لم يحتج الأرجنتيني إيريك لاميلا لأكثر من أشهر حتى يثبت أنه صفقة رابحة بكافة المقاييس لنادي روما بعد تألقه اللافت هذا الموسم بعكس إطلالته الخجولة خلال موسمه الأول.
وكان الجميع في روما يراقب عن كثب تطور مستوى الشاب الأرجنتيني المرشح لأداء دورٍ كبيرٍ مستقبلاً.
إيريك لاميلا... اسم كان مجهولاً بالنسبة لكثيرين عند قدومه في صيف 2011 إلى روما، البعض رسم علامات استفهام حول هذه الصفقة التي أبرمها نادي العاصمة مع لاعب يافع بعد أن كانت المطالبات بإبرام تعاقدات مع نجوم من الفئة الأولى، وما زاد من حيرة جماهير الجيالوروسي أن الشاب الأرجنتيني لم يبرز في موسمه الأول تحت قيادة المدرب الإسباني لويس إنريكه مسجلاً أربعة أهداف فقط في الدوري الإيطالي وهدفين في مسابقة الكأس.
وبدا الأرجنتيني البالغ 19 عاماً وقتها والمنتقل من ريفر بلايت مقابل 15 مليون يورو، يافعاً بالنسبة لفريق كروما ولدوري بحجم البطولة الإيطالية، الا أن لاميلا لم ينتظر سوى أشهر معدودة حتى يثبت أنه أكبر من عمره.
فبعد 18 جولة في السيري أ، نجح هذا الشاب بتسجيل 10 أهداف في 14 مباراة لعبها بقميصه وبالتحديد في 1011 دقيقة ليحل ثالثاً في صدارة ترتيب الهدافين خلف الأوروغوياني إيدينسون كافاني مهاجم نابولي (12 هدفاً في 1246 دقيقة)، وستيفان الشعراوي مهاجم ميلان (14 هدفاً في 1507).
الكل يتحدث حالياً في روما عن هذه الموهبة التي فرضت نفسها بقوة هذا الموسم ليس في العاصمة فحسب بل في إيطاليا ككل.
في المباراة الأخيرة، ألهب لاميلا حماسة جماهير الجيالوروسي في ملعب أولمبيكو الشهير عندما قاد الفريق للفوز على ميلان 4-2 بتسجيله هدفين.
ولا يخفى أن التطور السريع في مستوى لاميلا منذ انطلاق الموسم الحالي عائد بالدرجة الأولى إلى المدرب التشيكي زدينيك زيمان صاحب الفكر الهجومي والذي أعطى الفرصة للشاب الأرجنتيني مطلقاً له الحرية في وسط ميدان روما، وذلك كما فعل قبلاً مع النجم فرانشيسكو توتي عام 1997، فضلاً عن أن رحيل الإسباني بويان كيركيتش، على سبيل الاعارة إلى ميلان كان عاملاً مساعداً في بروز لاميلا ليغتنم الفرصة على أكمل وجه مفجّراً موهبته بقوة في ملاعب إيطاليا.
وبالفعل، من يتابع روما لا بد أن يتوقف عند موهبة هذا الشاب الأرجنتيني، إذ إنه يمتاز بمهارة فنية عالية وقدرة على التحكم بالكرة وايصالها بالشكل المطلوب إلى الزملاء، واجادة للعب في مركز صانع الألعاب أو على الرواقين أو حتى في المقدمة، هذا فضلاً عن تسديداته اليسارية المحكمة التي لا تخطئ الشباك إلا نادراً.
كثيرون شبهوا "إل كوكو" (كما يلقب لاميلا) بمواطنه خوان رومان ريكيلمي، الا أن الشاب العاشق لأسطورة بلاده دييغو أرماندو مارادونا يتمنى السير على خطى النجم الايطالي أندريا بيرلو لاعب وسط يوفنتوس.
إذاً، قصة جميلة ينسجها لاميلاً حالياً في العاصمة الإيطالية، ويكتب النجم الأرجنتيني الشاب هناك فصلاً جديداً من فصول تألق الأرجنتينيين مع نادي روما على وجه الخصوص، حيث مرت عليه أسماء لامعة كثيرة يكفي ذكر منها أبيل بالبو وكلاوديو كانيجيا وبالتحديد غابرييل باتيستوتا.
الأهم من كل هذا أن جماهير روما تعيش حالة من الاطمئنان التام حالياً على ناديها مع قرب اعتزال توتي، إذ باتت ترى في لاميلا خليفة لـ "الملك"، وأكثر، فثمة في العاصمة الإيطالية من بدأ يهمس: لاميلا أفضل من توتي عندما كان الأخير يبلغ العشرين من عمره.
المهمة الأصعب
بقدر ما تبني جماهير روما آمالاً على إيريك لاميلا، فإن مشجعي الأرجنتين يأملون بأن يبرع "إل كوكو" في مركز صناعة الألعاب لتخفيف الضغط عن ليونيل ميسي، خصوصاً أن خافيير باستوري لم ينجح كثيراً فيه، وهذا ما ينطبق في مرحلة سابقة على لاعبين مثله توسم بهم الجمهور خيراً كأندريس داليساندرو وآرييل أورتيغا وبابلو آيمار.