سيرجيو أغويرو

جاء الإعلان عن رحيل المهاجم سيرجيو أغويرو، عن مانشستر سيتي، متصدر الدوري الإنجليزي، مع نهاية عقده هذا الموسم، بمثابة صدمة لمحبيه من جماهير النادي وتأكيد لوجود خلاف مع المدير الفني جوسيب غوارديولا.

وأكد سيتي أنه لن يقدم عقداً جديداً لأفضل هدافي النادي عبر تاريخه، وأن الدولي الأرجنتيني سيرحل في الصيف، لتتضح رؤية غوارديولا الذي أخرج النجم الأرجنتيني من حساباته.

كان أغويرو قد انضم إلى سيتي قادماً من أتلتيكو مدريد عام 2011، وسجل 257 هدفاً في 384 مباراة بمختلف المسابقات، جعلت منه أفضل هداف في تاريخ النادي.

تراجع دور أغويرو مع سيتي هذا الموسم بعد إصابة اللاعب البالغ 32 عاماً، بفيروس «كورونا» في يناير 2021 في موسم تعرض خلاله لعدد من الإصابات منعته من خوض أكثر من 3 مباريات بقميص فريقه خلال تلك الفترة.

وسجل الأرجنتيني هدفاً أمام فولهام 3-0 في المرحلة 28 من الدوري في الموسم الحالي، بعد صيام عن التهديف لـ13 مباراة متتالية (641 دقيقة من اللعب و24 تسديدة) وهو الأول له في الدوري منذ يناير 2020 وتحديداً بعد 417 يوماً، والـ257 في 10 أعوام مع النادي.

واعتمد غوارديولا بشكل أساسي على المهاجم غابرييل جيزوس هذا الموسم وعندما سُئل الأسبوع الماضي إذا ما كان يرغب في بقاء أغويرو لفترة أطول في ملعب الاتحاد، أجاب المدرب: «كإنسان وكشخص، وحتى كلاعب، بالطبع، لكن علينا أن نرى ماذا سيحصل في نهاية الموسم... لا يمكننا أن ننسى المدة التي غاب فيها. لقد بدأ يتحسن. أعلم أنه يحتاج إلى مزيد من الدقائق للوصول إلى أفضل حالة له، لكننا ربما لسنا في الوقت الحالي نملك فرصة منحه الدقائق من أجل (مجرد منحه) الدقائق».

وعلق ميكا ريتشاردز، مدافع مانشستر سيتي السابق، على خبر رحيل أغويرو قائلاً: «أنا محبط بشدة، إنها أنباء محبطة جداً. إنه تقريباً أفضل مهاجم على الإطلاق ظهر في الدوري الإنجليزي الممتاز. أنا أضعه إلى جانب آلان شيرر وتييري هنري ضمن أفضل ثلاثة بالنسبة لي».

وأضاف: «رأيت مؤشرات على حدوث ذلك بداية هذا الموسم. أعرف أنه يعاني من مشكلات في الركبة وبعض هذه الأمور، لكن حتى عندما يكون لائقاً فإن غوارديولا لا يمنحه الفرصة ليلعب في التشكيلة الأساسية».

وبنفس القدر من الإحباط عبّر بول ديكوف مهاجم مانشستر سيتي السابق عن حزنه لسماع خبر رحيل أغويرو عن الفريق، وقال: «إنه من بين أفضل من لعبوا للنادي ويحمل لقب الهداف التاريخي لسيتي. من أول دقيقة حضر فيها في 2011، عندما سجل هدفين أمام سوانزي، ندرك أنه صاحب موهبة استثنائية، كان يجب تكريمه مثل دافيد سيلفا وفينسان كومباني والسماح ببقائه في النادي أطول فترة ممكنة... هو ليس فقط من عظماء مانشستر سيتي بل من أعظم لاعبي الدوري الممتاز على مدار تاريخه».

وحتى من خارج سيتي علّق روبي فاولر، مهاجم ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق، قائلاً: «يستحق بعض اللاعبين... كل الثناء الذي يحصلون عليه، ونحن سنفتقد متابعة هذا الأسطورة في الدوري الإنجليزي الممتاز».

وقال غاري لينيكر، المعلق الرياضي ومهاجم إنجلترا السابق: «منح أغويرو مشجعي كرة القدم في هذه البلاد الكثير ليتذكروه، الأهداف والمكر وأعظم لحظات الدوري الإنجليزي الممتاز. لعبت بشكل رائع، وكل التمنيات الجيدة لك في المستقبل. شكراً لك على كل شيء، وأتمنى لك كل التوفيق».

بدوره قال مايكل أوين، مهاجم ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق: «أغويرو من بين الأفضل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. لا أتخيل رحيله عن مانشستر سيتي في نهاية الموسم. ما أجمل هذا اللاعب. إنه كان من الممتع متابعته».

وأشار رئيس سيتي خلدون المبارك، أنه سيحتفظ بخطابات الوداع حتى يغادر أغويرو فعلاً، لكنه كشف أنه أمر بتجهيز تمثال للمهاجم الدولي الأرجنتيني سيتم وضعه في مقدمة ملعب الاتحاد.

وقال المبارك: «لا يمكن إحصاء مساهمة أغويرو في مانشستر سيتي على مدى الأعوام العشرة الماضية، ستبقى أسطورته محفورة بشكل لا يُمحى في ذكريات كل عاشق للنادي ولكرة القدم بوجه عام. ليس هو الوقت المناسب لكلمات الوداع أو الخطابات. ما زال هناك الكثير لتحقيقه»، في إشارة إلى الجبهات الأربع التي ما زال فريق سيتي يحارب عليها حيث بات لقب الدوري شبه محسوم، بانتظار اللقب الأول في مسابقة دوري أبطال أوروبا، إلى جانب الفوز بالكأس المحلية وكأس رابطة الأندية المحترفة.

وأردف قائلاً: «في الوقت الحالي، يسرني أن أعلن أننا سنكلف فناناً لعمل تمثال لسيرجيو بهدف وضعه في ملعب الاتحاد».

كما لمحت مصادر مقربة من سيتي إلى أن النادي يخطط لحفلة وداع لمهاجمه عقب آخر مباراة له في الدوري الممتاز أمام إيفرتون في 23 مايو المقبل.

ومن المنتظر أن يعطي رحيل أغويرو عن مانشستر سيتي إشارة بدء سباق لضم أبرز موهبة هجومية في أوروبا وهو إيرلينغ هالاند، هداف بوروسيا دورتموند.

وكان هالاند، 20 عاماً، الذي يعد على نطاق واسع هدف سيتي الأول، قريباً من الانضمام للغريم المحلي مانشستر يونايتد في يناير من العام الماضي قبل انتقاله إلى دورتموند، وما زال النادي الذي يقوده أيضاً المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير مهتماً بضمه ويتابعه منذ كان ناشئاً في نادي مولده.

ويملك هالاند سجلاً غير عادي في تسجيل الأهداف. ومنذ انضمامه إلى دورتموند من ريد بول سالزبورغ أحرز المهاجم النرويجي 49 هدفاً في 49 مباراة في جميع المسابقات منها 12 هدفاً في ثماني مباريات بدوري أبطال أوروبا.

في العام الماضي كان هالاند متاحاً مقابل 20 مليون يورو فقط قيمة الشرط الجزائي في عقده مع سالزبورغ، ونظراً للعلاقة التي تجمع سولشاير وهالاند، كان يونايتد واثقاً من ضم أبرز المهاجمين بمقابل زهيد، لكن تدخل مينو رايولا وكيل أعمال اللاعب، الذي يرتبط بعلاقة متوترة مع النادي، جعله يحوّل وجهته إلى دورتموند.

واعترف رايولا قبل يومين بأنه يعتقد أن هذه الخطوة ربما كانت خاطئة، وقال: «في مسألة هالاند الكل أخطأ. فعل أشياء بسرعة لم يتخيلها أحد، ربما كنت حذراً للغاية عندما قلت ‬لننتقل إلى دورتموند».

وأضاف: «أنا واثق بنسبة 100% والكل مقتنع بأن بوسعه الانتقال لأي نادٍ يرغب فيه».

وسيدخل مانشستر سيتي الآن في سباق مع يونايتد لضم هالاند المرغوب أيضاً في ريال مدريد.

ويأمل سيتي الاستفادة من أن والد هالاند «ألف - إنجه» سبق له اللعب للنادي وربما يدفعه للسير على خطاه.