أنهى إيفرتون عقدة ليفربول التي لازمته في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما تغلب عليه بهدفين دون رد.
وتعتبر هذه الهزيمة هي الرابعة على التوالي للفريق الأحمر، بعد الخسارة أمام برايتون ومانشستر سيتي وليستر سيتي.
ويعد هذا الفوز الأول لإيفرتون على حساب ليفربول بعد 24 مباراة في جميع المسابقات حيث أنهى أطول مسيرة للريدز دون خسارة أمام فريق واحد.
وألقى يورغن كلوب المدير الفني للريدز الضوء على أسباب الهزيمة في ديربي ميرسيسايد أمام إيفرتون 0-2 ضمن المرحلة الخامسة والعشرين.
وبعد هذه الهزيمة التاريخية بات مستقبل المدرب الألماني على صفيح ساخن.
واعترف كلوب بأن فريقه افتقد الحسم اللازم في إنهاء المحاولات الهجومية وأخفق في استغلال الفرص التي أتيحت أمامه.
وقال كلوب: "الخسارة مؤلمة للغاية، تلقينا هدفاً بلا داعٍ في البداية وعلينا ألا ننسى ذلك. فقد شكل عاملاً مهماً في المباراة.
“هناك جانبان رئيسيان. يجب الاهتمام بالدفاع والتسجيل. في بعض المواقف لم نكن ندافع جيداً بالشكل الكافي، لذلك نجح المنافس في التسجيل، هو خطأ من جانبنا إذا رغبتم في اعتباره هكذا.
“ونحن لم نستغل الأخطاء التي ارتكبها المنافس ولم نستغل الفرص التي صنعناها. وهو ما أسفر عن هذه النتيجة”.
ولم يخسر ليفربول 4 مباريات متتالية على أرضه في الدوري الإنجليزي منذ نحو قرن تقريباً، وتحديداً منذ عام 1923.
وحقق إيفرتون أول فوز في الدوري الممتاز على ملعب ليفربول منذ عام 1999، وبهذا الانتصار تساوى إيفرتون صاحب المركز السابع برصيد 40 نقطة مع ليفربول، ولم يفز إيفرتون في 20 مباراة بالدوري أمام غريمه في المدينة.
انفجر بركان الغضب داخل جماهير ليفربول، حيث أجمع عدد كبير من الجماهير عبر موقع التواصل الاجتماعي، على رحيل الخط الهجومي باستثناء محمد صلاح، الذي كان بعيداً عن دائرة الهجوم من قبل جماهير ليفربول.
وكتب أحد المشجعين: "محمد صلاح هو اللاعب الوحيد في ثلاثي الهجوم الذي يجب علينا الاحتفاظ به، يجب أن يرحل جورجينيو فاينالدوم وأن يتم التعاقد مع مهاجمين ولاعبين في خط الوسط وقلب دفاع هذا الصيف.
وقال آخر: "يمتلك ليفربول حالياً صلاح في الخط الهجومي بمفرده، إذا لم يسجل فالمهاجمان ماني وفيرمينو يخلدان في النوم. وأضاف آخر، صلاح لاعب جيد، ولكن غوصه الكثير يفسد كل شيء، قاصدا أن النجم المصري يحاول السقوط كثيرا داخل منطقة الجزاء".
وتابع مشجع ثالث: "صلاح أفضل لاعب في ليفربول هذا الموسم، الإصابات هي مشكلتنا الرئيسية، لكن في الحقيقة لا نستطيع التسجيل إلا إذا قدم صلاح لحظة من السحر، لا يمكننا خلق أي شيء ضد الفرق التي تكون خلفنا، أمر مقلق للغاية".
وأضاف مشجع آخر: “إذا لم يتمكن ليفربول من حصد لقب دوري أبطال أوروبا، أعتقد أن صلاح أو ماني أحدهما سيرحل”.
في الوقت الذي ركض فيه مساعده دانكان فيرغسون على أرض الملعب ووجه لكمات في الهواء احتفالاً بالفوز، تعامل كارلو أنشيلوتي مدرب إيفرتون بطريقته الهادئة المعتادة عقب الانتصار (2-0) على جاره وغريمه ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال أنشيلوتي الذي اكتفى بابتسامة فقط للتعبير عن سعادته بالانتصار في آنفيلد “أنا سعيد جدا من أجل النادي والمشجعين. أتمنى بكل تأكيد أن يحتفلوا الليلة. قدمنا أداء جيدا، لعبنا بروح قتالية عالية وأنا سعيد حقا”.
لكن ربما يكون هدوء أنشيلوتي مبررا، فرغم واقع أن جماهير إيفرتون انتظرت 20 مباراة لتحقيق أول انتصار بعد حوالي 21 عاماً في آنفيلد، فإن المدرب الإيطالي اعتاد التفوق على ليفربول بالتخصص.
وفي 16 مباراة أمام ليفربول، تمكنت فرق أنشيلوتي المختلفة من الفوز 8 مرات مقابل 5 هزائم فقط.
وقبل مباراة قمة السبت، نجح أنشيلوتي في الفوز على ليفربول خلال تدريب ميلان وتشيلسي وريال مدريد ونابولي، وهذا السجل المذهل منح ثقة للاعبيه قبل الذهاب إلى آنفيلد.
قال شيموس كولمان قائد إيفرتون “عندما تملك مدرباً مخضرماً، فإنك تشعر بالثقة في هذه المباريات”.
وتحدث عما فعله مع نابولي: "استحق إيفرتون الفوز، وكان واضحاً وجود ثقة في إنهاء الانتظار الطويل بالفوز في ضيافة الفريق الجار".
لكن أنشيلوتي يدرك جيداً ضرورة اللعب بثبات أكبر في المستوى من أجل مقارعة الكبار.
ورغم الاحتفالات الصاخبة بحسم القمة، فإن كولمان التزم الهدوء الذي يحب أنشيلوتي التعامل به مع لاعبيه بعد انتهاء هذه النشوة.
وقال كولمان: “يجب أن تتغير العقلية، لا يتعلق الأمر بمجرد الفوز على ليفربول، يجب تحقيق النجاح في مسيرتنا. أقول باستمرار إنه يجب التحلي بالاحترافية بشكل يومي.. لا يمكن أن نلعب باهتزاز في المستوى كما حدث في الأسابيع القليلة الماضية”.
وضحك أنشيلوتي عندما سئل عما إذا كان إيفرتون، صاحب المركز السابع الذي يتساوى في رصيد النقاط مع ليفربول ولكل منهما 40 نقطة، ينافس على دخول المربع الذهبي والتأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وقال أنشيلوتي “المربع الذهبي؟ لا أنتظر” حيث يرغب المدرب في الحفاظ على تركيزه على هدف ما قبل انطلاق الموسم باللعب في الدوري الأوروبي والحاجة إلى تجنب الخسائر المكلفة في غوديسون بارك.
