تأسس الإتحاد البرازيلي لكرة القدم عام 1914 ويعتبر السيليساو سيد كرة القدم في العالم بلا منازع حيث توج بلقب كأس أميركا الجنوبية ثلاث مرات وكوبا أميركا ثمان مرات آخرها عام 2007، كما أحرز فضية كرة القدم في الألعاب الأولمبية ثلاث مرات أخرها في لندن 2012 وفاز بكأس العالم للقارات 4 مرات آخرها 2013.
ويحمل منتخب البرازيل جميع الأرقام القياسية في نهائيات كأس العالم سواء تعلق الأمر بعدد المشاركات (19 مرة) أو عدد المباريات والأهداف وكذلك عدد مرات التتويج (5 مرات) أعوام 1957 و1962 و1970 و1994 و2002، وحقق مركز الوصيف في بطولتي 1950 و1998 والثالث في نسختي 1938 و1978.
أربعة وستون عاما والبرازيل تنتظر هذه اللحظة، تنظيم كأس العالم لكرة القدم على أرضها، وحلم إحراز اللقب على ملعب ماراكانا الأسطوري، حيث سرقت منها أوروغواي هذا الشرف في 1950.
تراجيديا وطنية قد تنقلب إلى ملحمة شعبية بحال نجح لاعبو السيلساو بخطف لقب سادس لهم في المسابقة الرياضية الأشهر في العالم، لقب قد يحول تظاهرات شعبية اجتاحت شوارع البلاد العام الماضي احتجاجاً على الإنفاق الزائد على المنشآت الرياضية بدلاً من احتياجات المواطن الأكثر أولوية، إلى حفلات سامبا لا تنتهي خلال وبعد الكرنفال الكروي.
هي الدولة الأشهر والأنجح في عالم كرة القدم، ومن أحيائها الفقيرة ورمال شواطئها خرج الأسطورة بيليه وأسطول من اللاعبين غزوا قارات العالم وامتعوا جماهير المستديرة بفنيات لا نهاية لها.
احتفظت البرازيل بكأس جول ريميه إلى الأبد عام 1970 في المكسيك بعد تتويجها في السويد 1958 وتشيلي 1962 بجيل خارق ضم بيليه وجيرزينيو وريفيلينو وتوستاو وجيرسون وغارينشا وكارلوس ألبيرتو وغيرهم، وحملت اللقب النادر في أربع قارات مختلفة بعد أن توجت عام 1994 في الولايات المتحدة و2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
غابت عن التصفيات لتأهلها المباشر باعتبارها البلد المضيف.
تولى لويس فيلبي سكولاري (65 عاماً) تدريب منتخب البرازيل في التاسع والعشرين من نوفمبر عام 2012 خلفاً لمانو مينيزيش الذي فشل في كوبا أميركا 2011، وقاد الفريق منذ هذا التاريخ في 19 مباراة ودية ورسمية نجح في الفوز في 13 منها وتعادل في 4 وخسر في مواجهتين.
يمتلك سكولارى خبرة كبيرة حيث سبق له تدريب منتخب الكويت وفاز معه بكأس الخليج عام 1990 وقاد منتخب البرازيل للمرة الأولى عام 2001 وتوج معه بكأس العالم في كوريا واليابان عام 2002، كما تولى تدريب العديد من الأندية البرازيلية أهمها غريميو وكريزورو وبالميراس، كما خاض عدة تجارب عربية مع أندية الشباب والأهلي السعوديين والقادسية الكويتي، وآسيوية مع جوبيلو إيواتا الياباني وبونيودكور الأوزبكي وأوروبية مع تشلسي الإنجليزي ومنتخب البرتغال في الفترة من 2003 وحتى 2008 وقاده للفوز بالمركز الرابع في كأس العالم بألمانيا 2006 ووصافة يورو 2004.
يعتمد سكولاري على مجموعة من النجوم يتمناها أي مدير فني في العالم بداية من الحارس المخضرم جوليو سيزار صاحب الـ 34 عاماً وزميله فيكتور حارس أتلتيكو مينيرو ذو الـ 30 عاماً ولاعبو الدفاع دوغلاس مايكون (32 سنة - روما)، وداني ألفيش (30 سنة - برشلونة)، وتياغو سيلفا (29 سنة - باريس سان جيرمان)، وديفيد لويز (26 سنة - باريس سان جيرمان)، ومارسيلو دا سيلفا (25 سنة - ريال مدريد)، ماكسويل (32 سنة - باريس سان جيرمان).
ونجوم الوسط والهجوم لويس غوستافو (26 سنة - فولفسبورغ)، وراميريش (26 سنة - تشلسي)، وويليان (25 سنة - تشلسي)، وهالك (27 سنة - زينيت سانت بيترسبيرغ)، وأوسكار دوس سانتوس (22 سنة - تشلسي).
عمد سكولاري إلى تبديل سبعة لاعبين من الكأس القارية، فعزز خط وسطه بفيرناندينيو وراميريش وويليان، وجلب الخبرة على الأطراف مع مايكون وماكسويل على حساب رافينيا وفيليبي لويس.
أكد سكولاري أنه يريد بناء جو عائلي مناسب للفريق، على غرار 2002، عندما استدعى لاعبين غير قادة.
ويبدو المهاجم نيمار أخطر أسلحة البرازيل في المونديال، بعد خوضه موسماً مقبولاً مع برشلونة إثر انتقال من سانتوس فاحت منه رائحة الفساد وأطاح برئيس النادي الكاتالوني ساندرو روسيل.
وعن دور نيمار في الفريق، يقول سكولاري: "لديه مسؤولية أكبر من تلك في فريقه، ليس فقط في خلق الفرص والمرتدات بل في الارتجال وهو وحده قادر على ذلك. ستعمل المجموعة غالباً من أجله وهو سيعمل أحياناً من أجل المجموعة".
سيخوض اللاعب المشاكس، الذي أبعده دونغا عن جنوب إفريقيا 2010، موندياله الأول وهو يكتسب النضج يوماً بعد يوم رغم عمره الصغير.
ورغم مراوغاته وحركاته الفريدة وأهدافه الساحرة التي أسرت قلوب كثيرين، قلل الهولندي يوهان كرويف المعروف بنقده اللاذع من قدرة نيمار على حمل البرازيل بمفرده إلى اللقب: "لا يجب أن ينسى الناس أنه في الثانية والعشرين، وبهذا العمر لا يمكن اعتباره من بين الآلهة".
