الجزائر على أعتاب تحقيق إنجاز تاريخي

تاريخ النشر: 26 يونيو 2014 - 02:20 GMT
البوابة
البوابة

تبدو الجزائر أقرب من أي وقت مضى من تحقيق انجاز تاريخي تلهث وراءه منذ مونديال 1982 عندما خرجت مرفوعة الرأس بمؤامرة ألمانية غربية نمساوية، وذلك عندما تلاقي روسيا اليوم في كوريتيبا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة من نهائيات كأس العالم.

نجح المنتخب الجزائري في رهانه الأول الذي جاء من أجله إلى العرس العالمي في البرازيل عندما تغلب على كوريا الجنوبية 4-2 فحقق الفوز الأول منذ تغلبه على تشيلي في مونديال 1982 بالذات في الجولة الثالثة بعدما فجر مفاجأة من العيار الثقيل في الجولة الأولى بتغلبه 2-1 على ألمانيا الغربية بنجومها بول برايتنر وكارل هاينتس رومينيغه وهارالد شوماخر وبيتر بريغل وفيليكس ماغاث ومانفريد كالتس وبيار ليتبارسكي وأولي شتيليكه وهورست هروبيش وفولفانغ دريملر، لكنه ودع بسبب "المؤامرة الشهيرة" بين ألمانيا الغربية والنمسا عندما خسرت الأخيرة عمداً أمام الألمان ليتأهلا سوياً إلى الدور الثاني.

كان الفوز الرائع على كوريا الجنوبية 4-2 هو الأول لمنتخب عربي وإفريقي باكثر من ثلاثية، محا به المنتخب الجزائري خيبة الأمل الكبيرة بعد الخسارة أمام بلجيكا 1-2 في الجولة الأولى بعدما كان متقدما 1-0، ووضع "ثعالب الصحراء" في وضع جيد لتحقيق الرهان الثاني والأهم وهو اقتناص البطاقة الثانية عن المجموعة الثامنة وبلوغ دور الـ 16 للمرة الأولى في تاريخه.

وانحصرت المنافسة على البطاقة بين الجزائر وروسيا وكوريا الجنوبية بعدما حجزت بلجيكا البطاقة الأولى.

ويحتل المنتخب الجزائر المركز الثاني برصيد 3 نقاط بفارق نقطتين أمام روسيا وكوريا الجنوبية، وقد تكفيه نقطة التعادل كي يصبح ثاني منتخب عربي يتخطى الدور الأول بعد جاره المغربي (عام 1986)، وسادس منتخب من القارة السمراء يحقق ذلك بعد المغرب والكاميرون ونيجيريا والسنغال وغانا.

وأجمع لا عبو المنتحب الجزائري على أن الفرصة مواتية لتحقيق الهدف الذي جاؤوا من أجله إلى البرازيل رغم نقص خبرتها في هذا المستوى العالي من المنافسة.

وأوضح لاعب وسط غرناطة ياسين براهيمي أن: "الجميع في سوروكابا يعلمون أن المهمة لن تكون يسيرة أمام منتخب روسيا، لكننا عازمون على النجاح في المهمة الملقاة على عاتقنا وتمكين الجزائر من بلوغ المرحلة الثانية من العرس العالمي في إنجاز سيثلج قلوب 40 مليون جزائري".

وأضاف براهيمي: "قدمنا مباراة جدية أمام كوريا الجنوبية وفزنا بالطريقة والأداء، لكن المهمة الأكبر لا تزال تنتظرنا أمام روسيا التي يتعين علينا فيها بذل مجهودات كبيرة".

من جهته، قال مدافع ليفورنو جمال مصباح: "لدينا الثقة في قدراتنا نتوقع أن تكون المقابلة صعبة أمام تشكيلة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو".

وحذر مصباح من فكرة اللعب من أجل التعادل أمام روسيا بقوله: "سيكون من الخطأ أن نلعب من أجل التعادل، علينا أن نلعب المباراة الحاسمة برغبة الانتصار ومن ثم تجنب أي مفاجأة غير سارة. صحيح أن اللقاء سيكون صعباً، لكننا نؤمن كثيراً بحظوظنا".

وتابع: "إننا قريبون جدا من تحقيق هدفنا بعد ثلاث سنوات من العمل الجاد. حان الوقت لأن يتجند المنتخب من أجل تحقيق الهدف المنشود والمرور إلى الدور الثاني".

"الروس يتمتعون بقوة كبيرة، نعلم أن لديهم مدرباً إيطالياً وسيدرسون بالتأكيد طريقة لعبنا الهجومي، علينا أن نستعد جيداً لذلك. الأكيد في الأمر، أننا سنعمل كل ما بوسعنا من أجل التأهل".

وأضاف: "علينا أن نحذر من روسيا التي أبانت عن إمكانيات كبيرة منذ بداية البطولة، فهي خسرت بصعوبة وفي اللحظات الأخيرة أمام بلجيكا، إنه منتخب مختلف كلياً عن كوريا الجنوبية، وعليه علينا أخذ هذه المعطيات في الحسبان واللعب من أجل تحقيق الفوز".

ولم يستبعد مدرب الجزائر البوسني الفرنسي الجنسية وحيد خليلودجيتش فكرة إجراء تغييرات على التشكيلة خاصة بعد التعب الذي بدا على بعض اللاعبين في المباراة أمام كوريا الجنوبية مشيراً إلى: "التغييرات لن تخل بتوازن التشكيلة التي فازت على كوريا الجنوبية".

وأضاف: "يمكن أن أكون مخطئاً في تقييم بعض اللاعبين لكن عندما نلعب من أجل الألوان الوطنية يتعين على اللاعبين بذل قصارى جهودهم، بالإضافة إلى أن التشكيلة سيتم اختيارها وفق الخطة التي سنعتمدها في مواجهة روسيا".

وتابع: "رأيت أن بعض اللاعبين وجدوا صعوبة كبيرة في إنهاء المباراة يتعين علينا استرجاع اللاعبين وإذا رأيت أن هناك إصابات أو تعب فلن أتردد في القيام بالتغييرات اللازمة".

ويقف الروس عقبة أمام ممثل العرب الوحيد في النهائيات العالمية، خاصة وأن رجال المدرب الإيطالي العنيد يسعون للتأهل لأول مرة في عهدهم الحديث إلى الدور الثاني.

وأكد كابيلو أنه ما زال مؤمنا بقدرة منتخبه على التأهل بعدما حدد لنفسه منذ التأهل إلى النهائيات هدف قيادة الروس إلى تحقيق أفضل نتيجة لهم منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي من أجل تحضيرهم بأفضل طريقة لاستضافة نسخة 2018 على أرضهم: "من المؤكد أني ما زلت مؤمناً لكن ليس أمامنا أي خيار سوى الفوز على الجزائر".

ورأى مدرب ميلان ويوفنتوس وروما وريال مدريد سابقاً بأن فريقه خسر المباراة في الثواني الاخيرة، وتحديداً الدقيقة 88، لأننا: "كنا نلعب من أجل الفوز بالمباراة، وتلقينا هجمة مرتدة وكانت تلك النهاية".

وتابع: "أهمية المشاركة الأولى في كأس العالم منذ 12 عاماً هي أنها تساعدنا على فهم المستوى الذي يحتاجه المرء من أجل خوض هذه البطولات"، في إشارة منه لتحضير المنتخب لمونديال روسيا 2018، مضيفاً: "لكن هناك كأس أوروبا 2016 قبل ذلك".

ويأمل كابيلو ألا يختبر فشلاً جديداً في نهائيات كأس العالم بعد تذوق مرارة الخروج من الدور الثاني لمونديال جنوب إفريقيا 2010 مع المنتخب الإنجليزي حين تلقى الأخير هزيمة مذلة أمام غريمه الألماني (1-4)، مما جعل المدرب الإيطالي محط الانتقادات اللاذعة في وسائل الإعلام البريطانية.

ويبدو أن كابيلو تعلم الدرس في جنوب إفريقيا 2010 ولم يبالغ في تطلعاته وتوقعاته لمونديال البرازيل، واضعاً ربع النهائي كهدف لمنتخبه، لكن هذا الهدف أيضاً ليس سهل المنال على الإطلاق لمنتخب لم يشارك في النهائيات منذ 12 عاماً، ولمنتخب لم يتمكن من الفوز على كوريا الجنوبية.