العنصرية في الملاعب الإيطالية لا تتوقف

تاريخ النشر: 24 سبتمبر 2019 - 10:41 GMT
دالبيرت (يمين)
دالبيرت (يمين)

أكد السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لسلطات كرة القدم الإيطالية أن عقوبة الحظر من دخول الملاعب كانت مطلوبة لمكافحة “المشكلة الخطيرة” للعنصرية.

وتأتي تصريحات إنفانتينو بعد وقائع العنصرية التي صدرت عن بعض مشجعي فريق أتالانتا في مباراته أمام فيورنتينا ضمن الدوري الإيطالي.

ويواجه أتالانتا عقوبات انضباطية محتملة بعد صافرات وصيحات مشجعيه ضد البرازيلي دالبرت مدافع فيورنتينا، والذي دفع بالحكم دانييلي أورساتو لإيقاف المباراة نحو ثلاث دقائق.

وتلقى المشجعون تحذيراً عبر الإذاعة الداخلية للاستاد بأن المباراة ستلغى حال واصل المشجعون إهاناتهم العنصرية للاعب.

وقال إنفانتينو، في تصريحات إعلامية: “الوضع في إيطاليا لم يتحسن وهي مشكلة خطيرة… هؤلاء الناس يجب تحديد هويتهم ومنعهم من دخول الملاعب. الأمر يتطلب، مثلما حدث في إنجلترا، توقيع عقوبات عليهم. يجب ألاّ نخشى إدانة هؤلاء العنصريين. علينا مكافحتهم حتى النهاية.

“تتم مكافحة العنصرية من خلال التعليم، وإدانتها والحديث عنها. لا يمكننا قبول العنصرية في المجتمع وفي كرة القدم”.

وتابع إنفانتينو “علينا أن نحدد هوية المسؤولين ونطردهم من الملاعب. يجب فرض عقوبات واضحة، كما في إنجلترا، يجب ألاّ نخاف من إدانة العنصريين، يجب أن نقاتلهم حتى النهاية”.

ووقعت الأحداث على ملعب إينيو تارديني الخاص ببارما، والذي يخوض عليه أتالانتا مبارياته لحين انتهاء عمليات تجديد ملعبه.

وتوقفت مباراة أتالانتا وفيورنتينا بضع دقائق بسبب صيحات عنصرية استهدفت دالبيرت الذي اشتكى لحكم المباراة دانييلي أورساتو، فاتخذ الأخير قرار إيقاف المباراة وطلب من مذيع الملعب بث رسالة إلى الجماهير بوقف هذه الصيحات، لكنها قوبلت بصفارات الاستهجان.

منذ بداية الموسم، تم استهداف مهاجم إنتر ميلان روميلو لوكاكو ولاعب وسط ميلان فرانك كيسي بصيحات القردة دون اتخاذ أي عقوبة بحق الجماهير وأنديتها.

الموسم الماضي، كان لاعب وسط يوفنتوس بليز ماتويدي وزميله في الفريق مويس كين ومدافع نابولي كاليدو كوليبالي ضحايا هذه الظاهرة التي تتكرر منذ سنوات في إيطاليا.

كما استهدفت جماهير فيرونا لاعب خط الوسط كيسي نجم ميلان خلال مباراة الفريقين.

وخلال المباراة أمام إنتر ميلان تعالت صيحات تقليد صوت القردة من جانب جمهور كالياري حين توجه لوكاكو لتسديد ركلة جزاء. وقال لوكاكو حينها إنه ضحية للعنصرية ووصف كالياري سلوك مشجعيه بأنه يدعو إلى الخجل.

وقالت اللجنة في بيان أن مسؤولي الأمن العام أبلغوها بشأن “هتافات وأصوات حيوانات وصيحات استهجان” تجاه لوكاكو، مضيفة أنه “لم يتم تفسير ذلك على أنه يحمل صبغة تمييزية لا من جانب الحكام ولا من جانب مراقب المباراة”. واستخدمت اللجنة الحجة نفسها الموسم الماضي حين رفضت فرض عقوبات على كالياري، بعد ادعاءات بتوجيه إساءة عنصرية تجاه مويز كين الذي كان يلعب مع صفوف يوفنتوس حينها.

وفي 2017 خرج سولي مونتاري لاعب وسط بيسكارا في ذلك الوقت من الملعب شاكياً من انتهاكات عنصرية على ملعب كالياري. ولم تتخذ رابطة الدوري الإيطالي أي إجراء ضد كالياري وقالت أن المتورطين لا يزيد عددهم على عشرة أفراد.

ولم تشر اللجنة إلى ادعاء بحدوث إساءة عنصرية تحدثت عنها وسائل إعلام استهدفت كيسي، خلال فوز فريقه ميلان 1-0 على مستضيفه فيرونا الأحد الماضي.

وقال فيرونا أن مشجعيه أصدروا صيحات استهجان تجاه الحكم، لكنه نفى حدوث أي إساءة عنصرية.

عانت كرة القدم الإيطالية من حوادث عنصرية على مدار العقد الماضي. وفي واحدة من تلك الوقائع خرج ميلان من الملعب في 2013 خلال مباراة ودية أمام فريق من درجة أدنى احتجاجاً على الهتافات العنصرية.

وفي 2014 تم انتخاب كارلو تافيكيو رئيساً للاتحاد الإيطالي لكرة القدم بعد أسابيع من تعليق عن لاعب إفريقي خيالي أسماه أوبتي بوبا وقال أنه من “أكلة الموز” تشبيهاً بالقردة.

نتيجة لذلك تقرر إيقافه عن تولي أي منصب في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لمدة ستة أشهر واتخذ الاتحاد القاري لكرة القدم قراراً مشابهاً. بينما برّأه الاتحاد الإيطالي من ارتكاب أي مخالفات.

في هذا الصدد أعلن ميلان عن تشكيل فريق عمل لمكافحة العنصرية ومراقبة سلوك الجماهير ومحاولة معالجته داخل ملعب سان سيرو أو على شبكة الإنترنت.

وذكرت صحف بريطانية أن مباراة ميلان أمام غريمه التقليدي إنتر ميلان دارت تحت شعار “ديربي ضد العنصرية”، وذلك في أعقاب المشاكل الأخيرة بخصوص العنصرية في الكرة الإيطالية.

وقال إيفان غازيديس المدير التنفيذي لميلان “كرة القدم الإيطالية بحاجة إلى الاستيقاظ، واتخاذ موقف قوي ضد السلوكيات العنصرية”.

وأضاف “سيتخذ ميلان موقفاً قيادياً بشأن هذه القضية، مما يعزز القيم الإنسانية الأساسية، كرة القدم تقدم مثالاً قوياً على قوة الوحدة والعمل الجماعي”.