قالت مجلة "شتيرن" الألمانية في تعليق مهم حول فوز المنتخب الوطني بكأس العالم أنه وسط الاحتفالات الصاخبة التي تشهدها ألمانيا بعد التتويج باللقب للمرة الثالثة، هنالك جندي مجهول يجب الاعتراف بدوره في هذا الفوز ولابد من تكريمه وشكره.
وهذا الجندي هو يورغن كلينسمان المدير الفني الحالي للمنتخب الأميركي منذ عام 2011.
كان كلينسمان الذي سيكمل عامه الخمسين بعد أيام المدير الفني لألمانيا في كأس العالم الذي نظمته عام 2006 حين تولى هذا المنصب قبلها بعامين.
وكان يواكيم لوف المدير الفني الذي فازت ألمانيا تحت قيادته مساعداً له وتم تصعيده بعد استقالة كلينسمان نهاية البطولة.
ولم تفز ألمانيا في ذلك العام بالبطولة، لكن كلينسمان بنى منتخباً ألمانياً قوياً كان في حقيقة الأمر نواة للمنتخب الذي فاز بالكأس بعدها بثماني سنوات.
ذلك أنه – كما تقول المجلة الألمانية لم يبن منتخباً جديداً فقط، بل غير وجه الكرة الألمانية التي كانت لعبة صارمة لا تعترف بالعواطف والمشاعر.
وكما تقول المجلة، أدخل كلينسمان المشاعر إلى عالم كرة القدم الألمانية وأدخل أفكاراً جديدة إلى نظام كروي صارم بدا وكأنه قد أصابه الركود.
وهذا التغيير بدوره لم يقتصر على الطريقة التي يلعب بها الألمان بل أيضاً على الطريقة التي يأكلون ويشربون ويعيشون بها في حياتهم اليومية.
وأدخل إليوجا ضمن تدريبات الفريق وهي صيحة انتقلت إلى أندية عديدة.
وقالت المجلة أنه عندما بدأ في بناء فريق جديد راهن على مجموعة من اللاعبين صغار السن الذين كانوا قليلي الخبرة وقتها، وعندما هزم الفريق في نصف النهائي على أرضه تعرض لهجوم من النقاد بسبب إغفاله عدداً من اللاعبين أصحاب الخبرة.
لكن عندما استقال، لم يحاول لوف البدء من جديد بل سعي إلى البناء على ما حققه سلفه.
وإذا كان بعض افراد الفريق الذي كونه كلينسمان قد اعتزلوا،فان من بقي منهم برز في المنتخب الفائز بكأس العالم مثل فيليب لام المدافع ولاعب خط الوسط وباستيان شفاينشتايغر والمدافع بير ميرتيسايكر والمهاجم لوكاس بودولسكي، وجميعهم حالياً في الثلاثين من العمر ومضت الصحيفة قائلة: "إذا كان لوف قد أثبت أنه مدير فني قدير على درجة عالية من الحنكة، فلا يجب أن ننسى دور كلينسمان ولا بد أن ينال نصيبه العادل من التكريم.
وكان كلينسمان بين لاعبي الفريق الألماني الذي فاز بكأس العالم عام 1990 وهو من أبرز المهاجمين في تاريخ كرة القدم الألمانية ولعب لتسعة أندية في خمس دول هي ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا والولايات المتحدة التي ختم حياته كلاعب بأحد أنديتها (أورنج كاونتي).
وكان أكثر نادٍ لعب له هو شتوتجارت الذي شارك معه في 155 مباراة على مدي خمس سنوات سجل خلالها 79 هدفاً.
وهو لم يدرب أندية في حياته سوى بايرن ميونخ الذي سبق له أن لعب خلاله أيضاً 61 مباراة سجل خلالها 35 هدفاً.
