الرياضة التونسية تحت تأثير المال والسياسة

تاريخ النشر: 17 أبريل 2013 - 02:06 GMT
البوابة
البوابة

سلط القرار الذي اتخذه النادي البنزرتي أمس الثلاثاء بتعليق مشاركاته المحلية والدولية وبالتالي عدم خوضه مباراة الأحد المقبل أمام الأهلي المصري في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا، الضوء مجدداً على تأثير الاموال والسياسة على الرياضة التونسية وخصوصاً كرة القدم.

واتخذ النادي البنزرتي قراره هذا احتجاجاً على قرار الاتحاد المحلي للعبة بمنح بطاقة التأهل إلى مرحلة التتويج في الدوري المحلي لمصلحة النادي الإفريقي على حسابه.

واعتقد البنزرتي أنه حسم احدى بطاقتي المجموعة الأولى إلى مرحلة التتويج مع الترجي، بطل المواسم الأربعة اللأخيرة، بعد فوزه يوم الأحد على شبيبة القيروان.

وتعادل الترجي والبنزرتي والنادي الإفريقي بعدد النقاط بعد الأسبوع الرابع عشر والأخير من المرحلة الأولى للدوري، ولكلٍ من الثلاثي 29 نقطة مع أفضلية الأهداف للثاني على الثالث (13+ مقابل 8+).

واعتبر كل من البنزرتي والإفريقي أنه تأهل رفقة الترجي إلى مرحلة التتويج التي يبلغها متصدر وثاني المجموعتين، وذلك وسط الغموض القانوني قبل أن تقرر لجنة المسابقات أول أمس الاثنين تأهل الترجي والإفريقي، مما أثار حفيظة جمهور البنزرتي الذي نزل إلى الشارع ودخل في مواجهات مع الشرطة.

واعتمدت لجنة المسابقات مبدأ المواجهات المباشرة في تحديد هوية الفريقين المتأهلين، وبما أن الترجي يتمتع بأفضلية في مواجهاته المباشرة مع منافسيه، كان تأهله دون مشاكل.

لكن المواجهة المباشرة بين الإفريقي والبنزرتي جاءت متعادلة على كافة الصعد بعدما انتهت المباراتان بينهما بالتعادل سلباً خلال المرحلتين الاولى والثامنة. ورغم ذلك أعلن الاتحاد تأهل الإفريقي.

ودفع هذا الأمر البنزرتي الذي يستند في طلبه الحصول على البطاقة الثانية إلى افضلية عدد الأهداف المسجلة في المواجهات بين ثلاثي الصدارة في المجموعة الأولى إلى إعلان تجميد مشاركاته في جميع المسابقات المحلية والدولية.

"قررنا تجميد جميع نشاطات النادي على الصعيدين الوطني والدولي وبما فيها مباراتنا أمام الأهلي"، هذا ما قاله المتحدث باسم النادي البنزرتي باسم الزواوي، مديناً أعمال العنف التي حصلت في المدينة اعتراضاً على قرار لجنة المسابقات.

وتسلط هذه الأزمات الضوء على الدور الذي تؤديه السياسة والأموال في الكرة التونسية والجدل حول ضرورة تصويب مسار اللعبة، بحسب ما طالب المتحدث باسم النادي البنزرتي الذي يعتبر صاحب إمكانيات مادية أضعف من فريقي العاصمة تونس الترجي والإفريقي اللذين يتمتعان أيضاً بشعبية أكبر.

وأصبحت النتائج الرياضية أقل أهمية في تونس من الجدل المالي أو السياسي والتحكيمي أو حتى العنف الذي يحيط باللعبة الأكثر شعبية في البلاد والعالم، وقد تجلى ذلك من خلال الاتهام الذي وجهه رئيس البنزرتي المهدي بن غربية، رجل الأعمال والسياسي العضو في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب التحالف الديموقراطي عن ولاية بنزرت، إلى رئيس الإفريقي سليم الرياحي، رجل الأعمال ومؤسس ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحر، باستخدام ثروته من أجل أن تصب قرارات الاتحاد المحلي للعبة في مصلحة فريقه.

وفي السياق عينه، ينتظر النادي الأهلي رداً سريعاً من الاتحاد الافريقي بشأن مصير مباراة فريقه مع البنزرتي.

وارسل الأهلي خطاباً رسمياً إلى الإتحاد الإفريقي للاستفسار عن مصير المباراة بعد إعلان مسؤولي البنزرتي تجميد جميع أنشطة النادي محلياً وقارياً.

وأكد مدير الكرة في النادي الأهلي سيد عبد الحفيظ أن الخطاب المرسل إلى الاتحاد الإفريقي شمل طلب ضمانات أمنية من الجانب التونسي لبعثة الفريق طوال فترة إقامتهم في تونس وحتى العودة إلى القاهرة.

ومن المقرر أن تتوجه بعثة الأهلي إلى تونس صباح غدٍ الخميس برئاسة هشام سعيد عضو مجلس إدارة النادي وتضم 20 لاعباً والجهاز الفني بقيادة حسام البدري.