يتطلع برشلونة وريال مدريد لاستكمال الموسم وسط تحديات كبيرة قد تربك حساباتهما في نيل لقب الدوري الإسباني.
إضافة إلى الفترة القصيرة المسموح بها للأندية لإعداد لاعبيها بدنياً، برزت أزمة اللعب خارج القواعد كمشكلة مؤرقة لكلا الناديين.
ويستعد القطبان لاستئناف الدوري بعد أسبوعين وسط مخاوف من سيناريوهات مختلفة قد تربك وضعيتهما في التتويج بلقب هذا الموسم الاستثنائي.
وفيما تظل مسألة خوض المباريات خارج القواعد مشكلة مؤرقة لعملاقي إسبانيا، فإن عدم تخصيص وقت كاف من أجل التحضير للعودة يعتبر مخاطرة أيضاً لاقت انتقاداً واسعاً من مدربي الفريقين.
ويرى محللون أن الخوف من سيناريو مفاجئ عند استئناف الدوري الإسباني هو أمر منطقي قياساً بفترة الوقف التي مر بها الفريقان وتأثيرها النفسي على اللاعبين وحجم التحديات التي اعترضتهما خلال التحضير للعودة.
ويحاول خبراء الدوري الإسباني التكهن بما يمكن أن يكون عليه الحال في مباريات المراحل الـ11 المتبقية التي ينتظر استئنافها في غضون أسبوعين من الآن.
وستعود منافسات الليغا الإسبانية في 11 يونيو المقبل بعد تعليقها منذ منتصف مارس بسبب تفشي وباء كوفيد – 19.
ويشتعل الصراع بين برشلونة حامل اللقب ومتصدر جدول المسابقة ومنافسه التقليدي العنيد ريال مدريد صاحب المركز الثاني بفارق نقطتين خلف برشلونة.
ومن بين 11 مباراة متبقية لكل منهما سيخوض برشلونة خمس مباريات فقط على ملعبه، فيما سيخوض ريال ست مباريات، مما يعني أن الأفضلية قد تكون لريال في هذه المراحل المتبقية.
وما يضاعف من حدة ذلك أن كلاً من برشلونة وريال لا يضمن خوض المباريات المتبقية على ملعبه الأساسي في ظل إمكانية إقامة مباريات كل منهما على الملعب الرديف للنادي والذي يتسع لستة آلاف مشجع فقط، وهو الملعب الخاص بمباريات الفريق الثاني لكلٍ منهما. وينطبق هذا بشكل أساسي على ريال بسبب أعمال الإنشاءات الجارية في ملعب سانتياغو بيرنابيو.
وقد يصبح الموقف أكثر تعقيداً لريال بقيادة مديره الفني زين الدين زيدان إذا خاض الفريق المباريات الست المتبقية له على ملعب ألفريدو دي ستيفانو الخاص بمباريات الفريق الثاني في النادي، والذي يقع خارج المدينة، لا سيما أن المباريات الباقية من الموسم الحالي ستقام دون جماهير ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة للحد من تفشي وباء كورونا بشكل أكبر.
ويرى أحد النجوم السابقين لبرشلونة، أن خوض ريال مدريد لمبارياته الست المفترضة على ملعب ألفريدو دي ستيفانو سيمنح الأفضلية لبرشلونة.
لكن اللاعبين والمدربين لا يرغبون في خوض المباريات في غياب الجماهير خاصة عندما تكون المباريات على ملعب الفريق وليست على ملعب المنافس.
ستحظى الأندية الإسبانية بأقل من أسبوعين لخوض التمارين الكاملة، وهي فترة يراها المدربون قصيرة لجاهزية اللاعبين بدنياً.
وقال إيرنستو فالفيردي المدير الفني السابق لبرشلونة: “سيعتاد اللاعبون على ذلك، لكن المباريات الأولى ستكون صعبة”.
وكان فالفيردي مسؤولاً عن البارسا في الموسم عندما التقى لاس بالماس في غياب الجماهير.
ًوقال مدرب برشلونة السابق “اللاعبون سيستعدون ذهنياً، لكن الأمر يظل صعباً”.
وقال مانو غارسيا لاعب خط وسط آلافيس عن مشجعي فريقه المشهورين بضوضائهم: “بالنسبة لنا اللعب دون جماهير محزن للغاية، كما يضعف مستوانا بالفعل لأن مشجعينا يصنعون الفارق فعلياً”.
لكن كل هذا قد لا يعني الكثير بالنسبة لريال الذي سيخوض على ملعبه مباراة واحدة فقط أكثر من برشلونة، علماً بأن ريال سيخوض المباريات الباقية على ملعب ألفريدو دي ستيفانو بسبب أعمال التجديد الجارية على ملعب سانتياغو برنابيو.
في المقابل كانت هناك بعض الاقتراحات في برشلونة بأن يخوض الفريق المباريات المتبقية له على ملعبه يوهان كرويف، وهو الملعب الذي تقام عليه مباريات الفريق الثاني للنادي وتبلغ سعته أيضاً ستة آلاف مشجع.
لكن لاعبي برشلونة أبلغوا النادي برغبتهم في الاستمرار على ملعب كامب ناو.
ويتفهم خوان أنتونيو بيتزي المهاجم السابق لبرشلونة، والذي كان مدرباً لفالنسيا عندما واجه بازل في غياب الجماهير عام 2016، السبب وراء تمسك لاعبي برشلونة بالبقاء في كامب ناو.
وقال بيتزي “أعتقد أنه حتى دون وجود الجماهير سيظل ريال يشعر بارتياح أكبر للعب في بيرنابيو أكثر من ملعب دي ستيفانو”.
ويرى النجم السابق للبارسا أن كامب ناو قد يرعب الفريق المنافس بشكل أكبر عندما يكون خاوياً من الجماهير. وقال بيتزي “كامب ناو وسانتياغو بيرنابيو ملعبان مهيبان.. هما من الملاعب الكبيرة التي تتمتع بصيت كبير. وعندما تغيب الجماهير، يمكن ملاحظة هذا ربما بشكل أكبر”.
لهذا سيخدم كامب ناو فريق برشلونة، لكن في خمس مباريات فقط، فيما سيخوض ريال ست مباريات على ملعبه لكنها ستكون على ألفريدو دي ستيفانو.
وعاود اللاعبون في إسبانيا التمارين الفردية في مراكز الأندية في الرابع من مايو، وسمح لهم بعد نحو أسبوعين بتمارين جماعية لكن في مجموعات صغيرة لا تتعدى عشرة لاعبين.