يلاحق "قرش قرطاج" الحلم، سيسبح أسامة الملولي في "ريو"، وهو ابن الـ 32 عاماً، وفي هذا السن المتقدم قد تخونه العضلات وينهكه التعب.
هكذا يطلق عليه التونسيون، فالقرش لا "يهرم".
البطل الذهبي كان دائماً حديث وأمل العرب فكلما شارك في الأولمبياد، كان يكسب الرهان ويحمل الميداليات على أنواعها وخصوصاً الذهبية.
يعرف العرب مثل التوانسة أهمية الملولي في كفاحه وإمكانياته ويتوسمون فيه الخير، فلا الماديات الموجودة في الوطن العربي تمكنت من صقل بطل أولمبي مثله ولا الإمكانيات المتاحة بكثرة في أماكن معروفة استطاعت ان تصنع "قرشاً عربياً" على شاكلته، فبقي أمل العرب وتمكن من اعتلاء المنصات على مدى الألعاب الأولمبية الخمسة الأخيرة.
هي دول المشرق العربي الإفريقي التي كانت تنتج دائماً مثل هؤلاء الذين يحفرون في الذاكرة وفي الوجدان المجد والسمعة الطيبة، بهذه الإمكانيات البسيطة التي اوصلت الكثيرين منهم الى العالمية، ولم ينس أحد نوال المتوكل على مدى الزمن وغيرها، فكيف بالملولي الذي يطمح إلى المزيد.
هذه المشاركة الخامسة لـ "قرش قرطاج" وهدفه تحقيق إنجاز جديد يهديه لعائلته و لـ "تونس الحرة".
هذه المرة سيكون الرهان صعباً على سباح تقدم في العمر، لكن الفوز ليس مستحيلاً طالما أن النية موجودة، إذ سينافس سباحين شباناً وقد يجد صعوبة مطلقة في تخطيهم، لكن بعزيمة الباحثين عن المجد ربما يجد الملولي ضالته في أولمبياد ريو.
يعتبر الملولي من أكثر التونسيين الذي حصدوا الذهب في الأولمبياد؛ حيث فاز بذهبية سباق 10 كلم سباحة حرة، وبرونزية سباق 1500 متر سباحة خلال أولمبياد لندن 2012، وذهبية 1500 سباحة حرة في أولمبياد بكين 2008.
كما أنه أول سباح في تاريخ الأولمبياد يتوج بالذهب في مسابقتي 10 كلم و1500 متر.
وسيحاول الملولي أن يدافع عن لقبه خلال أولمبياد "ريو 2016" في سباق 10 كلم سباحة حرة، وهو تخصصه، كما لا يستبعد المشاركة في سباق 1500 متر.
قال الملولي عشية سفره إلى البرازيل لوكالة "فرانس برس": الرهان سيكون صعباً جداً في أولمبياد ريو دي جانيرو، كما كان الأمر في البرتغال التي استضافت في يونيو الماضي التصفيات المؤهلة لسباق 10 كلم في المياه الحرة بالألعاب الأولمبية"، حيث حل الملولي خامساً.
وتردد الملولي كثيراً، كما يقول، قبل أن يقرر المشاركة في الأولمبياد للمرة الخامسة في مسيرته الرياضية، لكنه حسم الأمر بعد "ستة اشهر من التفكير" قضى نصفها في تونس التي تعيش مرحلة انتقال ديمقراطي منذ ثورة 2011.
وقال الملولي: "بشكل عام، 99 بالمئة من الرياضيين حالمون، نحن نشرع في ملاحقة الحلم فور ولادته في رؤوسنا. الأمور كانت كذلك بالنسبة لي منذ سن 16 عاماً".
وأضاف أنه يريد تحقيق "الحلم" الاولمبي لإهدائه لعائلته وخصوصاً والدته خديجة، وكل الذين رافقوه خلال مسيرته الرياضية الناجحة.
لدى الملولي الكثير من الأفكار الرياضية بعد العودة من البرازيل، لكن هل سيتمكن من إضافة المزيد من الذهب الى سجله؟.. الجواب صعب رغم التمسك بالأمل.
